من سعيد عموري - يتسابق مرشحو الرئاسة في كل انتخابات أميركية على اعلانات تقديم الدعم للجانب الاسرائيلي، الامر الذي يزداد صعودا كلما اقترب الناخبون من موعد الادلاء باصواتهم المنافسة، ما يجعل من كل جولة انتخابية اميركية، موعد صدمة واحباط جديد لآمال الفلسطينيين، الذين يراهنون على مواقف اميركية أكثر صلابة في مواجهة إسرائيل وسياساتها.
مجددا يعتزم الرئيس محمود عباس الذهاب الى نيويورك، هذه المرة سيطالب هيئة الامم المتحدة، بقبول عضوية دولة فلسطين كعضو مراقب، لكن هاجس الضغوط الاميركية المتوقعة يخيم على الفلسطينيين، خاصة وان التحضيرات الفلسطينية لهذه الخطوة تسبق انتخابات الرئاسة الاميركية، التي كشفت حذر اوباما من التعامل مع القضايا الفلسطينية والخطابات حولها، وانحياز منافسه (رومني) الواضح لاسرائيل وسياساتها.
وحول تأثير الانتخابات الرئاسية الاميركية، قال المحلل السياسي هاني حبيب "انها رمت بثقلها قبل تبدأ"، مشيرا إلى "ان الجانب الفلسطيني رضخ للضغوط الاميركية، وأجبر على تأجيل قضية التوجه بطلب رسمي إلى ما بعد الانتخابات الاميركية، رغم ان ذلك رهان خاسر، ففي كلتا الحالتين سيكون الموقف الاميركي ازاء نيل فلسطين للعضوية مشابها".
وأضاف "ان تغير الموقف الفلسطيني من التصميم من التوجه بالطلب إلى التوجه بعرض الطلب، يؤكد ان الانتخابات الاميركية فرضت نفسها على القضية الفلسطينية".
ويشير الى ان المرشح الجمهوري "ميت رومني" زار إسرائيل وقال بشكل علني ان " القدس الموحدة هي عاصمة لإسرائيل، وذلك خلافا للموقف الاميركي الحالي، الاقل تطرفا".
ويرى حبيب ان اوباما ورغم انه لم يقدم الدعم الكافي للقضية الفلسطينية، الا ان "فوزه سيكون اقل خسارة بالنسبة للقضية الفلسطينية، لأنه لن يفكر بولاية أخرى، وبالتالي لن يجبر على الرضوخ للضغوطات الاسرائيلية التي تحيط بالمرشحين كل اربع سنوات، وتجبرهم على تقديم التنازلات لاسرائيل".
وحول ذلك قال مسؤول ملف المفاوضات بمنظمة التحرير الدكتور صائب عريقات، "ان القرار بالتوجه لهيئة الامم قد اتخذ بالفعل، ولن نعيد النظر فيه، فالانتخابات الاميركية شأن داخلي ولا علاقة لها بمصيرنا".
وأضاف "ان اكثر ما يمكننا فعله هو التوجه للادارة الاميركية (سواء بقي اوباما على رأس الحكم او انتخب رومني) باعادة النظر حول تأييد انضمامنا لهيئة الامم".
وتابع عريقات "اننا نهدف رفع دولة فلسطين، وليس كسب الود الاميركي او غيره، لن ننتظر نتائج الانتخابات الاميركية لنحدد سياستها ومواقفها تجاهنا، ونحن ننتظر خطاب الرئيس في الـ27 من الشهر الجاري أمام الجمعية العامة، لنبدأ المشاورات حول مشروع القرار".
وفي الوقت الذي اشار فيه اوباما في عدة مناسبات إلى ضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67، فانه منافسه الجمهوري، المرشح رومني يرى ان "قيام دولة فلسطينية أمر مستحيل، ونبذ حل الدولتين، مُتهما الشعب الفلسطيني بـ"رفض السلام".
ورغم ان موقف اوباما وسعيه لارضاء اسرائيل من خلال بعض التصريحات، خاصة فيما يتعلق بكون القدس عاصمة لها، الا انه حسب المحللين السياسيين "يعتبر وحزبه الديمقراطي اقل تصلبا، من مواقف الجمهوريين فيما يتعلق بدعم المواقف والسياسات الاسرائيلية".