هارييت شيروود- الغاردين
انشغلت القوات الإسرائيلية نهاية الأسبوع على جبهتين حدوديتين , فقد أطلقت طلقات تحذيرية على الجانب السوري بعد سقوط قذائف هاون على نقطة عسكرية إسرائيلية في الجولان , كما قامت باستهدفت مجموعات مسلحة في غزة في موجة عنف جديدة.
أتى رد الجيش الإسرائيلي في الشمال وسط مخاوف من امتداد رقعة الحرب الأهلية في سوريا لتصل إلى مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل منذ عام 1967. إذ سقطت أربع قذائف أطلقت من الجانب السوري في الجولان الأسبوع الماضي و لكن لم تسبب أيا منها بأي أضرار أو إصابات. كما قامت ثلاث دبابات سورية قبل ثمانية أيام بدخول المنطقة العازلة بين سوريا و مرتفعات الجولان.
تعد هذه أول مرة يطلق فيها الجيش الإسرائيلي النار على الأراضي السورية منذ حرب 1973. إذ أشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيتال ليبوفيتش قائلا" إننا نتفهم أن إطلاق النار كان خطئا و لم يستهدف إسرائيل و بالتالي قمنا بإطلاق طلقات تحذيرية ردا على ذلك. و قد قدم الجيش الإسرائيلي شكوى عن طريق قوات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة مفادها أن إطلاق النار من سوريا على إسرائيل لن يتم التسامح معه و سوف يتم الرد عليه بشدة.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو فقد قال يوم الأحد أننا نتابع عن كثب ما يدور على الحدود مع سوريا و نحن جاهزون لأي تطورات.
و قال المتحدث يوآف مردخاي باسم الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية استهدفت مطلقي الهاون بالقرب من الجيش السوري و قد قدر الجيش الإسرائيلي ألا وجود لإصابات في الجانب السوري. و قال" إننا لا نهدف للوقيعة بين الثوار و الجيش السوري و لكن نريد الدفاع عن الجولان".
أما في الجنوب فقد أطلقت حماس و الجهاد الإسلامي و منظمات أخرى عشرات الصواريخ و قذائف الهاون يوم السبت و الأحد على جنوب إسرائيل و عليه فقد قتل ستة أشخاص بينهم أربعة مدنيين في تسع غارات على غزة. و قد حذر نتنياهو بأن الجيش الإسرائيلي مستعد لتصعيد الرد على الصواريخ من غزة بعد التصعيد الأخير.
إن جولة العنف هذه و التي تلت جولة مماثلة لها قبل ثلاثة أسابيع و التي هدأت بعد تدخل الوسطاء المصريين أتت بعد تفجير جيب عسكري إسرائيلي على الحدود مع غزة بعد مقتل الطفل حامد يونس أبو الدقة الذي يبلغ من العمر 13 عاما بعد إطلاق الطائرات المروحية النار عليه و هو يلعب كرة القدم في خان يونس كما قال والده . بعض المراقبين يرون أن نتنياهو قد يميل إلى الرد بشكل أكبر لاتخاذ موقف قبل الانتخابات العامة في 22 يناير المقبل.
أما نتنياهو فقد قال خلال الاجتماع مع الوزراء يوم الأحد أن العسكريين في غزة قد تلقوا ضربات قاسية من الجيش الإسرائيلي, و على العالم أن يعلم أن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي في وجهة هذه الهجمات. و يشار إلى أن عملية الرصاص المصبوب على غزة التي استمرت لمدة ثلاثة أسابيع و أدت على مقتل 1.400 شخص قد سبقت الانتخابات الإسرائيلية عام 2009.
قال موشي يعلوون وزير الشئون الإستراتيجية, في حديث للراديو الإسرائيلي " إننا لن نسمح بأن يستمر الوضع على ما هو عليه. فلدينا خيارات كثيرة لنجعل الطرف الأخر يدفع الثمن و سوف نستخدمها في الوقت المناسب حتى يعود الهدوء للجنوب. و في رده على سؤال ما إذا كانت هناك احتمالية لشن هجوم بري قال يعلون " إننا نقوم بوزن الأمور و مثل هذه الخطوة سيتم اتخاذها في حال فشل الضربات الجوية بإيقاف الصواريخ.
يشار إلى أن ست فصائل فلسطينية بما فيها حماس , قد أصدرت بيانا مشتركا تعلن فيها مسئوليتها عن إطلاق الصواريخ.إذ حاولت حماس منذ عملية الرصاص المصبوب على غزة أن تمنع الجماعات المسلحة من أطلاق الصواريخ و الهاون على إسرائيل و لكنها شاركت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة في عملية إطلاق الصواريخ.
إن إسرائيل تعتقد أن كميات كبيرة من الأسلحة تم تهريبها من ليبيا على غزة عن طريق الأنفاق مع مصر. فقد أطلق صاروخ مضاد للطائرات لأول مرة من غزة على طائرة مروحية إسرائيلية الشهر الماضي وفقا لمسئول في الجيش الإسرائيلي. و لكنه اخطأ هدفه.