Menu
14:08لهذا السبب .. "حزب الله" يعلن الاستنفار و يستدعي عددا من عناصره
14:06تنويه مهم صادر عن الجامعة الاسلامية بخصوص فيروس "كورونا"
14:05مالية رام الله تعلن موعد ونسبة صرف رواتب الموظفين
13:38وزارة الصحة: 8 وفيات و450 إصابة بفيروس كورونا و612 حالة تعافٍ
13:14الأسرى يغلقون سجن "جلبوع" بعد اقتحامه والتنكيل بهم
13:13أحكام على مدانين في قضايا قتل منفصلة بغزة
13:10قطاع المعلمين بأونروا: صعوبات تواجه التعليم الإلكتروني ولا بديل عن "الوجاهي"
13:08الأوقاف ترفض الاساءة للرسول عليه السلام
12:48مصادر صحفية: تكشف عن موعد صرف المنحة القطرية
12:49منظومة دفاع جوي في قطاع غزة؟
12:46(يديعوت أحرونوت): طائرة إسرائيلية هبطت أمس بمطار الدوحة وعادت اليوم لتل أبيب
12:43الحكم المؤبد على مدانين في خانيونس ودير البلح بتهمة القتل
12:40عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى
12:39إغلاق محكمة الاستئناف الشرعية بنابلس بعد إصابة قاض بكورونا
12:37مليارات الدولارات من السعودية والامارات تمطر على الاردن فجأة !!

بلفور في ٢٠١٤ بقلم يوسف رزقة

أرض كنعان/مائة عام إلا بضع سنوات هي المسافة الزمنية التي تفصلنا عن اليوم الأول لوعد بلفور المشئوم بلغة العرب. في مثل يوم أمس الأحد ٢ نوفمبر من كل عام يحيي الفلسطينيون بألم هذه الذكرى، التي أسست لضياع بلادهم فلسطين. في عام ١٩١٧ وضع بلفور وزير خارجية بريطانيا العظمى حجر الأساس لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

وبناء على هذا الوعد واستثماره قامت (دولة إسرائيل) على أرض بلادنا فلسطين بمساعدة مباشرة من بريطانيا والقوى الاستعمارية الأخرى، في ظل غفلة عربية فلسطينية عن مخاطر وعد بلفور، وعن إجراءات بريطانيا الاستعمارية اليومية في فلسطين لتنفيذ هذا الوعد.

(إسرائيل) نشأت بقرار من خارج أرض فلسطين. نشأت بداية بقرار بلفور، وتشكلت النشأة وتبلورت بقرار تقسيم فلسطين في عام ١٩٤٧، وتجسدت النشأة واقعا في إعلان (دولة إسرائيل) عام ١٩٤٨، وأخذت الدولة بعدا دوليا باعتراف الأمم المتحدة والدول الاستعمارية بها فور إعلانها. باختصار, يمكننا القول بناء على ما تقدم: إن قوة دولة الاحتلال منذ بلفور، وحتى الآن مستمدة من الخارج ، على الرغم من ترسانة السلاح التي تملكها دولة الاحتلال وتتفوق فيها على العرب مجتمعين ومتفرقين.

أقول هذا في هذا العام ٢٠١٤ لأن (إسرائيل) أضافت لنفسها قوة جديدة من خارجها، يوم أعلن نتنياهو أن له حلفاء من العرب ( يقصد مصر والسعودية والإمارات والأردن)، ويقول: إن لديهم الرؤية نفسها التي تراها (إسرائيل) في المنطقة، حيث يجتمعون على عداء الإسلام السياسي، وإيران، والمقاومة الفلسطينية، حسب المصادر العبرية. ومن هنا يتأكد لنا أن قوة ( إسرائيل) تأتي من خلال حبل من الناس، وأنها أضعف من تعتمد على قوتها الذاتية، التي تحطم كبرياؤها في الشجاعية والتفاح ورفح والزنة. ومن أراد هزيمة (إسرائيل) عليه مواجهة عناصر قوتها الخارجية وشل قدراتها.

نحن الفلسطينيين أقوياء بذواتنا، وبالحق الذي نعض عليه بالنواجذ، ولكننا ضعفاء من الخارج، فليس لنا سند من عرب ولا عجم، والمجتمع الدولي يعمل ضدنا، وأنظمة العرب وعدت أجدادنا في عام ١٩٤٨ بتحرير فلسطين من العصابات الدولية، فكذبت في وعدها، وضللتنا، وهي تعمل الآن ضد تحرير فلسطين، وتعمل على ترسيخ قواعد وجود (إسرائيل) في بلادنا.

إنها للأسف تعادي اليوم كل من يعمل لتحرير فلسطين، يستوي في ذلك العداء المقاومة الفلسطينية، وغير الفلسطينية، وباتت غزة متهمة عندهم، وعبئا على مصر والعرب، ومحاصرتها، وإغلاق معبرها الوحيد مع العالم، وإحاطتها بمنطقة عازلة ، عملا قوميا، لحفظ الأمن القومي المصري والعربي، وباتت (إسرائيل) هي من تقرر، وإذا قالت سمع العرب لقولها إلا من رحم ربك.

بلفور وعد فصدق، وقادة العرب وعدوا فكذبوا. استثمر اليهود الوعد فنجحوا، ولم يستثمر الفلسطينيون مقاومتهم ففشلوا. وما زال العرب ونحن معهم نسير للأسف من فشل إلى فشل، ونلعن بلفور، ولا نلوم أنفسنا، ولا نبحث عن عيوبنا. بينما نسي اليهود بلفور، وما عادوا يحتفلون بوعده، أو يتذكرونه، وهم يسيرون من نجاح إلى آخر، ويسخرون من العرب، ومن قادتهم ودولهم واجتماعاتهم.