أرض كنعان/ شهدت 12 عاصمة أوروبية عدة فعاليات وأنشطة شعبية مختلفة دعمًا وتضامنًا مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي في يومهم الذي يحييه الفلسطينيون في شتى أماكن تواجدهم في السابع عشر من إبريل كل عام.
وتنوعت الفعاليات التي نظمها ناشطون فلسطينيون وأوروبيون، بين عروض صامتة في شوارع مركزية واعتصامات وتظاهرات في الساحات الكبرى، إضافة إلى رفع عرائض للسياسيين وصناع القرار للتعريف بمعاناة الأسرى في سجون الاحتلال، عدا عن حملات الكترونية.
وأكد المشاركون فيها دعمهم الكامل لصمود الأسرى ضد القمع الذي يتعرضون له من قبل سلطات الاحتلال، مطالبين حكوماتهم بممارسة ضغوط على الحكومة الإسرائيلية لدفعها للالتزام بأحكام القانون الدولي.
وبدأ الفلسطينيون بإحياء هذه الذكرى منذ 17 نيسان/ أبريل 1974، وهو اليوم الذي أطلق فيه سراح أول أسير فلسطيني، وهو محمود بكر حجازي، في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.
وشهدت أكثر الشوارع ازدحاماً في العاصمة الايرلندية دبلن عروضًا مسرحية للتعريف بقضية الأسرى الفلسطينيين وما يواجهون من ظروف قاسية في سجون الاحتلال، فيما نُظم في العاصمة النمساوية فينا عدة أنشطة واعتصامات داعمة لهم.
أما في العاصمة البريطانية لندن، فأصدر مركز العودة الفلسطيني بيانًا وخاطب مئات النواب البرلمانين البريطانيين برسائل شرح فيها معاناة الأسرى، وطالبهم بإرسال وفود دولية لتقصي حقيقة ما يحصل بحق الأسرى والضغط على الكيان الإسرائيلي.
ومن المقرر أن تنظم في العاصمة الألمانية برلين تظاهرة داعمة لقضية الأسرى الساعة السادسة من مساء اليوم أمام بوابة برلين الرئيسية، كما تستعد اللجان المنظمة للفعاليات لتنظيم تظاهرة مماثلة في العاصمة الفرنسية باريس.
وأكد مدير مركز العودة ورئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا ماجد الزير أن قضية الأسرى لم تغب عن فعاليات وأجندة الفلسطينيين في أوروبا، مشيرًا إلى أن الفعاليات والأنشطة ستتواصل في سبيل إعلاء شأنها وإيصالها لكافة المسئولين من أجل الضغط على الاحتلال لتبيض السجون.
وأوضح الزير في اتصال هاتفي المقيم في العاصمة البريطانية لندن أن عشرات المؤسسات التي تعمل لصالح فلسطين انتظمت في فعاليات داعمة لقضية الأسرى، لافتًا إلى أن من بينها ما هو ميداني في الساحات العامة، ومنها ما هو تواصل سياسي مع المسئولين والبرلمانين، وآخر أكاديمي في الجامعات والمعاهد.
وذكر أن الحملة الدولية لنصرة الأسرى التي انطلقت مؤخرًا انتهزت يوم الأسير من أجل تنظيم هذه الفعاليات التي ستستمر وستتصاعد حتى انعقاد المؤتمر الدولي المخصص لنصرة الأسرى في العاصمة الفرنسية باريس بمايو القادم.
بدوره، وصف رئيس المنتدى الفلسطيني في فرنسا مازن كحيل حجم التضامن مع فعاليات الأسرى من قبل الأوروبيين بـ "غير المسبوق"، مشيرًا إلى أن المئات من المتضامنين حاولوا التعرف عن قرب وتعزيز فهمهم بالقضية ثم إعلان التضامن معها.
وذكر كحيل أن هدف الفعاليات هو إرسال رسائل واضحة تتمثل في كسر جدار الصمت في التضامن مع الأسرى وضرورة تبيض السجون في ظل التأييد المتزايد في الشارع الأوروبي الداعم لقضية، مبينًا أن اللجان المنظمة قدمت معلومات تفصيلية وفي كافة الجوانب من معاناة الأسرى.
وأوضح أن الجوانب الإنسانية في قضية الأسرى حظيت بتعاطف وتفاعل كبيرين من قبل مئات النشطاء الذين أعلنوا تضامنهم معها ومع غيرها من الحقوق الفلسطينية، مؤكدًا أن الفعاليات متواصلة وستتصاعد خلال الأيام القادمة حتى تبيض السجون من آخر أسير.
من جانبه، أشاد المتحدث الإعلامي باسم جمعية واعد للأسرى والمحررين عبد الله قنديل بالفعاليات التي نظمت اليوم في العواصم الأوروبية بيوم الأسير الفلسطيني وتضامنا معه، معتبرًا إياها علامة فارقة نجحت في إيصال رسالتهم للشارع الأوروبي.
وأشار قنديل إلى أن جمعيته قدمت معلومات تفصيلية حول الأسرى لإنجاح الفعاليات ووفرت لهم صورًا لهم وذويهم، مبينًا استعدادهم لتزويد مختلف المؤسسات سواء المحلية أو العالمية بالمزيد من المعلومات لإبراز معاناتهم.
ويقبع 5200 أسير في سجون الاحتلال في الوقت الحاضر، منهم (20) أسيرة، و(235) طفلاً دون سن الثامنة عشرة.