محمد ابو الريش- أثارت زيارة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني جدلا واسعا في الاوساط السياسية الفلسطينية، حيث تباينت ردود الافعال حول طبيعتها فبينما اعتبرتها حركة حماس كسرا للحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة" فقد اعتبرتها فصائل اخرى تعزيزا لحالة الانقسام الفلسطيني واعترافا بواقع سيطرة حركة حماس على القطاع.
و كان الرئيس محمود عباس تلقى مكالمة هاتفية من الامير القطري قبل يوم واحد من موعد الزيارة تضمنت تلميحات ضمنية بأن هدف الزيارة الرئيسي للقطاع لا يتعدى وضع حجر اساس لمجموعة مشاريع بدعم من دولة قطر.
و قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم "محاولات تبرير هذه الزيارة بحجة اطلاق مشاريع لإعادة اعمار قطاع غزة لا تنطلي على أحد، وتصب في خدمة محاولات التلاعب بوحدانية التمثيل الفلسطيني وتمزيقه وتكريس الانقسام وتعميق واقع الانفصال بين غزة والضفة الغربية بما فيها القدس".
واعتبر المحلل السياسي الدكتور احمد رفيق عوض الزيارة بانها محاولة قطريةقيادة ودعم محور الاعتدال الاسلامي"، واعتبار قطاع غزة جزءا من هذا المحور، لفتح افاق الحوار مع الغرب، مما يدل بان قنوات الدعم المالي هي موظفة سياسيا.
و قال عوض "حركة حماس جزء من الاسلام السياسي المعتدل، وهذه المساعدات توجه حركة حماس لمواجهة الاسلام المتطرف اسوة بدول عربية اخرى مثل السودان".
و لم يقلل عوض من اهمية زيارة الشيخ حمد بن خليفة، في ظل الحصار المستمر على قطاع غزة، وعلى صعيد المساعدات التي يقدمها مما يسهل الحياة علي المواطنين، معربا عن امله في ان تمتد لضخ الاموال العربية بدون اجندة سياسية للضفة الغربية في ظل الحصار المالي المفروض على الشعب الفلسطيني عامة.
وقال:" ان اهمية زيارة الامير القطري تكمن بتشجيع زيارات اخرى من رؤساء دول عربية واسلامية".
واشار الى ان رفض فصائل منظمة التحرير الفلسطينية المشاركة باستقبال الامير القطري جاء لعدم التنسيق المسبق معها، و هو ما اعتبر تكريسا و اعترافا بوقع الانقسام.
وبالرغم من التحفظ الذي ابداه الرئيس عباس ازاءالزيارة الرسمية لامير قطر للقطاع، الا ان الموقف الفتحاوي كان اكثر حدية ووضوحا حول الغموض الذي يحيط بالزيارة.
وأشار عضو اللجنة المركزية في حركة فتح عزام الاحمد، إلى أن "هناك مشاريع قائمة في قطاع غزة منذ سنوات بدعم دول عربيه لكنها تعمل بصمت بعيدا عن وسائل الإعلام"، محذرا من "استغلال البعض للزيارة من أجل الانتقاص من وحدة التمثيل الفلسطيني ووحدة تمثيل السلطة الفلسطينية".
وتمنى أن تكون زيارة الأمير القطري للقطاع بعيدة عن الطابع السياسي، خصوصا بعد تأكيده عبر اتصال هاتفي بالرئيس ابو مازن يوم امس الاول على نيته افتتاح مشاريع عمرانية فقط".
وفي ذات السياق نقلت صحيفة "معاريف" العبرية تصريحا على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية "يجال بالمور" قال فيه :"الغريب في هذه الزيارة ألا يساند الأمير كل الفلسطينيين، بل يفضل حماس على السلطة الفلسطينية، ولا يزور الرئيس محمود عباس في مدينة رام الله".
و في ظل اجواء التوتر والمعادلات السياسية على الصعيد المحلي و الدولي، اكد رئيس وزراء الحكومة المقالة اسماعيل هنية في الكلمة التي ألقاها خلال وضع حجر الأساس لمشروع مدينة حمد السكنية في خانيونس، ان "زيارة الأمير القطري تأتي كزيارة لأول رئيس عربي لفلسطين وغزة المحاصرة".
وأشار هنية الى ان "الزيارة جاءت رغماً عن كافة التحديات، ومحاور الشر التي تريد ان تبقى غزة معزولة عن عمقها العربي والإسلامي، وان غزة ليست وحدها في الميدان وان فلسطين هي قضية الأمة المركزية".
