أرض كنعان/ وكالات/ تعليقًا على ما شهدته الساحة المصرية على الصعيدين السياسي والأمني خلال الأيام الأخيرة، قالت صحيفة "واشنطن بوست": إن الأحداث الأخيرة تؤكد أن مصر انحرفت عن طريق الديمقراطية التي كانت تطالب بها ثورات الربيع العربي في منطقة طال افتقادها للديمقراطية".
وقالت الصحيفة الأمريكية إنه في الذكرى الثالثة لانطلاق شرارة ثورات الربيع العربي التي أطاحت بأنظمة حكم استبدادية، ها هي مصر تنحرف عن طريقها نحو الديمقراطية، واصفة الوضع في مصر في الوقت الراهن بأنه "مأساة" سيكون لها انعكاسات على الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة أن "أشد انتكاسات الديمقراطية المصرية وطأة جاءت يوم الأربعاء الماضي بإعلان الحكومة الحالية إدراج جماعة الإخوان المسلمين بقائمة المنظمات الإرهابية، حيث جاء هذا الإعلان عقب التفجير الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية واتهام الإخوان بالمسئولية عنه على الرغم من أنه لا يوجد أي دليل على تورطهم، حيث أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس مسئوليتها عنه وأدانه الإخوان."
وأوضحت "واشنطن بوست" أنه على الرغم من أن العنف من الأشياء البغيضة، إلا أنه من الواضح أن الحكومة المصرية المدعومة من قبل الجيش تستخدم العنف كسلاح تشهره في وجه جماعة الإخوان التي عاشت في الظل لسنوات طويلة وخرجت للنور بعد الثورة من خلال محمد مرسي الذي يعد أحد قيادييها وبات أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا قبل عزله في يوليو الماضي".
وتابعت القول إنه بعد أدائه البائس كرئيس للجمهورية، عزل مرسي في انقلاب في الثالث من يوليو الماضي، ومنذ ذلك الحين تم قتل المئات من أنصار الجماعة وتم اعتقال عدد كبير من قيادييها، موضحة في الوقت ذاته أن قرار إدراج الإخوان كجماعة إرهابية سيكون له تأثير سلبي واسع النطاق، حيث إنه يترتب عليه إغلاق المئات من الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية التي كانت على صلة بالإخوان.
ووصفت واشنطن بوست ذلك بأنه خطوة هائلة تعود بمصر إلى الوراء بتحييدها لحركة اجتماعية واسعة الانتشار، وذلك في الوقت الذي لا تستهدف فيه السلطة معارضيها من الإخوان فقط، وإنما امتدت يدها لتطال المعارضة الليبرالية، وذلك بعد حكم السجن الصادر بحق النشطاء أحمد ماهر ومحمد عادل وأحمد دومة الذين كانوا من رموز ثورة 25 يناير.
وعلى صعيد متصل، لفتت الصحيفة إلى تعليق الإدارة الأمريكية بعض مساعداتها العسكرية لمصر، لكنها قالت إن الإدارة تحجم دائما عن اتخاذ خطة أبعد من ذلك، ففي رد فعلها على قرار الحكومة المصرية إعلان جماعة الإخوان منظمة إرهابية، قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن المناخ السياسي في مصر في الوقت الراهن له آثار محتملة على التحول الديمقراطي في البلاد، حيث أعربت عن قلقها حيال ذلك الوضع وطالبت بعملية سياسية شاملة لجميع الفصائل السياسية وحوار سياسي تشارك فيه جميع الأطياف.
وردت الصحيفة على بيان الخارجية الأمريكية بقولها إن هذه الكلمات تبدو شديدة الوداعة إذا ما قورنت بما شهدته الساحة المصرية مؤخرًا، متسائلة "من أين يأتي الحوار ومشاركة جميع الأطياف في ظل قيام السلطة بتجريم كل من يعارضها؟"
واختتمت الصحيفة بالقول إن مصر طالما كانت حليفًا قويًا للولايات المتحدة وحجر زاوية الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، لكنه حان الوقت لأن تتخذ واشنطن إجراءات أقوى وأكثر احتجاجًا حيال الوضع في مصر، مضيفة أنه إذا واصلت واشنطن خجلها وترددها حيال القمع الدائر، فإن هذا القمع سيزداد.