أرض كنعان/ غزة/ يصادف اليوم الإثنين، الذكرى التاسعة لاستشهاد القائد القسامي المهندس عدنان الغول، إثر استهداف سيارته بصاروخين على الأقل من قبل طائرة استطلاع صهيونية ليلة الجمعة الموافق 22/10/2004، ليرحل بعد سيرة جهادية عظيمة.
وأطلق قادة الاحتلال على الشهيد الغول لقب "خبير حماس الأول في هندسة المتفجرات"، وأشرف على تنفيذ عمليات نوعية ضد الاحتلال في قطاع غزة.
ولد عدنان الغول "أبو بلال" في مدينة غزة يوم 24/7/1958م في مخيم الشاطئ، حيث كان يمثل المخيم بالنسبة له اللبنة الأولي والهم الأول في ظل غطرسة الاحتلال الغاشمة.
"القسام والياسين والبتار" أبرز إبداعات عدنان الغول، الشهيد الذي رحل قبل تحقيق حلمه بتصنيع صاروخ "مضاد للطائرات" ليترك بصماته وآثاره باقية بقوة من خلال السلاح الذي يحمله المجاهدون اليوم.
وكان الشهيد عدنان الغول دائما قريباً من الخطر والشهادة، لأن الخطأ الواحد في عمله معناه الموت، وقد أصيب بالفعل في إحدى تجاربه حيث انفجر صاعق في يده مما أدى إلى فقدانه بعض أصابعه.
أُطلق علي الشهيد الغول لقب آخر هو "أبو انتفاضة الأقصى" التي صنع أسلحتها ووصلت لمختلف الفصائل والمقاتلين، كما اشتهرت وانتشرت مقولة في أوساط مجاهدي القسام: إن "أبو بلال" يستطيع صنع المتفجرات من الرمل".
بدأت قوات الاحتلال مطاردة الغول (43 عامًا) عام 1988، قبل اندلاع الانتفاضة الأولى، إذ تمكن خلال تلك الفترة من التسلل إلى خارج الأراضي الفلسطينية، والتنقل بين دول عربية وإسلامية، للتدرب تصنيع المتفجرات، ليعود بعد ذلك إلى قطاع غزة، ويستأنف نشاطه المقاوم ضد الاحتلال.
لكن طريق الغول لم تكن مفروشة بالورود؛ فإلى جانب ملاحقة قوات الاحتلال له؛ جرى اعتقاله مرتين من جانب جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة الفلسطينية مع بداية نشأتها.
ومن يقف بين يدي سيرة القيادي البارز في كتائب القسام سيجد من بين محطاتها أيضاً اعتقال نجله بلال لدى جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة، وقد جرى تعذيبه خلال الاعتقال من أجل معرفة مكان والده، ولكن الفتى الصغير آنذاك أبدى صلابة لم تفلح معها محاولة انتزاع الاعترافات بالقسوة.