Menu
07:25أسعار صرف العملات في فلسطين
07:14الرئيس عباس يعلق على الزلزال بمدينة إزمير التركية.. ماذا قال؟
07:13طقس فلسطين: إنخفاضات متتالية على درجات الحرارة
21:22تفاصيل جديدة عن منفّذ هجوم نيس بفرنسا
21:20الأوقاف بغزة تغلق مسجدين في محافظتي غزة ورفح
21:19حماس تُعلن تضامنها مع تركيا بعد الزلزال الذي تعرضت له مدينة "إزمير"
18:37وفاة شاب غرقًا في خانيونس
18:26حشد تطالب شركة جوال بتخفيض أسعار الخدمات للمشتركين
18:11زلزال قوي يضرب ولاية إزمير التركية
18:10الحركة الإسلامية بالقدس تدعو لإحياء الفجر العظيم ورفض أوامر الهدم
18:07اشتية: على أوروبا ملء الفراغ الذي تركته أميركا بتحيزها لإسرائيل
18:00بالصور: حماس تدعو للانضمام إلى حملة مقاطعة البضائع الفرنسية
17:58خلافات لبنانية إسرائيلية بشأن ترسيم الحدود البحرية
17:57لا إصابات في صفوف الجالية الفلسطينية بتركيا جراء زلزال إزمير
17:55إصابة شاب بالرصاص المعدني والعشرات بالاختناق في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية

وائل قنديل يكتب : تسقط النخبة المعسكرة

أكرر: إن أفدح خسائر ذلك الذى جرى فى 30 يونيو أنه جعل مصر أقل إنسانية ونبلا.

لقد صارت الجلود أكثر سماكة، والضمائر أكثر بلادة، والبصائر تحت البيادة، بحيث لم يعد الدم يستفز بعضهم أو يهز إنسانيتهم التى كانت.

فعلا انخفض مؤشر الإنسانية وتراجع منسوب الأخلاقية فلم يبق للدماء حرمة وللحياة قدسية، فصار للدم ألف لون ولون، أرخصه ثمنا هو الأحمر، وأغلاه هو الكاكى بالطبع.

إنهم يلعبون على استثارة مناطق الوضاعة فى الشخصية، وترويج مدلولات شديدة الفساد لمفاهيم مستقرة، فيصبح رفض الانقلاب نشاطا إرهابيا، والتظاهر السلمى خيانة للوطن، وقتل المتظاهرات النقيات انتصارا عن مدنية الدولة.

إن الأبشع من جريمة قتل متظاهرات المنصورة هو هذا الغائط المتدفق من أفواه استقالت من إنسانيتها وأخلاقيتها، فراحت تحمل الداعين للتظاهر ضد الانقلاب مسئولية عن مقتل الصغيرات.

لقد رأينا قفزات بهلوانية من مستشارات ومستشارى الرئيس مرسى إبان أحداث الاتحادية، عقب واقعة تعرى ذلك «الحمادة الغامض» بين يدى الشرطة، وسمعنا وصلات من النواح الكذوب على كرامة الإنسان وصون حياة المصريين.

سمعنا منذ أيام طعنا واتهاما لسيدات فاضلات مصريات شاركن فى مظاهرات رابعة العدوية بأنهن مستأجرات للتظاهر، قادمات من سوريا وتركيا، كما ذهبت الفاضلة التى كانت مستشارة للمجلس العسكرى دون أية غضاضة، ثم مستشارة للرئيس محمد مرسى، دون أى مانع، ثم مستشارة للرئيس المعين من جانب وزير الدفاع، دون أى اندهاش أو استشعار للتناقض.. لكننا لم نسمع زفرة أسى ولم نلمح دمعة حزن على أرواح فتيات فى عمر الزهور اللاتى قتلن على أيدى بلطجية الزمن الوغد، كما لم تتحرك المشاعر المرهفة قبل ذلك مع تساقط نحو ثمانين شهيدا وشهيدة فى مذبحة الحرس الجمهورى.

إن المقارنة تفرض نفسها بين واقعتين: الأولى إحالة خمسة شبان إلى الجنايات فى لمح البصر لأنهم حاولوا إنقاذ حياة شخص متهم بأنه لص تليفونات ونقله للمستشفى بعد ضبطه داخل اعتصام رابعة العدوية متهمين ببتر إصبع اللص وفوقها اتهامات بالتخابر، وبين واقعة نحر عشرات المصريين بالرصاص الحى فى موقعة الحرس الجمهورى، وقتل أكثر من عشرين فى مجزرة اعتصام ميدان نهضة مصر.. فى الواقعة الأولى رأينا حملة تشويه شعواء تقودها صحافة الكاكى تدعى أن اثنين من الشبان المتهمين ببتر إصبع سارق الموبايلات، وهما محمد ومصطفى الفرماوى، فلسطينيان جهاديان، إلى آخر هذه المحفوظات الأمنية التى تلوكها الصحف بلا وعى (هناك صفحة على فيس بوك باسم الحرية لمحمد الفرماوى تفند كل الأكاذيب الخاصة بالواقعة).

أما فى الواقعة الأخرى فالاسترخاء سيد الموقف، لم نعرف أن تحقيقا تم أو اتهاما وجه، بل إن أصواتا من نخبة ليبرالية المدرعات وديمقراطية الأفارول لم تخجل وهى تتهم منظمة «هيومان رايتس ووتش» بالتأخون لأنها أدانت فى تقريرها عن مذبحة الحرس الجمهورى الجيش والشرطة.

أين ذهبت أصوات الذين كانوا يغردون أتوماتيكيا مثل فوانيس رمضان القادمة من الصين «شرعية النظام سقطت» مع كل نقطة دم تسيل؟