ارض كنعان/ القدس/ على ضجيج آليات وجرافات الاحتلال، تستيقظ وتنام بيت صفافا جنوب القدس، منذ عام، وما تزال فصول كابوس شارع (4) الاستيطاني تتواصل حيث صادر الاحتلال حوالي 250 دونما من اراضيها، ما يقطع أوصالها، في سبيل الربط بين المستوطنات المقامة على أراضي جنوب القدس وتلك المقامة في الخليل.
وتنظر المحكمة الاسرائيلية العليا، اليوم الاربعاء، في التماس تقدم به اهالي قرية بيت صفافا، لوقف شق شارع رقم 4 الاستيطاني، الذي تم تعديل وتوسعة مخططاته عدة مرات منذ بدأ العمل به بحيث اصبح يضم 12 مسربا.
وتجري في القرية اعمال إنشائية ضخمة، لشق الطريق الذي يخترق بيت صفافا بطول كيلومترين، ويتضمن 12 مسرباً، وميدانين (دُوارين) وسط القرية، علما انه لا يمكن الوصول اليه من القرية نفسها (سيكون معزولا لعبوره من الجانبين).
ومن اللافت ان الشارع الذي يتم تبرير شقه للربط بين شارعين رئيسيين، يفوقهما من حيث عرضه، رغم انه يخترق قرية بيت صفافا بطول كيلومترين، ويقسمها الى شطرين منفصلين.
وجاء شق (طريق رقم 4) للربط بين شارعي بيغن والانفاق الرئيسيين، لكن المفارقة ان هذين الشارعين الرئيسيين لا يضمان سوى 4 مسارب (شارع بيغن)، ومسربين (شارع الانفاق)، في حين يرتفع عدد المسارب في شارع 4 الجاري شقه، او الشارع "الفرعي" الرابط بينهما، الى 12 مسربا، وبعرض يبلغ 80 مترا وسط قرية بيت صفافا ما يظهر جانبا مخفيا من اهدافه كما يقول سكان القرية.
والشارع مخصص لربط المستوطنات الواقعة شمال مدينة القدس المحتلة بتلك التي تقع جنوبها، بحيث يصل بين شارع بيغن (4 مسارب)، وشارع الانفاق (مسربان)، الا انه وفجأه تقرر ان يكون الشارع الذي يخترق قرية بيت صفافا، متعدد المسارب، بحيث يصل عددها في قلب القرية الى 12 مسرباً.
ويقول رئيس مجلس بلدي بيت صفافا محمد عليان، إن شارع (4) وبطوله البالغ حوالي 2 كيلو متر داخل القرية وبعرض (80) مترا، سيجعل توجه الطلبة إلى مدارسهم والمزارعين إلى أراضيهم أمرا محفوفا بالمخاطر، وسيضطرون لقطع مسافة أطول لبلوغها، مشيرا الى انه لم يتبق لاهالي القرية سوى 1200 دونما، من اصل أكثر من خمسة آلاف دونم، من مساحة القرية.
ويؤكد رئيس اللجنة الهندسية في قرية بيت صفافا، عبد الكريم لافي، أن شارع رقم (4) سوف يدمر مساحات كبيرة من القرية، حيث سيصادر أكثر من 250 دونما من أراضيها، ويقطع ويقسم كل ما في القرية حتى أنه سيفصل بين الأخ وأخيه، ويصبح التواصل بينهما صعبا.
وقال لافي: إن قضية الشارع ليست هندسية فقط، بل هي أبعد من ذلك، والهدف منه مصادرة وابتلاع أكبر قدر من الأراضي، قائلا :"إن قرار شق الشارع هو قرار سياسي وليس هندسي، فالبلدية تدعي أن وزارة المواصلات هي المسؤولة، ولدى توجهنا لها قالت: إن القرار بيد الكنيست، فالهدف هو تدمير أراضي بيت صفافا لخدمة المستوطنين في جنوب المدينة، بالقرب من الخليل، للوصول إلى قلب القدس، على حساب أراضي بيت صفافا".
واضاف:"لقد قامت بلدية الاحتلال في القدس بتغيير مخطط الشارع 3 مرات من اجل الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من أراضي سكان بيت صفافا".
