أكدت مؤسسة أوروبيون لأجل القدس أن انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي شهدت تصاعدًا كبيرًا خلال شهر أكتوبر الماضي، مقارنة بالشهر الذي سبقه، ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين وإصابة عشرات آخرين بجروح وحالات رضوض واختناق.
وأوضحت المؤسسة في تقريرها الشهري الذي يرصد انتهاكات الاحتلال في القدس، أن قوات الجيش الإسرائيلي اقترفت (1138) انتهاكات موزعة على (16) نمطا من انتهاكات حقوق الإنسان. وغالبية هذه الانتهاكات مركبة. وجاء في مقدمة هذه الانتهاكات الاقتحامات والمداهمات بنسبة 35.1 % يليها الاعتقالات بنسبة 25.2 %.
وأشارت إلى أنه برز هذا الشهر سياسة العقاب الجماعي والحصار الذي فرضته قوات الاحتلال على مخيم شعفاط وعدة أحياء في مدينة القدس، بذريعة وقوع عملية إطلاق نار نفذها أحد سكان المخيم وقتل لاحقًا في تبادل إطلاق نار.
ورصد التقرير (93) حادث إطلاق نار واعتداء مباشر من قوات الاحتلال الإسرائيلي في أحياء القدس المحتلة، أدت إلى استشهاد مواطنين وإصابة 19 آخرين، بجروح وأكثر من 180 بحالات اختناق جراء قمع قوات الاحتلال المواطنين، فضلا عن تعرض ما لا يقل عن 67 شخصًا للضرب والتنكيل.
ووثق التقرير تنفيذ قوات الاحتلال (399) عملية اقتحام لبلدات وأحياء القدس، اعتقلت خلالها 287 مواطنًا، منهم 18 امرأة و41 طفلا، واستدعت 17 آخرين وفرضت الحبس المنزلي على 25 شخصًا.
كما وثق تنفيذ قوات الاحتلال (8) عملية هدم وتوزيع إخطارات، أسفرت عن هدم 7 منازل أو جزء منها.
وأشار إلى استمرار قوات الاحتلال في تكريس الاستيطان والتهويد، مؤكدًا رصد 6 قرارات في هذا الصدد، منها المصادقة على مخططات لبناء مئات الوحدات الاستيطانية، ومشروع تهويدي في منطقة ما يسمى جبل صهيون، وخضة لمضاعفة المستوطنين في حي الشيخ جراح، وتواصل الحفريات وطمس الملامح لمئذنة قلعة القدس التاريخية.
كما أشار التقرير إلى تسجيل زيادة وتيرة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وساحاته بذريعة حلول الأعياد اليهودية. فخلال أكتوبر شارك 8531 مستوطنًا في اقتحام المسجد الأقصى، على مدار 22 يومًا. وخلال أيام عيد العرش بلغ عدد المستوطنين المقتحمين نحو 5094.
وشهدت الاقتحامات -حسب التقرير- خلال اليومين صلواتٍ جماعية علنية، وأداء ما يعرف بـ "السجود الملحمي" أي الانبطاح الكامل على ثرى الأقصى مع ترديد صلاة الشماع، ورفع العلم الصهيوني في الأقصى.
ووثق التقرير إصدار الاحتلال (48) قرارا بالإبعاد، عن المسجد الأقصى وأحياء القدس، منها 28 عن المسجد الأقصى المبارك وخضعت 6 نساء لهذه العقوبة، كما صدرت 4 أوامر إبعاد عن مدينة القدس.
كما وثق 23 اعتداءً نفذها المستوطنون ضد المواطنين في القدس المحتلة أسفرت عن إصابة العديد من المواطنين.
وخلال هذا الشهر رصد التقرير، 99 حاجزًا ثابتا وفجائيا، و16 عملية إغلاق لشوارع.
وحذرت المؤسسة من التداعيات الخطيرة للسياسة الإسرائيلية التصعيدية في القدس عمومًا وضد المسجد الأقصى خصوصًا، ودعت المجتمع الدولي إلى تحرك سريع للضغط على "إسرائيل"، لوقف اعتداءاتها والتراجع عن محاولتها تغيير الأمر الواقع في المسجد الأقصى، والتراجع عن سياسة الاستيلاء على المنازل والعقارات الفلسطينية وتنفيذ خطط التهجير القسري، ووضع حد للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تقترفها سلطات الاحتلال.