قال المحامي والناشط الحقوقي صلاح عبد العاطي إن المقاومة ليست ردود أفعال علي أهمية الثورة والغضب كمحرك للرد، لكنها استراتيجية شاملة تضم جملة تكتيكات وتحركات وأدوات سياسية وشعبية وعسكرية وقانونية ودبلوماسية وإعلامية وموجات مد وجزر.
وأضاف عبد العاطي في مقالة له يوم الاثنين، أن المقاومة تضم انتفاضات مستمرة عمليات فردية وجماعية، وعصيان مدني، وتحركات دولية ومقاطعة وحرب عصابات وتعزيز صمود الناس، وإبداع في الرد بهدف رفع كلفة الاحتلال الإسرائيلي، وفي إطار التراكم لتغيير موازين القوي لحين إنهاء الاحتلال وتحقيق الأهداف الوطنية.
وأشار إلى أن المقاومة ليست مسؤولية فصيل، بل هي مسؤولية شعب له حق وعليه واجب لضمان التصدي لمخططات وسياسات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أن الرهان على المقاومة العسكرية لا زال قائمًا، والتي من حقها اختيار اللحظة المناسبة للتدخل وفق الحسابات الموضوعية لقيادتها.
وتابع "ولعل إبقاء جدوي الاشتباك الشعبي وتطويره رغم كل التحديات وقمع الاحتلال الأساس الموضوعي الان الذي يجب التمسك به في هذه اللحظات للتصدي لجرائم الاحتلال، ولإظهار فاشية وبشاعة وعنصرية وإرهاب دولة الاحتلال وقطعان المستوطنين".
ورأى أن أي رد من المقاومة لن يفاجئ الاحتلال في ظل الاستعدادات غير المسبوقة التي قام بها، مع أن "التصريحات العنترية التي لم يبقي ناطق أو سياسي في فصائل المقاومة جعلت الناس ربما تركن للمقاومة المسلحة وطبعًا مع بطش الاحتلال، إلا أن اللحظات وربما الأيام المقبلة حبلى بما هو قادم".
وأكد أن المسؤولية الجماعية للشعب تقتضي إعادة النظر والتقييم لأداء مؤسسات النظام السياسي الفلسطيني، وأين دورها ومدي مساهمتها، وأين الرئيس واللجنة التنفيذية والسلطة، أليس ما حدث يتطلب وقف العلاقات مع الاحتلال والغاء أوسلو".
وتساءل "أين دور الحركة الوطنية في مختلف التجمعات، ودور باقي المؤسسات الشعبية والنقابية والمجتمعية والإعلامية، وأيضًا دور القيادات في مختلف التجمعات والقوي، أليس ما حدث يتطلب إعادة الصراع علي كل الحقوق والأرض الفلسطينية؟".
وشدد عبد العاطي على أن اللحظات الراهنة والتحديات التي توجه شعبنا تتطلب الي جوار مواجهة الاحتلال ومخططات تهويد القدس، فرض الإرادة الشعبية لضمان الاتفاق علي برنامج وطني استراتيجية نضالية شاملة وقيادة جماعية ومؤسسات ديمقراطية قادرة علي القيام بدورها في حماية الحقوق الفلسطينية.
وأضاف "ولحين إنجاز ما سبق، فإن شعبنا ورغم كل التحديات الوطنية والعربية والدولية سيستمر في نضاله العادل ضد الاحتلال وللدفاع عن كرامته وحقوقه في تقرير المصير والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين".
وأكد أن المعركة مع الاحتلال مستمرة، موجهًا التحية لأبناء شعبنا الصابرين الصامدين والمرابطين في القدس وفي كل مكان، وللمقاومة الفلسطينية والقدس التي كانت وستبقي عربية وعاصمة أبدية للشعب الفلسطيني.