أرض كنعان/ سلاب نيوز/ بسقوط سوريا في أيدي التكفيريين و"إسرائيل" وأميركا تسقط غزة والقدس؛ نحن نعتبر أننا ندافع عن لبنان وفلسطين وسوريا؛ نكبة عام 1948 هي ليست نكبة فلسطين وشعبها بل نكبة كل العرب والمسلمين وكل شعوب المنطقة؛ معركة القصير نحن أهلها وصناع انتصارها وكما كنت أعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجددا؛ نحن أمام مرحلة جديدة اسمها تحصين المقاومة وحماية ظهرها؛ سوريا ظهر المقاومة وسندها، ليست بشعارات ولا عبارات إنها حقيقة قالها الأمين العام لحزب الله السّيّد حسن نصر الله عبر شاشة عملاقة في مهرجان أقيم في بلدة مشغرة في وادي البقاع شرق لبنان بمناسبة الذكرى ال 13 لتحرير الجنوب اللبناني عام 25/5/2000 من الاحتلال "الإسرائيلي".
مراقبون فلسطينيون رأوا أن السّيّد حسن نصر الله أراد أن يوصل عدة رسائل في خطابه اليوم من بيروت للعالم، تتعلق بالمقاومة والملف السوري، والتأكيد على أن بوصلة الحزب هي تحرير فلسطين ومقاومة "إسرائيل"، إضافة إلى توضيح موقف الحزب المتهم بمناصرة الحكم في سوريا، حيث وضع الأمور بشكل أوضح في تعامله مع الملف السوري.
الباحث السياسي المتخصص في قضايا الشرق الأوسط، ورئيس مركز فلسطين للدراسات و البحوث، حسن عبدو، من قطاع غزة، أوضح أن خطاب الأمين العام لحزب الله "أكد على المعركة الأساسية والرئيسية مع "إسرائيل" وان معركة حزب الله هي معركة رئيسية مع الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب".
وقال عبدو في تعليق لـ "سلاب نيوز"، أن الحزب "مُضطر لخوض معركة في الشمال لحماية ظهر المقاومة، وان ما يقوم به يتعلق بإنقاذ مشروع المقاومة برمته في المنطقة، وانه لا مقاومة بدون سوريا، في فلسطين أو لبنان"، مشيراً إلى أن الحزب أوضح إستراتيجيته في المرحلة القادمة، بأنه لن يقبل بسقوط ظهر المقاومة، في إشارة إلى سوريا.
وأضاف "الحزب أكد منذ البداية أن تناقضه الرئيسي والأساسي هو مع الاحتلال الإسرائيلي ومشروع الهيمنة الاستعماري الغربي وانه لا يملك إلا أن يكون على الجانب الأخر، عندما تكون أمريكا وإسرائيل في طرف، فإنه لا يملك إلا أن يكون في الطرف الأخر".
وبين أن الأمين العام للحزب وضح في خطابه "الإستراتيجية الأساسية بان فلسطين هي لها مركزية الصراع، وان تناقض الحزب الرئيسي هو مع الاحتلال الإسرائيلي، ولكنه يخوض معركة في الشمال فرضت عليه لحماية ظهر المقاومة في سوريا".
بينما رأى الكاتب والمحلل السياسي من مدينة نابلس في الضفة الغربية سامر عنبتاوي، أن خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حمل ثلاثة رسائل للعالم والمنطقة، في لحظة تاريخية وهي ذكرى انتصار المقاومة اللبنانية.
وبحسب عنبتاوي معلقاً لـ"سلاب نيوز"، الرسالة الأوى هي للعالم "أن المقاومة في لبنان وفلسطين صامدة في وجه المؤامرات التي تحاك في المنطقة"، مضيفاً "إن هذه الرسالة وصلت للعالم والجانب الإسرائيلي الذي أجرى في الآونة الأخيرة عدة مناورات، تحاول من خلالها "إسرائيل" أن تهدد المقاومة في جنوب لبنان.
الرسالة الثانية "هي توضيح لموقف الحزب الذي كان يتهم بأنه يناصر الحكم في سوريا، وضعه في خانة المصلحة في التعامل مع الملف السوري"، مشيراً إلى أن نصر الله أوضح الأمور للرأي العام، بأن الملف السوري بالنسبة للمقاومة اللبنانية والفلسطينية موضوع حياة أو موت أو مسألة بقاء المقاومة وصمودها مرتبط بما يحصل.
وبين أن ما يحصل في الداخل السوري ابتعد عن الثورة الشعبية المناهضة لنظام الحكم، وأصبحت الثورة في إطار أجندات دولية تلعب في المنطقة وهذه الأجندات ترسل بالتكفيريين للمنطقة، الذين يرون في الملف اللبناني هو ملفهم الثاني.
أما الرسالة الثالثة والأخيرة، بحسب المحلل السياسي الفلسطيني، هي إرسال رسالة في موضوع المقاومة تجاه "إسرائيل" أنه عندما تفتح الجبهات سواء في الجولان أو غيرها فإن المقاومة اللبنانية جاهزة للتصدي للمشروعات الإسرائيلية والممارسات الإسرائيلية.
خطاب السيد حسن نصر الله الذي ألقاه بمناسبة مرور الذكر 13 لانتصار المقاومة في الجنوب عام 2000، أثار اهتماماً واسعاً في وسائل الإعلام العبرية، دون أن يعلق أي من المسؤولين الصهاينة عليه، مكتفيين بمراقبة الخطاب الذي استمر لمدة جاوزت الـ 90 دقيقة.