Menu
23:12برشلونة يُعلن عن رئيسه المؤقت ومجلس الإدارة
23:10تفاصيل رسالة الرئيس عباس للأمين العام للأمم المتحدة
23:09الخارجية: 11 إصابة جديدة بفيروس كورونا بصفوف جالياتنا
20:42الحية يكشف تفاصيل زيارة وفد حماس للقاهرة
20:25كهرباء غزة تصدر تعليمات ونصائح مهمة للمواطنين استعدادا لفصل الشتاء
20:24بيان من النيابة العامة حول الحملات الالكترونية
20:21قائد جديد لشعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي
20:20الاحمد: ننتظر رد حماس منذ بداية أكتوبر.. ولا اجتماع للأمناء العامين قبل إصدار مرسوم الانتخابات
20:18ابو حسنة: استئاف العملية التعليمية لطلبة المرحلة الاعدادية بمدارس الاونروا بغزة بدءا من الاثنين المقبل
20:14صحيفة اسرائيلية: كهرباء غزة و"التنسيق الخفي" بين إسرائيل ومصر وقطر والفلسطينيين..!
20:13السلطة الفلسطينية تنوي مقاضاة إسرائيل لترخيصها شركات اتصال بالضفة
20:12بري: ليس وارداً بأن تفضي مفاوضات الترسيم للتطبيع.. والحكومة اللبنانية سترى النور قريباً
20:10الأوقاف بغزة تغلق ثلاثة مساجد بخانيونس بسبب ظهور إصابات بفيروس كورونا
20:09بعد مشاركته في لقاءات القاهرة.. حماس: عودة القيادي الحية إلى غزة ودخوله للحجر الصحي
14:08لهذا السبب .. "حزب الله" يعلن الاستنفار و يستدعي عددا من عناصره

تونس تدخل مرحلة الصدام بين النهضة والسلفيين

ارض كنعان/ تونس/ مثلما تمت الإشارة إليه في تحاليل سابقة فقد حصلت القطيعة بين الفريق الحاكم في تونس الذي تقوده حركة "النهضة" ذات التوجهات الإسلامية والتيار السلفي.ودخل الطرفان في مرحلة المواجهة التي تثير قلق التونسيين وتؤرق مضاجعهم خاصة والبلاد تعيش موسما سياحياً بدا واعدا مع بداية السنة لولا أحداث الشعانبي الأخيرة التي قاتل خلالها الجيش التونسي جماعات متشددة في المنطقة الحدودية المتاخمة للجزائر، تنتمي إلى ما يسمى بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

ومن مظاهر الصدام بين السلفيين وحكام تونس الجدد، منع وزارة الداخلية تيار أنصار الشريعة الذي يقوده "أبو عياض" من عقد مؤتمره الثالث بمدينة القيروان، حاضرة الإسلام الأولى في بلاد المغرب الكبير وعاصمته على مدى قرون. فقد طالب التيار الوزارة بالترخيص له لكنها رفضت رفضا قاطعا باعتبار الوضع الأمني الحساس الذي تعيشه تونس على خلفية أحداث جبل الشعانبي واستهداف رجال الأمن من قبل منتسبين إلى التيار السلفي الجهادي.

التحدي

"أنصار الشريعة" أعلنوا صراحة بأنهم لن يمتثلوا لإرادة الدولة، وسيتحدون وزارة الداخلية وقوى الأمن، وسيعقدون مؤتمرهم وبمدينة القيروان أيضا، وذلك قبل أيام ثلاثة من الموعد المحدد. وبالفعل فقد بدأت الإستعدادات لهذا الموعد وشوهد السلفيون في شوارع المدن التونسية بصدد إعداد العدة حاملين الحقائب والرايات السوداء وقد تجمعوا في نقاط محددة استعدادا للتوجه إلى مدينة القيروان، وهو ما أثار القلق في النفوس لدى التونسيين خشية من الصدام.


 

كما صدرت الفتاوى التي تكفر وزير الداخلية الجديد لطفي بن جدو ورئيس الحكومة علي العريض، بسرعة البرق، والتي تبيح "الخروج عن السلطان الظالم". ووجد مريدو هذا التيار في فتاوى شيوخهم الذريعة لتحدي قرار وزير الداخلية تأخذهم الحماسة غير مدركين للأجندات التي هم بصدد خدمتها والتي تعمل حتما ضد مصلحة "البلاد والعباد" في أرض الخضراء.

ردع

وزارة الداخلية التي يبدو أنها اخترقت هذه الجماعات ولديها المعلومات الكافية عن تحركاتهم لم تبق مكتوفة الأيدي. حيث طوقت قوى الأمن مدينة القيروان وأغلقت مداخلها منذ ليل الجمعة الماضية، وانتشرت الدوريات على الطرقات الرئيسية، ووصل الأمر بالأمنيين إلى حد اعتقال المنتمين إلى التيار السلفي من محطات النقل العمومي ومن وسائل نقل متوجهة إلى القيروان من مدن تونسية مختلفة وخصوصا العاصمة تونس التي ينتمي الكثيرون من أبناء أحيائها الفقيرة إلى التيار السلفي.

أما السلفيون فقد أعدوا خطتهم البديلة ووزعوا خرائط انتشرت على الشبكة العنكبوتية، تظهر مداخل فرعية لمدينة القيروان غير مداخلها الرئيسية، ترشد أبناء التيار عن كيفية دخول المدينة الروحية ذات القداسة في قلوب التونسيين وأبناء المغرب الكبير، دون أن يمنعهم رجال الأمن من ذلك. وبحسب أنباء وردت في وقت سابق من القيروان فقد تمكنت أعداد منهم من دخول المدينة خفية رغم الحواجز الأمنية. واجتمع هؤلاء مع المنتمين إلى هذا التيار من سكان القيروان وعزموا على عقد مؤتمرهم رغم أنف الدولة.

الصدام

وفي اليوم الموعود، حصل الصدام بين قوى الأمن وأبناء "تيار أنصار الشريعة" ليس فقط في القيروان وإنما في أماكن أخرى على غرار حي التضامن وهو ثالث أكبر حي في إفريقيا من حيث عدد السكان، حسب إحصائيات رسمية، ويقع هذا الحي الفقير في إحدى ضواحي العاصمة. ويقبل أبناؤه بكثافة على الإنتماء إلى التيار السلفي وأغلبهم من أصحاب السوابق العدلية (مجرمين وتجار مخدرات) ومن ذوي الثقافة الدينية المحدودة انخرطوا مع السلفيين في إطار ما يعتقدون أنه "توبة نصوحة" تقربهم إلى الله.


 

وحتى الجيش التونسي كان في الموعد حيث شوهدت مروحياته تحوم منذ الصباح الباكر في سماء الخضراء، وهو ما ذكّر التونسيين باللحظات العصيبة التي عاشوها أيام الإنفلات الأمني بعد فرار زين العابدين بن علي إلى جدة. وتجنبت أغلب العائلات التونسية الخروج للتنزه، على غير العادة رغم جمال البلاد في هذا الطقس الربيعي المعتدل، وذلك خشية من أعمال العنف.

نجاح ولكن...

لقد نجحت قوات الأمن في فرض هيبة الدولة على التيار السلفي. كما نجح الجيش الوطني في محاربة عناصر القاعدة في كل مرة رغبوا فيها في الإستقرار بالأراضي التونسية وشهد بهذا النجاح القاصي والداني. لكن أغلب الخبراء والمحللين يؤكدون على أن الحرب لم تنته بل هي بدأت الآن. فما يعرف عن التيار السلفي الجهادي أنه لا يستسلم ولا يستكين، إذ يتحين غفلة خصومه للإنقضاض عليهم متى كانت الفرصة سانحة وفقا لرأي أحد الخبراء في شؤون هذه الجماعات.

فتونس لم تعد أرض دعوة بالنسبة لهذه الجماعات التي كفرت رسميا حكومتها رغم ميولها الإسلامية. والحكومة التونسية يبدو أنها قررت رسميا محاربة هذه الظاهرة لاختلاف الأجندات بين الجانبين. ويشهد الحليف والمعارض لحركة النهضة أنها جنحت في البداية إلى الحوار مع هؤلاء وصبرت على تجاوزاتهم مما جعلها عرضة لانتقادات لاذعة من معارضيها، ولم تجنح الحكومة إلى المعالجة الأمنية إلا بعد أن بلغ السيل الزبى حيث باتت الدولة التونسية ومستقبلها على المحك. لذلك يتوقع أغلب الخبراء أن تستمر هذه الحرب لسنوات، وما حصل مؤخرا ما هو إلا جولة من جولات عديدة على الدولة أن تستعد لها، إذ يبدو أن جهات ترغب في إلهاء التونسيين عن العمل والبناء من أجل الرقي والنماء وأداتها هذا التيار الجهادي التكفيري الذي ابتلي به التونسيون.