أرض كنعان/ بيروت/ اندفع حزب الله والقوات السورية الى عمق البلدة الحدودية الاستراتيجية القصير، بعد مواجهات عنيفة اسفرت عن مقتل اكثر من 50 مواطنا وكشفت انخراط حزب الله في الصراع السوري بشكل لا يقبل الشك.
ووفق صحيفة الغارديان البريطانية ان المعركة في البلدة التي تقع عند مفترق طرق بين دمشق وحمص، تتجه لصالح القوات الموالية للاسد الا ان المتمردين في القصير يصرون على انهم لم يفقدوا السيطرة على المناطق الرئيسية وتعهدوا بالصمود امام تقدم مقاتلي حزب الله من الحدود اللبنانية الى داخل سوريا.
واوضحت الصحيفة ان المتمردين المتمركزين في القصير هم مزيج من المدنيين والمنشقين عن الجيش، ومع ذلك فقد تمركزت جبهة النصرة، التي هي على صلة بتنظيم القاعدة، في الصدارة ويعتقد انها تقود عملية الدفاع عن المشارف الجنوبية حيث تحصل اشتباكات مباشرة مع حزب الله.
وخلال ال48 ساعة الماضية، كشف القتال للمرة الاولى في الحرب الاهلية في سوريا ان القاعدة وحزب الله دخلا في اشتباكات مباشرة وعلى نطاق واسع، مما يفتح افاق جديدة للصراع ويعزز من الحرب الطائفية في البلاد.
ويشير نشطاء في القصير الى ان اكثر من 30 مقاتلا من حزب الله قد قتلوا فيما اصيب العشرات بجروح، الا انه يصعب التحقق من صحة ودقة هذه الارقام.
اما الواضح فهو ان دور حزب الله البارز يمثل تصعيدا جديدا في الازمة التي لا تزال تروع المنطقة وتتسبب في النزوح الجماعي للمواطنين السوريين الى الدول المجاورة، فتشير وكالة الامم المتحدة لشؤون اللاجئين الى ان اكثر من 1.5 مليون سوري فروا الى لبنان والاردن وتركيا.
واشارت الصحيفة الى ان حزب الله الذي يعلن انه وجه لمقاومة اسرائيل، انخرط في الازمة السورية اذ ان هذا الحزب يدين بالكثير الى العمق الاستراتيجي المقدم اليه من قبل نظام الاسد والذي غالبا ما يدعمه بالاسلحة والتموين.
وفي هذا السياق قال بيتر هارلينغ، وهو مستشار كبير في مجموعة الازمات الدولية ان تورط حزب الله شكل علامة فارقة في الحرب السورية.