Menu
16:03الاحتلال يمدد اعتقال أسير من جنين للمرة الـ35 على التوالي
15:58التعليم بغزة تستعد لتنفيذ مخيمات صيفية لأطفال غزة بعد العدوان
15:56"معاريف" تكشف تفاصيل جديدة لكواليس الهجوم على "مترو حماس"
15:53إذاعة جيش الاحتلال: مبادرة مصرية لتثبيت وقف إطلاق النار وإعادة إعمار قطاع غزة
15:50صحيفة تكشف عن مطالب المقاومة النهائية لتثبيت التهدئة مع الاحتلال
15:49بالأسماء: آلية السفر عبر معبر رفح ليوم غد الثلاثاء
15:47الحية يكشف القضايا التي ناقشتها حماس مع مدير المخابرات المصرية
15:45الصحة تعلن حصيلة إصابات فيروس "كورونا" بالضفة وغزة
15:44الاحتلال يقتلع عشرات أشجار الزيتون شرق قلقيلية
15:42غانتس: "إسرائيل" من الداخل ضعيفة ومتضاربة وجريحة
15:40"إسرائيل" والإمارات تتفقان على إطلاق برامج لتبادل البعثات الطلابية
15:39كهرباء غزة توضح طبيعة جدول التوزيع
15:32الاحتلال يخطر بهدم 10 منازل في دير قديس ونعلين غرب رام الله
15:31أميركا تختبر صاروخا يفوق سرعة الصوت.. "علامة فارقة"
15:29الغنوشي يستقبل وفدا من حماس ويؤكد دعمه لفلسطين

استراتيجية المقاومة في تحقيق النصر

بقلم: خالد النجار

في سباق مع الزمن عملت المقاومة الفلسطينية على تطوير قدراتها العسكرية والأمنية والتي أحيطت بكثير من المهددات والمتغيرات على الأرض، سيما أن من يقود هذه المرحلة هي غزة، التي ما زالت ترزح تحت الحصار منذ ما يزيد عن ثلاثة عشر عامًا حاول خلالها العدو الصهيوني أن يجهض كافة مفاعيل قوة المقاومة التي يدعمها القرار السياسي في القطاع ويحمي ظهرها تحصين المجتمع الفلسطيني من الاختراق الخارجي.

أظهرت هبة القدس المباركة جوانب كثيرة من استراتيجية المقاومة سواء في الجانب الإعلامي أو السياسي أو الحسم العسكري، حيث أظهر الإعلام المقاوم الجرائم الصهيونية في القدس والمسجد الأقصى، ومواصلة هذه الجرائم في كافة مدن الضفة المحتلة التي قُسم ظهرها بفعل التنسيق الأمني، وتوسُّع المستوطنات، ونصب الحواجز العسكرية، وتفتيت الضفة إلى ثكنات أمنية تحت رقابة أجهزة الأمن الفلسطينية والإسرائيلية.

رصدت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام كل ما يجري في القدس، ومن تراجع للموقف الدولي والعربي، والتنصل التام للسلطة الفلسطينية من مسؤوليتها تجاه القدس والمسجد الأقصى، وقرار الحكومة الصهيونية بتهجير حي الشيخ جراح، وعربدة الشرطة الصهيونية على المصلين، ومناشدات المضطهدين من أهلنا في القدس إلى قائد أركان كتائب القسام المجاهد محمد الضيف، الذي لبى نداء القدس ونداء الأحرار والحرائر، فكان وعد الضيف للقدس سيف.

أبدعت المقاومة في استراتيجيتها القتالية على الأرض وأظهرت الكثير من المفاجآت التي جعلت العدو يقف على قدم واحدة بعد توجيه ضربات عسكرية صاروخية موجعه نحو تل ابيب والقدس وعسقلان وبئر السبع واسدود ومدن الغلاف، أصابت العدو في العمق، وألحقت به عشرات القتلى والجرحى، وتدمير جزء من البنية التحتية الصهيونية التي جعلت ما يزيد عن أربعة ملايين صهيوني يتدافعون نحو الملاجئ.

والسيف أصدق أنباءً من الكتبِ هو الترجمة الحقيقية لمعركة سيف القدس، والكلمة لا تقل حدتها عن الصاروخ، وإظهار الحقيقة وصور الخسائر التي مني بها العدو هو ما عزز صمود أبناء شعبنا، فاستراتيجية ضرب الصورة الذهنية للعدو أمام المجتمع، وتفعيل كافة القوى الإعلامية المقاومة يُعد من أبرز ما قدمته المقاومة للمشاهد العربي والعالمي وكل المتضامنين مع قضيتنا العادلة، وقد جسد الناطق الإعلامي لكتائب القسام أبي عبيدة رمزية المقاومة والعزة، والصورة التي شرّفت أهلنا في الداخل والخارج وفي كل أصقاع الأرض.

إعلام المقاومة نال شرف الصدق والمتابعة من ملايين المشاهدين، وأصبح يشكل الحلقة المركزية التي تنقل الحقيقة، وتنقل صورة ما يجري على الأرض بكافة التفاصيل الدقيقة، ونسفت ما يروج له العدو عبر قنواته العبرية وبعض الوسائل الإعلامية الأخرى التي حاولت النيل من صمود شعبنا. وكما عودتنا المقاومة أن الفعل يسبق البيان، فكان البيان الصورة التي تتحدث عن الفعل وهو ما لم ينجح به العدو في حربه على غزة، وفشله في كسر استراتيجية إعلام المقاومة.

أيضًا من بين قواعد استراتيجية المقاومة هو النِّديَّة التي أظهرتها أمام العدو، فلم يقم سلاح الجو بتنفيذ غارة على غزة إلا ووجهت المقاومة رشقاتها الصاروخية على قاعدة "القصف بالقصف" وهو ما أخبر به أبي عبيدة "إن زدتم زدنا"، وبالإشارة إلى ذلك نلحظ أن هناك حالة من فقدان التوازن للجيش الصهيوني أمام حرص المقاومة على الرد العملياتي السريع واستهداف المباني في المدن المحتلة، وإلحاق الأذى والخسائر البشرية والمادية في المدن التي تتعرض لنيران المقاومة، وهو ما زاد من اهتمام الإدارة الأمريكية تجاه وقف إطلاق النار، لأن استراتيجية الصدمة التي أعدها العدو لسكان غزة فُقدت أمام صلابة المقاومة وحفاظها على تماسك الجبهة الداخلية الفلسطينية.

نجحت المقاومة في تحصين الجبهة الداخلية على قاعدة "يد تقاوم ويد تقدم العون" وهي استراتيجية ساهمت في تأمين وحماية ظهر المقاومة، وحيّدت عملاء العدو عن الكثير من الأهداف التي وقعت تحت نظر الاحتلال، ومنحت الفرصة لكل المتعاونين أمنيًا مع العدو بالعودة إلى الخندق الذي يتمترس فيه شعبنا أمام آلة الحرب الصهيونية، وهي ما أفقدت الجيش الصهيوني الكثير من الأهداف التي فشل في الوصول إليها، وقوضت الجهد الاستخباري لأجهزة أمن الاحتلال، وبددت آمالهم وأحلامهم في ضرب أهداف استراتيجية وحيوية للمقاومة.

انتصرت المقاومة بفضل الله تعالى، ثم بصدق الصادقين، وجهاد المرابطين، وعزائم الأحرار الميامين، والقادة المخلصين الذين هم لعدوهم قاهرين. انتصر سيف القدس وأعز الله تعالى به شعبنا والضيف.