أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، السبت، ورقة سياسات حول انعكاسات قرار الرئيس محمود عباس تأجيل إجراء الانتخابات إلى أجل غير مسمّى، ومعركة "سيف القدس" الأخيرة بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي على مسار ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني.
وجاءت الورقة التي أعدّ نصها الأستاذ عاطف الجولاني، ووصلت وكالة "أرض كنعان"، كخلاصة لحلقة نقاش عقدها مركز الزيتونة وشارك فيها عدد من الخبراء المتخصصين في الشأن الفلسطيني، وخرجت بجملة توصيات.
ودعت الورقة إلى تعزيز الاصطفاف الوطني حول خط المقاومة والقدس، وتوسيعه لأكبر قاعدة شعبية جماهيرية، واستثمار حالة الالتفاف الجماهيري حول المقاومة لبث التعبئة الثقافية ونشر الوعي في اتجاه استنهاض الفلسطينيين نحو مشروع التحرر. كما دعت إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني في القدس، وتعزيز مكانة المقدسات كموحدة وملهمة للشعب والأمة، ومفجرة للمقاومة، وموجهة لبوصلة المقاومة ضدّ العدو.
وبحثت انعكاسات التطورات الأخيرة في الساحة الفلسطينية على مسار ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وأوصت بالسعي إلى دفع قيادة السلطة وحركة فتح باتجاه القيام بمسؤولياتها التاريخية والأخلاقية في إعادة فتح المجال لترتيب البيت الفلسطيني، وإزالة أي معوقات تعترضه، واحترام إرادة الشعب الفلسطيني، وتجاوز مسار التسوية وأوسلو، وإنهاء الدور الوظيفي للسلطة في خدمة الاحتلال في الضفة، بالإضافة إلى توفير مستلزمات المقاومة الشعبية المستدامة في الضفة الغربية.
كما أوصت بالاستثمار في التحولات الحالية لدى فلسطينيي الداخل 48 لتعزيز صمودهم، وتطوير دورهم النضالي والوطني في مواجهة المشروع الصهيوني، بالإضافة لتطوير دور فلسطينيي الخارج وتفعيل تأثيرهم في البيئات التي يعيشونها وتعزيز تلاحمهم مع الداخل الفلسطيني. والمبادرة للتنسيق مع الأصدقاء لتنفيذ مشروع إعادة بناء غزة بعيداً عن الصيغ والاشتراطات الدولية، والسعي لتشكيل هيئة وطنية للإعمار ومواجهة الحصار، تكون البوابة الوحيدة لتلقي المعونات والتبرعات، وتصبح السلطة أحد مكونات التواصل معها وليست العنوان الرئيسي للتواصل. والسعي لتفعيل الاتحادات والنقابات الشعبية الفلسطينية، ودورها في مشروع التحرير.
وقالت إنّ الساحة الفلسطينية شهدت "متغيّرات مهمة خلال الأسابيع الفائتة، وشملت قيام قيادة السلطة وفتح بتعطيل الانتخابات الفلسطينية والذي رافقه حالة سخط شعبي وفصائلي واسع. كما شملت تصاعد الهبة الشعبية في القدس ضدّ محاولات الاحتلال في السيطرة على حي الشيخ جراح، والسعي لبسط الهيمنة على المسجد الأقصى، وترافق ذلك مع دخول المقاومة في قطاع غزة في معركة "سيف القدس" دفاعاً عن الأقصى والقدس، وما صاحبه من عدوان إسرائيلي على القطاع، ومن تصاعد الهبة الجماهيرية في الضفة الغربية وفلسطين المحتلة 1948 والتفاعل العربي والإسلامي والدولي الواسع مع الأحداث. وقد خرجت حماس والمقاومة من المعركة وسط التفاف شعبي واسع، بينما وجدت قيادة السلطة وفتح نفسها معزولة سياسياً ومتراجعة شعبياً، في الوقت الذي فشل فيه الاحتلال الإسرائيلي، وتعززت فيه قدرات المقاومة على النكاية فيه".
وأضافت "ولا شكّ أن لهذه المتغيرات انعكاسات على أطراف عديدة وجوانب مختلفة، يرقى بعضها إلى مستوى أن يكون بدايات تحول استراتيجي في مسار الصراع العربي الإسرائيلي. فعلى مستوى الوضع الداخلي الفلسطيني، من المرجح أن تسعى قيادة السلطة وفتح إلى انفتاح جزئي في الوضع الداخلي، دون أن تذهب إلى خيار الانتخابات، بسبب خسارتها شبه المؤكدة فيها، كما ستسعى القوى العربية والدولية لإعادة تأهيل السلطة لمتابعة الإمساك بالوضع الفلسطيني".
وخلصت إلى أنّه "من ضمن الخيارات الأربعة المتاحة أمام قوى المقاومة والتغيير، فلعل الخيار الأقرب لها يصب في اتجاه تشكيل اصطفاف وطني واسع على قاعدة المقاومة والقدس، ويكون غير ملتزم بالسلطة ولا معاييرها، ولا منتظر على أبوابها، ولكن دون أن يدخل في مناكفات معها؛ سعياً للدفع باتجاه إعادة ترتيب حاسمٍ للبيت الفلسطيني، ويعبِّر بشكل تام عن الإرادة الحقيقية للشعب الفلسطيني".
للاطلاع على الورقة كاملة أو تحميلها اضغط الرابط المرفق