Menu
13:29اليابان تقدم 10 ملايين دولار مساعدات عاجلة لفلسطين
13:20صاروخ إسرائيلي يلغي أمومة وطفولة "هدى" و"ملك"
13:13سكان شمالي قطاع غزة يعانون أزمة مياه خانقة
13:123 وفيات و316 إصابة جديدة بكورونا في غزة
13:10مستوطنون يستولون على مبنى في بيت لحم ويحولونه لبؤرة استيطانية
13:08اشتية: يجب ضمان عدم تكرار العدوان على غزة
13:06قطر تعلن عن تقديم 500 مليون$ لغزة
13:04هنية: المقاومة فرضت معادلات غاية بالأهمية وأضرارها ثانوية
13:01لجان المقاومة: تصريحات مدير "أونروا" بغزة مشاركة في جرائم الاحتلال
12:59اجتماع استثنائي لمجلس حقوق الإنسان حول الأوضاع بفلسطين
21:15فيسبوك يقدم اعتذارا لرئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه
21:13خريشة: مشروع قرار يدعو لإرسال لجنة تقصي حقائق لأراضي فلسطين بما فيها القدس وأراضي الـ48
21:09امير قطر يؤكد للرئيس : الجهود متواصلة لوقف الاعتداءات الاسرائيلية
21:03بالفيديو | الأمين العام للجان المقاومة أبو ياسر الششنية : المقاومة لم تستخدم كل ما في جعبتها من إمكانات
21:01طيار صهيوني يكشف سبب استهداف الابراج السكنية خلال العدوان على غزة

صاروخ إسرائيلي يلغي أمومة وطفولة "هدى" و"ملك"

عانقت الأمُ هدى الخزندار (34 عامًا) طفلتها الصغرى ملك (عامين) في حضنها مرتجفة خوفًا على صغيرتها من هدير الطائرات والقذائف المدفعية الإسرائيلية، التي كانت تسقط على بعد مئات الأمتار من منازلها، والغارات الجوية التي كانت تضرب أنحاء متفرقة من محافظة خان يونس وصداها يهز أرجاء المنزل.

قرابة الخامسة  فجر الخميس 20مايو، دوى انفجارٌ كبير اهتز البيت بأكمله وتبعه بثوانٍ انفجارٌ ثانٍ، تناثرت معه الحجارة، وانقطع التيار الكهربائي، وغطى الغبار ورائحة البارود السامة المكان، وسقطت جدران الغرف، وتحطمت النوافذ والأبواب، ولم يعد يُرى أو يُسمع شيء، سوى صرخات الأطفال داخل وخارج منزل العائلة "إلحقونا.. إلحقونا.."؛ كما يروي محمد الخزندار (40 عامًا) زوج "هدى".

كل ذلك لم يجعل "الخزندار" يعرف ما الذي حدث، بعد أن فزع من نومه من غرفته، وتوجه مسرعًا حافي القدمين لغرفة زوجته وأطفاله، مازن (14عامًا)، عبد الله (12عامًا)، يزن (11عامًا)، ملك ، ينادي بصوتٍ عال، "وينكم يابا.. وينكم.. ردوا عليه: إلحقنا.. إلحقنا.. وهم يصرخون"؛ دون أن يسمع صوتًا لزوجته، ولم يرى مكانها من شدة الظلام والغبار.

أصيب الزوج "محمد" في قدمه ويده، دون أن يشعر بعد بالإصابة، فكل همه زوجته وأطفاله، فحمل الأطفال واحدًا تلوا الأخر وهم يصرخون ويبكون من هول ما حدث إلى خارج الغرفة، دون أن يصاب أحدًا منهم، وأثناء ذلك نادى على زوجته "هدى.. هدى.. وينك .. وينك..!"، دون إجابة..!، ولم يستطع رؤيتها من شدة الغبار في الغرفة.

تمكن الزوج بعد لحظات من الوصول لزوجته، بعد أن خف هدأ الغبار داخل الغرفة، وأمسك بزوجته وفي حضنها الطفلة "ملك" تبكي وتصرخ، وبدأ يتحدث معها "هدى.. هدى.."، لكنها لم ترد..!، ووجد ظهرها ينزفُ دمًا، فصدم من المشهد؛ كما يقول الزوج؛ الذي أيقن حينها أن زوجته قد استُشهدت، وحمت طفلتها من موتٍ مُحقق بعد أن أصيبت هي الأخرى بشظايا في البطن والقدم.

سمع الزوج صوت الجيران يستنجدون بسيارات الإسعاف، التي وصلت بعد دقائق لمكان الحدث، الذي تبين فيما بعد أنه عبارة عن قصف دون سابق إنذار بصاروخين من طائرات حربية إسرائيلية لمنزل مجاور لمنزلهم، فخرج من النافذة ينادي على المسعفين، فتوجهوا له مباشرةً وحملوه مع زوجته وأطفاله إلى المستشفى، ليتم الإعلان رسميًا وإبلاغه باستشهاد زوجته؛ بعد الإصابة بشظية في ظهرها.

يقول الزوج "محمد": "أصبت بانهيار وصدمة، لم أصدق ما حدث، أم أولادي ترحل وتتركهم لي!؛ ما ذنبها؛ كنا نيام مثل أي أسرة فلسطينية، فنزلت الصواريخ علينا، لا نعرف كيف ولماذا؟!، فمقتل زوجتي وأصابتني أنا وطفلتي؛ فقدنا عامود البيت، فقدنا أجمل شيء في حياتنا، لا أعرف ماذا سأقول لأولادي عندما يسألون عن أمهم؟!".

في تلك اللحظات استحضر فيها الموقف الذي حدث معهم لحظة القصف، فتوقف عن الحديث وبكى، وقام من مقعده ووقف لوحده دقائق في فناء منزل أسرة زوجته الذي نزح له بعد القصف، وحاول أصدقائه وأقاربه تهدئته وتصبيره ومساندته في مصابه، ليعود للحديث معنا لاهجًا بالدعاء لزوجته.

ويضيف: "تفاجأت في أن القصف استهدفنا، وتوقعت أنه بعيدٌ عنا، كون منطقتنا لا يوجد بها أي مواقع عسكرية، وبعيدة عن الحدود؛ فصدمت عندما رأيت حجم الدمار والقصف الذي طال منازلنا خاصة منزل الجيران؛ فلا أعلم كيف يفكر من قصف منازل بها أطفال ونساء ومدنيين عزل نيام؟!، هل شكلوا خطرًا على أمن الكيان الإسرائيلي؟!".

ويشير الزوج إلى أنه أطفاله يفتقدون أمهم، كما أن الرضيعة "ملك" الناجية من الموت، تبكي طوال اليوم ولا تقبل الرضاعة من أي أم بديلة.

وارتقى خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، الذي استمر 11 يومًا، 254 فلسطينيًا، بينهم 39 امرأة، و69 طفلاً، و17مُسنًا.