Menu
08:39على الحدود الفاصلة...عائلة أبو كباش تحمي أرضها بالصمود عليها
08:36مخطط فلسطيني في مخيمات لبنان لإسقاط حق العودة
08:35لابيد يعرض على بينت رئاسة الحكومة الإسرائيلية بالتناوب
08:34الكشف عن نتائج لقاء بينيت ولابيد
08:34استئناف محاكمة نتنياهو غدا
08:33هل ينضم بينت إلى حكومة نتنياهو؟
08:32مخطط فلسطيني في مخيمات لبنان لإسقاط حق العودة
08:31مهجة القدس: الأسير المجاهد سعيد البنا يدخل عامه الـ (19) في سجون الاحتلال
08:30اسير من طولكرم يدخل عامه الـ 19 في سجون الاحتلال
08:29ابرز ردود الافعال العربية والدولية على خلفية محاولة الانقلاب في الاردن
08:16الجامعة العربية تؤكد على: تضامنها مع الأردن في الحفاظ على الأمن والاستقرار
08:15لبنان: إغلاق عام وحظر تجول لمكافحة كورونا خلال فترة الأعياد
08:14تركيا تسجل ارتفاعا قياسيا في إصابات ووفيات كورونا
08:125 أطعمة لا تجعلك تشعر بالعطش في رمضان.. تعرف عليها
08:11فوائد خارقة لخل التفاح تعرف عليها

على الحدود الفاصلة...عائلة أبو كباش تحمي أرضها بالصمود عليها

على قمة جبال السموع، وهي آخر سلسلة جبلية في الضفة الغربية، تقع "خربة الرظيم" على الخط الفاصل بين ما أحتل من فلسطين في العام 1948 وباقي فلسطين التي احتلت 1967.. آخر أراضيها هي أرض " موسى صافي أبو كباش" 75 عاماً، والذي رغم تقدمه بالسن وظروف حياته بالمنطقة، لا يزال يزرعها ويحافظ عليها.

وخربة الرظيم واحدة من ثمانية خرب تتبع لبلدة السموع الواقعة أقصى جنوب الضفة الغربية. وجميع أراضي هذه الخرب تصنف على أنها مناطق جيم، أي أنها تخضع للسيطرة الإسرائيلية بالكامل، وبسبب وقوعها على الخط الفاصل باتت أكثر المناطق المهددة بالاستيطان و الضم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

ويسكن في "خربة الرظيم" إلى جانب عائلة أبو كباش المكونة من عشرة أشخاص، سته عائلات أخرى، لا يتجاوز عددهم مجتمعين ال70 فلسطيني، إلا أن وجودهم في المنطقة حماها ولا يزال من المصادرة والاستيطان، كما يقول أبو كباش.

" نحن هنا نعيش بالعدم، لا خدمات ولا كهرباء ولا مياه شرب ولا مدارس ومواصلات، ولكن لو نترك أرضنا سيكون مصيرها المصادرة، نضحي للحفاظ على ما تبقى لنا على هذه الأرض". قال.

وتاريخيا كانت هذه الخربة أراضي زراعية تملكها عائلات من بلدة السموع، تسكن فيها وتزرعها، ومع احتلالها عام 1948 هجرت عدد من العائلات الأراضي الزراعية وسكنت في بلدة السموع، ولكن العدد الأكبر من العائلات هجرت المنطقة بعد بداية الاستيطان فيها عام 1984، والتضييق عليهم من قبل المستوطنين.

ومع بدء بناء الجدار العازل عام 2003 كانت الخربة من أوائل المناطق التي بني الجدار والشيّك العازل حولها، ومع تضييق الخناق عليها وقطع الطرق عنها، لم تستطيع إلا العائلات السبعة البقاء فيها.

ويعتني أبو كباش وعائلته ( زوجته وبناته الثمانية) بأرض ممتدة على 150 دونما، جميعها ملكا له ولوالده من قبله ومسجلة بالسجلات التركية ولديه إخراج قيد بها،  ولكن كل ذلك لا يؤهله من بناء غرفة يحتمي بها وعائلته من برد الشتاء القارص:" تقدمنا بطلبات الحصول على ترخيص للبناء من الإدارة المدنية الإسرائيلية أكثر من مرة وكل مرة نتلقى رفضا لأسباب أمنية، كما يقولون، نحن على أرضنا نمنع من البناء والمستوطنات حولنا تكبر وتتمدد كل يوم".

وفي حال قام بالبناء بدون تصريح تهدم الجرافات الإسرائيلية البناء مباشرة، وهو ما جعله يتمسك بالكهف " مغارة" الذي كان والده في السابق يعيش فيه فترة زراعة أرضه، ويحوله إلى منزل له ولعائلته يحتمي فيه وخاصة في فصل الشتاء الذي يزيد صعوبة الحياة في تلك المنطقة بدون خدمات.

ولتحسين ظروف العيش في "المغارة" قام أبو كباش ببناء إضافي من أسمنت حولها، وهو ما لاحقه الاحتلال بالهدم أيضا:" هدموا كل شيء حتى المغارة حاولوا هدمها ولكنهم لم يتمكنوا".

وعن أهمية هذه المغارة للعائلة يقول أبو كباش أنها ضمانتهم الوحيدة للعيش في المنطقة، وخاصة في فصل الشتاء، ففي المنطقة يتشكل سيل مياه يفيض على بيوتهم البدائية ويغلق الطريق عليهم بالكامل،" أحيانا نسجن في المغارة لأسابيع حتى يجف هذا السيل ونتمكن من الحركة".

وطريق التي يتحدث عنها أبو كباش، طريق وعرة لا تستطيع المركبات العادية من المرمر عبرها، ويستخدم السكان هناك الجرارات الزراعية للتنقل عبرها.

ويحيط بأرض أبو كباش وخربة الرظيم من الجهات الغربية و الشمالية و الشرقية مستوطنات " شمعة، عسائيل، ومعسكر للجيش، ومنطقة صناعية استيطانية" ومن المنطقة الجنوبية الجدار العازل، إلى جانب شق الأراضي بشارع 60 الاستيطاني.

والاستيطان في المنطقة لم يتوقف، فمطامع المستوطنين مستمرة، كما يقول، قبل عامين قام أحد المستوطنين بالسيطرة على أرض قريبة من أرضه وهو ما زاد من معاناتهم، فهذا المستوطن الذي يسكن وحيدا في المنطقة يقوم بمطاردتهم بالكلاب ويطلق مواشيه في مزروعاتهم، لدفعهم للرحيل عن المنطقة للسيطرة عليها.

يقول أبو كباش:" وجودنا على الأرض هو ما جعل هذا المستوطن لا يستولي عليها، كما حصل قبل سنوات في الأراضي القريبة، مجموعة من المستوطنين سيطروا على أرض فتحولت إلى مستوطنة "عسائيل" خلال سنوات وبعد فترة أعلنت سلطات الاحتلال الاعتراف بها كمستوطنة رسمية".