تمكّن الفنان التشكيلي محمد جحلش، من تجسيد موهبته المميزة في إيصال معاناة اللاجئين الفلسطينيين بأدوات بسيطة من البيئة، متميزًا عن غيره من الفنانين بطريقة جديدة ومبتكرة، ليلفت النظر إلى حياة اللاجئ الفلسطيني والظروف الصعبة التي يعايشها بشكل يومي.
"علب السردين"، التي تمثل المساعدات التي تقدمها "الاونروا" للاجئين الفلسطينيين، حيث، قرر الفنان جحلش استخدم القوالب المعدنية من علب السردين، ليضيف إليها لمساته الفنية، وتكشف عن قصص وروايات ومعاناة، والكثير من الأمل.
ويقول الفنان جحلش، إن فكرته في اختيار علب السردين تحمل في طياتها دلالات مهمة، مبينًا أنها تشبه قطاع غزة المكتظ بالسكان والصغير المساحة والمغلق من جميع الجهات، فضلا انها تجسّد معاناة اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وحول الرسومات داخل علب السردين، أضاف لمراسلنا، أنها تحمل أفكارا قديمة وحديثة مرتبطة باللاجئ الفلسطيني، مشيرًا إلى أن جزءا منها يجسّد رحلة اللجوء وقسوة الحياة، فيما يجمل الجزء الأخر أبعادا دينية وثقافية واجتماعية، في الوقت الذي يركز فيه على الأوضاع الاقتصادية والحنين الى الأرض.
ويقول جحلش، إن ما دفعه للمضي قدما في هذا الاتجاه الاهل والأصدقاء، والتشجيع من رواد السوشيال ميديا.
ويشير إلى أن العمل الفني الواحد قد يستغرق ما يزيد عن نصف، مبينا أنه أكمل رسوم 250 علبة سردين على مدار 100 يوم من العمل المتواصل، مستدركًا ان الكثير من الرسومات تعتمد على الطين في بعض القضايا عبر تجسيدها بأشكال معينة يسهل على المشاهد فهمها وقد ركز على الأطفال ومعاناتهم في هذا النوع من الرسومات.
ويعتمد الفنان محمد في موهبته الفنية على علب السردين التي يبتاعها ومن ثم يقوم بإفراغها وتنظيفها، بعدها يلجأ إلى عملية الرسم.
وبشأن الصعوبات التي تواجه جحلش، يوضّح أن ضعف الإقبال على اللوحات الفنية والرسومات من أهم المعيقات التي تواجه الفن ككل في قطاع غزة، جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة، إلى جانب صعوبة توليد الأفكار.
ويوضح جحلش، أن ميوله إلى هذا النوع من الفن تراكمت بعد مدة طويلة من الخبرات في هذا المجال، إلى جانب تبنيه إيصال رسائل الى العالم حول معاناة اللاجئين في قطاع غزة.
ويأمل الفنان محمد جحلش أن يشارك في معارض دولية ومحلية، وأن تصل رسوماته إلى أنحاء التي تعبر عن الحق الفلسطيني، وتجسد المعاناة التي يعيشها اللاجئ في قطاع غزة.
