ارض كنعان
تحولت اكوام الحديد المكدسة على جوانب الطرقات في قطاع غزة منذ عدة سنوات الى فرصة عمل تدر على الاف العمال دخلاً جيداً، بعد أن سمحت "إسرائيل" بتصدير مخلفات الحديد بعد 15 عاماً من الحصار الذي تفرضه على القطاع.
و تسبب الحصار الخانق الذي تفرضه "إسرائيل" منذ 15 عاماً على قطاع غزة في تعطل المنشآت التي تعمل في إعادة تدوير الحديد و مخلفاته.
و سمحت "إسرائيل" منذ أكتوبر الماضي بتصدير نحو الف طن اسبوعياً من مخلفات الحديد من قطاع غزة الى مصانعها بعد كبسه في معمل لكبس الحديد.
محمد نمر الصواف، احد تجار الحديد في قطاع غزة قال إن الاحتلال وفر ماكنة طحن الحديد في قطاع غزة، بحيث يتم طحن الحديد و كبسه بعد أن يقوم العمال بجمعه، و من ثم يتم نقله الى المصانع "الإسرائيلية" التي تقوم بدورها بإعادة تدويره و تحويله الى حديد يستخدم في اعمال البناء.
و لفت الصواف في حديث لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" الى أن الاحتلال يرفض خروج نفايات الحديد من غزة كما هي، لذلك يتم تجميعه في مستودعات، و من ثم ينقل الى ورشة يوجد بها ماكنة كبس الحديد، حيث ينقل بعد ذلك الى المصانع "الإسرائيلية".
و أشار الى أن العمل في جمع الحديد و نفاياته وفر فرص عمل جيدة لنحو 6000 مواطن في قطاع غزة، حيث انه يشتري طن الحديد من الناس بمبلغ 250 شيكل.
و اكد الصواف بأن عدد العمال الذين يعملون في ورشته 7 عمال، و هذا عدد قليل مقارنة مع السنوات التي سبقت الحصار على قطاع غزة.
و حول سعر بيع طن مخلفات الحديد قال الصواف: " حسب البورصة يباع طن الحديد لإسرائيل بمبلغ من 750 ل 800 شيكل.
و عبر الصواف عن امله في أن تسمح "إسرائيل" لجميع المصانع بالعمل قريباً وأن تنهي إجراءاتها الصارمة المفروضة على قطاع غزة.
و حول قرار الاحتلال بالسماح بتصدير نفايات الحديد من غزة، و اثره على تحريك عجلة الاقتصاد في غزة، اكد د. ماهر الطباع. مدير العلاقات العامة والإعلام في غرفة تجارة صناعة غزة أن الاحتلال اتخذ هذا القرار منذ فترة، مشيراً الى أن هناك الاف الاطنان التي يتم تجميعها وكبسها في القطاع، و من ثم شحنها الى المصانع الإسرائيلية.
و لفت الطباع في حديث لــ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" الى أن أهمية هذا القرار تكمن في تجديد اموال العاملين المجمدة من عدة سنوات ، بالإضافة الى أن الاف الاطنان تأخذ حيزاً و مساحات واسعة من البيئة ، مما يشكل اثراً سلبيا على البيئة.
و أضاف: "لا شك أن جمع الحديد و تصديره ساهم في توفير فرص عمل للآلاف من العمال العاطلين عن العمل، ولكن هذه الفرصة لم تخلق حلاً حتى تحل مشكلة البطالة، مشيراً الى أن نسبة البطالة بلغت 50%، بالإضافة الى ربع ملون عاطل عن العمل.
و يواجه العمال في تجميع و كبس نفايات الحديد بعض الصعوبات في عملهم كونه مرتبط بشكل أساسي بساعات وصل الكهرباء في قطاع غزة، مما يجبرهم أحيانا على التوقف في حال زادت عدد ساعات القطع.