لم تمنع حالة الطوارئ والاغلاق الشامل في قطاع غزة، الفنانة روان شلدان من إبراز موهبتها الكامنة في فن "الماندالا"، مستغلة فترة الحجر الصحي في إيقاظ شعلة الابداع في هذا الفن الذي يحتاج إلى وقت وصبر لانجازه، لاسيما أيضا أنه من الفنون النادرة في قطاع غزة.
وبأدواتٍ بسيطة بدأت العشرينية شلدان تشق طريقها في فن "الماندالا" بورقة وقلم، إذ تعرفت على هذا المجال عبر الانترنت والعديد من مقاطع الفيديو من اليوتيوب، إلى جانب التطبيق العملي والممارسة اليومية في تطوير مهارتها.
تقول روان شلدان الطالبة الجامعية في تخصص المحاسبة، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إنها قررت تطوير موهبتها في "فن الماندالا" بعد قرار الحجر المنزلي الذي فرض على قطاع غزة عقب تفشى فيروس كورونا، مشيرة إلى أن هذا الفن يعلّم الصبر لأنه يحتاج وقت طويل.
وفن "الماندالا"، عبارة عن دائرة تتكرر فيها الدوائر والأشكال الهندسية المختلفة، وكلما تعمق الرسام في دائرته وصل إلى تركيز وهدوء داخلي عميق، وعن تسميته فن البهجة، تلفت أنه يدخل السرور والفرح على النفس، فضلا أنه يعتبر من الفنون التي تعالج التوتر والتفريغ النفسي، وفق شلدان.
ولفتت أن فن الماندالا لا يحتاج أدوات هندسية كثيرة، بل يحتاج مسطرة وفرجار، إلى جانب ونوع خاص من الأقلام للرسم.
وتضيف روان: "فن الماندالا فن جديد في غزة وعندما نشرت رسومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان تعليقات إيجابية وأخرى سلبية لعدم فهم مضمون هذا الفن، ما دفعني لتجسيده في أشكال مثل القيثارة والطيور وغيرها من الأشكال، لتسهيل وصول الفكرة للمشاهد".
وتابعت: "بعد قراءتي أكثر عن فن الماندالا الذي يعد أحد أنواع علاج التوتر والضغوط النفسية، قررت خوض هذا التجربة التي نجحت فيها واستطعت الوصول إلى مرحلة متقدمة".
وتلفت شلدان، انها لجأ لهذ الفن كونه يحتاج وقت طويل لرسمة لوحة واحدة، ويعتمد على دقة القياسات الهندسية، مشيرة إلى أن ذلك أكسبها ضبط النفس وطريقة للتفريغ النفسي والتخلص من التوتر.
وتطمح الفنانة روان إلى تطوير موهبتها في فن الماندالا، وصولا إلى المشاركة في المعارض المحلية والدولية.
الجدير بالذكر، أن الحياة الثقافية والفنية، أصيب بالشلل التام في فلسطين منذ إعلان حالة الطوارئ أول مرة في 5 آذار/مارس 2020، عقب تفشي فيروس كورونا، إذ أُلغيت وأُجلت الفعاليات الثقافية والمؤتمرات والمعارض والأمسيات والمهرجانات التي كانت مُقررة من قبل إلى إشعارٍ آخر
