ارض كنعان
على الرغم من التطور الالكتروني الهائل في عالم وسائل الاتصال والتواصل، إلا أن الإذاعات المسموعة، مازالت تحظى بمكانة هائلة في العالم أجمع، وفي فلسطين تحديداً والتي لازالت فيها الإذاعة مصدر مهم للمعلومات والتواصل رغم كل ما تتعرض له من مضايقات وسياسات تحجم من عملها.
ففي فلسطين لازال، الإذاعات تحمل هموم الناس وقضاياهم وتبقى من الوسائل الإعلامية الهامة التي تمكنت من الحفاظ على جماهريتها، رغم من ماتعانيه من أوضاع اقتصادية صعبة ارتبطت بظروف الحصار والإغلاق، لتضيف لها كورونا نوع آخر من المعاناة.
فاليوم، يحتفي العالم أجمع وفلسطين، باليوم العالمي للإذاعة الذي أعلنته الدول الأعضاء في اليونسكو اليوم العالمي للإذاعة في عام 2011 ثم اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012 بوصفه يوماً دولياً يُحتفل به في 13 شباط/فبراير من كل عام.
الإذاعات المحلية ينقصها الدعم
صالح المصري، منسق لجنة دعم الصحفيين الدولية في الأراضي الفلسطينية، أكد أن الإذاعات المحلية تعيش أوضاع صعبة جداً نتيجة الحصار الصهيوني الذي أَثَر عليها بشكل كبير بالإضافة إلى الانقسام الفلسطيني بخلاف جائحة كورونا الأمر الذي أدى الى إغلاق بعضها وتقليص موظفيها.
وأوضح المصري، أن جائحة كورونا أصابت الإذاعات المحلية في مقتل جراء تراجع الإيرادات بنسبة 70% ما أثر على عملها وموازنتها الأمر الذي يهدد بإغلاق بعضها.
وكشف أن اللجنة، وجهت رسالة لكل المؤسسات والشركات والبنوك الوطنية والحكومة الفلسطينية بضرورة دعم الإعلام المحلي الفلسطيني في ظل الضائقة المالية التي يعاني منها، لافتاً إلى أن إغلاق أي صوت فلسطيني خسارة للقضية الفلسطينية.
ووجه المصري ندائه لكل الجهات الداعمة والمانحة سواء أن تدعم الإعلام المحلي الفلسطيني لكي يواصل رسالته المهنية والوطنية.
استهداف الصحفيين
ويعاني الإعلاميون في كافة الوسائل الإعلامية من بينها الإذاعات المحلية من استهداف قوات الاحتلال "الإسرائيلي" للطواقم الإعلامية خلال عملها، فضلاً عن الإغلاق والاستهداف والتشويش على تردداتها.
واعتبرت لجنة دعم الصحفيين أن قوات الاحتلال تتعمد استهداف الصحافيين أثناء تغطيتهم لجرائم وانتهاكات الاحتلال بحق ممتلكات الشعب الفلسطيني، وذلك من أجل حجب هذه الجرائم عن الإعلام والرأي العام العالمي"، مؤكدةً أن بعض الشواهد أثبتت تعمد الاحتلال استهداف الصحافيين.
وأشارت اللجنة، إلى أن مشاهد الاعتداء تتصاعد من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين للطواقم الصحافية في الميدان مطالباً المؤسسات الدولية بتوفير الحماية للصحفيين الفلسطينيين أثناء عملهم الصحفي.
وأكدت أن الاحتلال يخالف كافة المواثيق والاعراف الدولية ويمنع الصحفيين من التغطية ويستخدم بحقهم القوة المفرطة .
اليونسكو
من جهتها، أكدت "اليونسكو" في بيان صحفي، أن الإذاعة وسيلة على الصعيد العالمي للخطاب الديمقراطي، فيما تبقى الإذاعة قوية للاحتفال بالبشرية بكل تنوعها، ومنبر الوسيلة الأكثر استخداماً على الإطلاق.
وتابعت: “هذه القدرة الفريدة على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور تعني أن الإذاعة يمكن أن تصوغ تجربة المجتمع في مجال التنوع، وأن تشكل ساحة يجري فيها رفع وتمثيل جميع الأصوات، والاستماع إليها، وينبغي أن تخدم المحطات الإذاعية المجتمعات بمختلف أشكالها، وأن تقدم مجموعة واسعة من البرامج والآراء والمحتويات التي تعكس تنوع الجمهور في مؤسساتها وعملياتها”.
وأشارت المنظمة إلى أنه في الوقت الذي يشهد عالمنا تطورا تكنولوجياً هائلا وسهولة في التواصل والانفتاح، حافظت الإذاعة على شعبيتها كونها تمثل مصدرا قويا للمعلومة وسهلة الوصول، وأثبتت قدرتها كوسيلة اعلامية على الاحتكاك المباشر مع الناس وقضاياهم وهمومهم وتطلعاتهم، سيما في المناطق المهمشة والنائية، واستطاعت الاستفادة من التقنيات الحديثة وتلاءمت مع العصر الرقمي الذي نعيشه.