Menu
16:56"الجبل المقدس".. عين الشام وحنينها!!
16:53مصادر إعلامية: تكشف عن موعد وصول السفير العمادي إلى قطاع غزة
16:52الخارجية: حضور ملفت في المؤسسات الدولية ودورٌ طلائعي في مواجهة كورونا
16:51لجنة الانتخابات تطلع البرلمان الأوروبي على استعداداتها لعقد الانتخابات الفلسطينية 2021
16:50المجلس الوطني يدعو الاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية للمشاركة في الرقابة على الانتخابات
15:58النقد تعلن عن ضخ 50 مليون دينار أردني في السوق المحلي
15:57الاحتلال يهدم منزلاً في الولجة شمال غرب بيت لحم
15:56المستوطنون يعتدون على رعاة الاغنام شرق بيت لحم
15:55اشتيه : ندرس اغلاق المعابر والجسور لمنع تفشي النسخة الجديدة من كورونا
15:54الصحة : 5 وفيات 470 اصابة جديدة بفيروس كورونا
15:52"التنمية" بغزة توضح حقيقة تحديد موعد صرف المنحة القطرية
15:51"الأونروا" بغزة تعلن موعد صرف رواتب الموظفين والعقود المؤقتة
15:50خشية إسرائيلية من جولة تصعيد جديدة مع المقاومة بغزة
15:45هؤلاء أعضاء اللجنة.. الطيراوي يكشف مراحل حل مشاكل موظفي السلطة بغزة
15:44دول خليجية تعتزم تقديم خطة دبلوماسية جديدة لبايدن

"الجبل المقدس".. عين الشام وحنينها!!

يبدو أن الجبل البعيد الذي غنت له فيروز عام 1967، بعد أن فرقت الحرب بينه وبين أحبابه، بات اليوم قريبا بعدسات اخترقت حدود السياسة والجغرافيا، التي فرضتها سياسة الاستعمار الاحتلالي.

على مدار عدة أيام مضت، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بصور لجبل الشيخ أو الحرمون، على الحدود اللبنانية السورية، من أقطار بلاد الشام (الأردن، فلسطين، سوريا، لبنان)، بعد أن مكّن الطقس الصافي مشاهدته من تلك الدول.

الباحث الميداني في جغرافية البيئة ومشرف منبر الإعلاميين البيئيين العرب د. أحمد محمود الشريدة، قال إن "جبل الشيخ أو الحرمون يوحدنا، وجاءت صور الجبل لتعيد اللحمة بين أبناء الوطن الواحد الذي مزقته اتفاقيات سايكس بيكو. وعند هذه المشاهد تذوب الحدود وتجتمع القلوب ويزداد الأمل ويختفي الألم".

واحد من أفضل من كتب القصص الإخبارية في بداية القرن الماضي، كان للقس الأمريكي وليام بارتون، الذي كتب قصة جميلة وصف فيها حالة الطقس في نابلس في نهاية نيسان من العام ١٩٠٢، وفوق جبالها طبق تلك القواعد، حيث وصف فيها صفحة المتوسط وقمة جبل الشيخ أدق وصف.

مصورون فلسطينيون وعرب وحالمون بزيارة الجبل، كانت عدسات كاميراتهم الوسيلة التي مزقت الحدود المصطنعة، وبينهم المصور محمد دراغمة من مدينة طوباس، الذي تمكن من التقاط صورة جمع فيها بين منطقة الفارسية بالأغوار الفلسطينية وجبل الشيخ.

يقول دراغمة لـ"وفا"، إنه تفاجأ من إمكانية رؤية الجبل من منطقة الأغوار أخفض منطقة بالعالم، فتمكن من التقاط صورة مميزة جمعت بين الفارسية والحرمون، مضيفا: "لكن هي الصدفة التي حققت حلمي بزيارة الجبل عبر العدسة".

ويتابع: "كان يوما مميزا منذ بداية امتهاني التصوير قبل أربع سنوات، لحظات لا توصف أن أتمكن من زيارة جبل الشيخ عبر عدسة كاميرتي، ما حرمنا منه الاحتلال من زيارة الجبل، مكنتنا عدسة الكاميرا من تجاوزه لأول مرة".

الصحافي ومؤسس مبادرة مئوية مدرسة برقين عبد الباسط خلف تحدث لـ"وفا"، عن ذكريات الطفولة التي ارتبطت بمشاهدة الثلوج المتراكمة على جبل الشيخ من مدرسة قريته.

ويضيف "كنا في منتصف الثمانينيات نصعد تلة الشيخ صالح، الملاصقة للمدرسة، لنراقب جبل الشيخ السوري المستسلم لحلته البيضاء، وكان الأستاذ إبراهيم أبو سرية يسرد لنا حكاية الجبل في حصص الجغرافيا، ويرسم لنا خرائطه، فيما نخرج في حصة عملية لمعاينته بالعين المجردة، ومما لا ننساه أن معلمنا استهل رسم خارطة الوطن العربي من الساحل السوري، في كل درس".

ويشير خلف إلى أن "الطلبة كانوا يتخيلون الجبل كالشيخ الجليل بثلجه الناصع، فنُسر باللون الغائب عن بلدتنا وفصولنا الباردة، لم تنتشر وقتئذ الكاميرات ولا الهواتف الذكية، والسعيد من يلتقط صورة للجبل البعيد".

وبالنسبة لخلف، فإن صور الجبل ألهبت بثلجها الناصع نار الشوق للصبا، وأعادت استحضار ذكريات المدرسة بمعلميها ورفاقها وبيئتها وتلتها القريبة، خاصة أن القرية تحتفل بمئوية المدرسة، التي تمكن القائمون عليها من تطويرها بعمل وترميم وتطوع متواصل منذ عام، ووثقوا كما هائلا من سير وذكريات وقصص رافقت المعلمين والخريجين المتعاقبين منذ 1921.

ويقع جبل الشيخ بين فلسطين وسوريا ولبنان، ويمتد من بانياس السورية وسهل الحولة في الجهة الجنوبية الغربية إلى وادي القرن ومجاز وادي الحرير في الجهة الشمالية الشرقية. ويشكل جبل الشيخ القسم الأهم والأكبر من سلسلة جبال لبنان الشرقية التي تمتدّ بين لبنان وسوريا.

ويحدّ جبل الشيخ من الجهة الشرقية والجنوبية منطقة وادي العجم وهضبة الجولان وإقليم البلان، أمّا من الجهة الشمالية والغربية فالقسم الجنوبي من سهل البقاع ووادي التيم في لبنان، ويقع القسم الجنوبي الغربي من جبل الشيخ تحت الاحتلال الإسرائيلي لأنه يقع ضمن هضبة الجولان السورية.

ويطل الجبل من أعلى قمته على العديد من الدول مثل الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين، حيث إنّه يمكن للزائر إذا كان على أعلى قمته التي تصل إلى 2814 متراً والتي تقع على الحدود اللبنانية السورية أن يرى العديد من مناطق السورية كدمشق وبادية الشام والجولان وسهول حوران.

ويمكن مشاهدة جزء من الحدود الشمالية الأردنية والفلسطينية خاصة جبال الخليل ومحافظة إربد وبحيرة طبريا وسهل الحولة، بالإضافة إلى كل جنوب لبنان وسلسلة جبال لبنان الغربية وسهل البقاع.

ويقول الباحث البيئي خالد أبو علي لـ"وفا"، إنه "في بعض الأحيان يمكن أن تكون ابتسامتك مصدر فرحك أو حتى صورة تلتقطها لمشهد نادر جميل، كمشاهدة قمة جبل الشيخ بالأمس وهي مكسوة بالثلوج عبر سلسلة جبال قرية مسلية جنوب شرق مدينة جنين، حيث تبعد قمة جبل الشيخ مسافة 125 كم عن جنين".

ويحتوي جبل الشيخ على أربع قمم، أعلى قمة تسمى شارة الحرمون في سوريا، ويصل ارتفاعها إلى 2814 متراً، أمّا القمة الثانية إلى الغرب فيصل ارتفاعها إلى 2294 متراً، والقمة الثالثة إلى الجنوب 2236 متراً وتقع في القسم السوري الذي تحتله إسرائيل، أمّا بالنسبة للقمة الرابعة إلى الشرق فإنّ ارتفاعها يصل إلى 2145 متراً.

ويتابع أبو علي "لطالما اعتبر جبل الشيخ جبلا مقدسا منذ العصر الكنعاني ولذا أطلق عليه عدة أسماء آلهة منها: سفيرو، شنير، حرمون، طور ثلجا، جبل الثلج، أما تسمية جبل الشيخ فذلك أن قمته حتى في أيام الصيف كانت مغطاة بالثلج تشبه عمامة الشيخ".

ويعد جبل الشيخ المنبع الرئيس لنهر الأردن والعديد من المجاري المائية في المنطقة، وهو من أكبر الخزانات للمياه الجوفية بالمنطقة، ففي محيطه تتدفق الينابيع بمعدل مليار و٨٠٠ مليون كوب من الماء من الأنهار المحسوبة على جبل الشيخ العاصي وبانياس في سوريا، والليطاني والحاصباني في لبنان، ونهر الدان بفلسطين، وفق ما يوضح أبو علي.