أشاد الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيرش" بقدرة الطلاب والمعلمين والأُسر على الصمود في وجه جائحة كورونا، والتي أجبرت في ذروتها كل المدارس والمعاهد والجامعات تقريبا على إغلاق أبوابها.
يأتي حديث غوتيرش الذي غرد عبر حسابه في تويتر بمناسبة الذكرى الثالثة لليوم الدولي للتعليم والذي قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتماده، بإعلان يوم 24 يناير يوما دوليا للتعليم (link is external)، احتفاءً بالدور الذي يضطلع به التعليم في تحقيق السلام والتنمية.
واعتمدت الجمعية العامة القرار 73/25 عام 2018، الذي شاركت في إعداده نيجيريا و58 دولة أخرى، وأعلنت فيه الرابع والعشرين من كانون الثاني/يناير يوما دوليا للتعليم في إطار الاحتفال بالتعليم من أجل السلام والتنمية.
وتحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي للتعليم تأكيدا على دوره الأساسي في بناء مجتمعات مستدامة وقوية، ومساهمته في تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة للقضاء على الفقر وتحقيق المساواة وتحسين حياة الناس.
وفي رسالته بمناسبة اليوم الدولي أشار "غوتيرش" إلى الابتكارات العلمية التي نجمت عن تعطيل التعليم، ولكنه قال:"إن هذا الوضع بدد أيضا الآمال في مستقبل أكثر إشراقاً للفئات السكانية الضعيفة"، مؤكدا أن الجميع يدفع الثمن.
وأضاف أن التعليم هو الأساس لتوسيع الفرص، وتحويل الاقتصادات، ومكافحة التعصب، وحماية كوكبنا، وتحقيق أهـداف التنمية المستدامة.
وفيما يستمر العالم في مكافحة جائحة كوفيد-19، شدد الأمين العام على ضرورة حماية التعليم باعتباره حقاً أساسياً ومنفعة عامة عالمية، لتجنب وقوع كارثة تمس جيلا كاملا.
وحتى قبل الجائحة، كان نحو (258) مليون طفل ويافع، معظمهم فتيات، خارج المدارس، ولم يكن أكثر من نصف من هم في سن العاشرة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل يتعلمون قراءة نص بسيط.
ودعا الأمين العام إلى اغتنام جميع الفرص في عام 2021، لتغيير هذا الوضع، مشددا على ضرورة التجديد الكامل لموارد صندوق الشراكة العالمية من أجل التعليم، وتعزيز التعاون العالمي في مجال التعليم.
وأكد "غوتيريش" على ضرورة تعزيز الجهود لإعادة تصور التعليم - تدريب المعلمين، وسد الفجوة الرقمية، وإعادة التفكير في المناهج الدراسية لتزويد المتعلمين بالمهارات والمعارف التي تؤهلهم للنجاح في عالمنا المتغير بسرعة.
كما غرد حساب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" وقال:" تعليمي قوّتي.. وعلينا حماية التمويل الوطني والدولي من أجل دعم التعليم، فنحن نحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى زيادة التمويل بغية إنعاش التعلّم..فلنعمل على تحقيق ذلك!".
حساب الأمم المتحدة ذكر أيضا "بدون ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، لن تنجح البلدان في تحقيق المساواة بين الجنسين وكسر دائرة الفقر التي من شأنها تخلّف ملايين الأطفال والشباب والكبار عن الركْب".
وأضاف "اليوم، ما زال 258 مليون طفل وشاب غير ملتحقين بالمدارس؛ وهناك 617 مليون طفل ومراهق لا يستطيعون القراءة والكتابة والقيام بعمليات الحساب الأساسية؛ وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، يقل معدل إتمام المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي عن 40%، ويبلغ عدد الأطفال واللاجئين غير الملتحقين بالمدارس زهاء 4 ملايين نسمة. ومن ثم فإن حق هؤلاء في التعليم يتم انتهاكه، وهو أمر غير مقبول.
وتابع "لا زال مئات الآلاف من الأطفال في المنطقة العربية لا يحصلون على التعليم المناسب بسبب تدمير مدارسهم واستهدافها فى الحروب، ألم يأن لأطراف النزاع أن تعلم بأن استهداف المدارس يقضي على الدول ومستقبلها؟!