Menu
10:51برلمانيون موريتانيون يطالبون بسن تشريع يجرم التطبيع مع "إسرائيل"
10:32الاحتلال يمدد الاداري بحق الاسيرتين شروق البدن وختام الخطيب
10:26الأسير بلال ياسين من جنين يدخل عامه الـ17 في الأسر
10:23قوات الاحتلال تحتجز جرافة في قرية تياسير قضاء طوباس
10:2213 اصابة جديدة في صفوف أسرى سجن النقب
10:20وزيرة الصحة: المنحنى الوبائي في فلسطين بدأ بالانكسار مع تراجع عدد الإصابات الجديدة
10:18صحة غزة: تسجل 6 حالات وفاة 396 إصابة جديدة بفيروس كورونا
10:15"اتحاد الرجوب" .. مسلسل متواصل لتهميش لاعبي غزة من المنتخبات الوطنية
10:12أبو حسنة: صرف راتب كامل لموظفي "أونروا" اليوم
10:11الاحتلال يهدم جدرانًا بباقة الغربية في الداخل
10:10"كورونا" يصيب أكثر من 86 مليون شخص حول العالم
10:08أمير قطر يتوجه لسعودية لحضور القمة الخليجية
10:0725 عامًا على اغتيال المهندس يحيى عياش
09:595 وفيات و250 إصابة جديدة بكورونا بالقدس
09:55لجان المقاومة : الشهيد قاسم سليماني شكل خطرا وجوديا على الكيان الصهيوني ووقف سدا منيعا فى وجه المخططات الامريكية للسيطرة على شعوب الامة ومقدراتها
ماجد كيالي

عن حرب لا تحتاجها الولايات المتحدة ولا تريدها إيران

بقلم / ماجد كيالي

افتتح العام الماضي وأغلق بضربتين عسكريتين موجعتين للنظام الإيراني، ولادعاءاته وتبجّحاته، لاسيما منها تلك التي يعتبر فيها أن إيران أضحت بمثابة قوة عظمى، وأنها تهيمن على أربع أو خمس عواصم عربية (بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء وثمة من يضيف غزة).

أودت الضربة الأولى بحياة قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني (قرب بغداد 3/1/2020)، والذي يعتبر بمثابة الرجل الثاني في سلم القيادة الإيرانية بعد “الولي الفقيه”، علما أنه قضى معه في تلك الغارة العديد من قادة الميليشيات التي تشتغل كذراع إقليمية لإيران في العراق.

أما الضربة الثانية، فتمثلت باغتيال محسن فخري زادة (27/11/2020)، أبو المشروع النووي الإيراني، أو مهندسه، وقد وجه النظام الإيراني الاتهام لإسرائيل في مسؤوليتها عن تلك العملية؛ وعليه ففي حين تمت العملية الأولى قرب بغداد بأيد أميركية، فإن الثانية تمت قرب طهران وبأيد إسرائيلية.

بيد أن الأمر لم يقتصر على ذلك فقط، ففي غضون ذلك، أي طوال العام الماضي، تعرضت إيران لضربات أخرى موجعة، وإن اتسمت بالغموض، كمثل استهداف المواقع والمنشآت الحيوية في بعض مدنها بحرائق وتفجيرات (في مراكز تخصيب نووي ومصانع ومحطات طاقة وأنابيب غاز)، والتي كان أهمها تفجير المنشأة النووية في ناطانز (مطلع شهر يوليو)، التي كانت إيران استأنفت فيها نشاطات التخصيب بأجهزة الطرد المركزي المتقدمة.

وللتذكير فقد تعرضت إيران، بخاصة في الأعوام الثلاثة الماضية، إلى العديد من الغارات وعمليات التخريب، التي نفذتها القوات الأميركية أو الإسرائيلية، وشمل ذلك أهدافا إيرانية في العراق وسوريا أيضا. وربما أن أهم تلك العمليات هي التي نفذها الموساد الإسرائيلي مطلع العام 2018، والتي استولى فيها على قسم كبير من الأرشيف النووي لإيران (نصف طن من الوثائق والمواد السرية الخاصة بالبرنامج النووي)، وهو ما كشفت عنه صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية (15 /7 /2018).

إضافة إلى ما تقدم فإن الجهود الأميركية لتحجيم نفوذ إيران شملت البعد الاقتصادي، سواء تمثل بانخفاض أسعار النفط (وهو ما يطال روسيا أيضا)، أو فرض إجراءات العزل والمقاطعة عليها، وهو الأمر الذي أدى إلى تقليص مواردها المالية، بحيث بات الناتج القومي الإيراني حوالي  450 مليار دولار، وهو يقارب الناتج القومي الإسرائيلي، في حين أن عدد سكان إيران عشرة أضعاف سكان إسرائيل، ناهيك عن مساحة إيران وحيازتها ثروة نفطية هائلة، وعلما أن دخل الفرد في إيران يقارب الـ15000 دولار، في حين أنه يصل في إسرائيل إلى 42 ألف دولار، أي ثلاثة أضعاف دخل الفرد في إيران.

إيران تتجنب أي حرب، ومهما كان نوعها، لأنها تعرف أن ذلك ستكون بداية نهايتها دون أن يستثني ذلك أن ثمة مداخل أخرى قد تؤدي إلى ذلك. وباختصار فثمة ملفات عديدة مفتوحة بين الولايات المتحدة (ومعها إسرائيل) من جهة والنظام الإيراني من جهة أخرى، أهمها: أمن إسرائيل، وتحجيم النفوذ الإيراني في المشرق العربي، ومحاولة إيران الاستحواذ على الطاقة النووية، وحقوق الإنسان.

رغم كل ذلك فإن اللافت في الأمر أن إيران، ورغم تصريحاتها العنترية، لم ترد عمليا على تلك العمليات والضغوط، لأسباب متعددة يتمثل أهمها في الآتي:

أولا، لا يمكن لإيران، وفقا لإدراكها لوضعها، ولموازين القوى السائدة، أن تقوم بعملية كبيرة توازي عملية مصرع سليماني. والمعنى أن أي رد من النظام الإيراني أقل من المستوى اللازم، لن يكون لائقا، بل إنه سيكون مضرا على الأغلب.

ثانيا، اعتمد النظام الإيراني في هذا الأمر على مسارين، أولهما، امتصاص الضربات الأميركية والإسرائيلية. وثانيهما، استخدام أدواته، المتمثلة بالأذرع الميليشياوية التابعة له، حتى آخر لبناني وسوري وعراقي ويمني، بحيث يتجنب الحرب في أرضه.

 ثالثا، لم يسبق لإيران أن ردت مباشرة على أي ضربة، أميركية أو إسرائيلية، كانت تعرضت لها في السنوات الماضية، ما يستنتج منه أن التهديدات الحالية مجرد كلام، فهي لم ترد على عملية الاستيلاء على قسم من الأرشيف النووي الإيراني، ولا ردت على العشرات من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع ومستودعات وقوافل الحرس الثوري الإيراني، والميليشيات التي تشتغل بإمرته في سوريا والعراق.

الآن، ثمة أجواء تصعيدية في المنطقة، لاسيما مع الحديث عن طائرات بي 52 العملاقة التي تحلق في أجواء الشرق الأوسط، وحاملات طائرات تمخر عباب الخليج العربي، واستنفار في القواعد الأميركية والإيرانية، ومناورات عسكرية مشتركة أميركية ـ خليجية، كما ثمة تهديدات معلنة ومتبادلة من الطرفين الأميركي والإسرائيلي من جهة، وإيران من الجهة الأخرى. وهذه الأجواء تترافق مع حركة أو مع جهود دبلوماسية تعزز من الضغط على طهران للتجاوب في مسائل أربع: أولها، تدبر وضعها بحيث لا تشكل أي تهديد لإسرائيل. وثانيها، إخضاع الجهود الإيرانية المتعلقة بإنتاج طاقة نووية للمراقبة الدولية. وثالثها، تحجيم نفوذها في بلدان المشرق العربي. ورابعها، تصعيب وضعها الاقتصادي.

باختصار، احتمال الحرب ضئيل، فالولايات المتحدة لن تذهب إلى ذلك طالما أنها تحقق ما تريده بوسائل الضغط غير العسكرية، في حين أن إيران تتجنب أي حرب، ومهما كان نوعها، لأنها تعرف أن ذلك ستكون بداية نهايتها؛ دون أن يستثني ذلك أن ثمة مداخل أخرى قد تؤدي إلى ذلك.