Menu
11:42معاناة متجددة وشح في ضروريات الحياة بمخيمات فلسطينية بسورية
11:38الاحتلال يهدد والد الشهيد كميل بهدم منزله في قباطية
11:24لجان المقاومة: نبارك عملية باب حطة ونؤكد ان الشهيد البطل نموذج يقتدى للشباب الفلسطيني الذي بات لا يؤمن الا بنهح المقاومة
11:16التماس ضدّ إقامة مركز يهودي بحي بطن الهوى بسلوان
11:15الجهاد: عملية باب حطة تأكيد على مشروعية خيار المقاومة
11:13ملادينوف: الخطط الاستيطانية الأخيرة ستمنع قيام الدولة الفلسطينية
11:10قافلة سيارات تنطلق بالداخل احتجاجًا على تصاعد الجريمة
11:0877.7 مليون مصاب "كورونا" حول العالم
11:03الاحتلال يُجبر سيدة على هدم منزلها بسلوان
10:59الصحة بغزة : 12 حالة وفاة و516 إصابة جديدة
10:58شركة إسرائيلية تهدد بقطع المياه عن ثلث الفلسطينيين بالقدس
10:56خبراء: هذا ما ستفعله إدارة بايدن إزاء القضية الفلسطينية
10:55المغرب يستقبل اليوم أولى رحلات "العال" الإسرائيلية
10:53اعتداءات للمستوطنين في 5 بلدات فلسطينية والأهالي يتصدّون
10:50فشل نتنياهو بموضوع الميزانية قد يحل الكنيست الليلة

من قباطية إلى القدس.. سلاح "الكارلو" عاد من جديد بيد الفتى كميل

عاد الليلة الماضية ظهور سلاح "الكارلو" من جديد إلى ساحات المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، عندما أطلق الفتى محمود عمر كميل "17 عاما" رصاصات الكارلو على جنود الاحتلال قرب باب حطة أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، وأصيب خلالها جندي إسرائيلي.

ارتقى الفتى كميل شهيدا بعدما تخضّبت ساحات الأقصى وسلاحه الكارلو بدمه، فقال قائل: " يا بُوزُ الكارلو من دمِهِ مُبتَّلّ"، وكتب شهيدنا قصة الثأر للأقصى وملحمة الفداء من قباطية الصمود حتى أبواب الأقصى، وكأن لسان حاله يقول: "وإن ضلّ الكل طريقهم.. فطريقنا واضح".

ارتقى كميل شهيدا ورسالته التي نشرها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تجددت، حين استنكر الغضب وحرق البيوت وإطلاق آلاف الرصاص والتوعد بالترحيل والتشريد والحرق والهدم عندما "قُتل ابن عائلتي على يّد ابن عائلة أخرى "، كما قال.

مضيفا: " قُتل ابن عائلتي على يّد جندي من قوات الاحتلال، فهتفنا بأعلى أصواتنا "بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، و"يا شهيد ارتاح ارتاح واحنا نواصل الكفا"، ثم عدنا إلي بيوتنا سالمين".

وختم شهيدنا رسالته في ذلك اليوم بقول الله: "أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ".

معركة الردع منذ ثورة البراق عام 1929م ومع محاولة المهاجرين اليهود المبكرة لتهويد حائط البراق وما جرته عليهم من آثار، كان وما زال المسجد الأقصى محميّ بمعادلة خوفٍ مما قد يجرّه استهدافه من آثارٍ مكلفة.

هذه المعادلة تكرّست تكرارًا على مدى عمر الصراع، ولم تكسر سوى مرة واحدة في حريق المسجد الأقصى عام 1969م، حين كانت الجماهير خارج معادلة الصراع المباشرة بعد حربين مدمرتين للمجتمع الفلسطيني ونسيجه وإمكاناته.

عادت المعادلة إلى نصابها مع استعادة المجتمع الفلسطيني تحت الاحتلال مبادرته من جديد، فشكّلت مجزرة الأقصى عام 1990م الذروة الثانية للانتفاضة المباركة، وجاءت هبة النفق عام 1996م ردًّا على افتتاح حكومة الاحتلال أنفاق الحفريات لتشكل النسخة المصغرة عن انتفاضة الأقصى التي انطلقت عام 2000م من ساحات المسجد الأقصى بعد اقتحام شارون، وشكلت ذروة الانتفاضات الفلسطينية.

وفي تاريخنا القريب، جاءت انتفاضة القدس عام 2015م لتنطلق من قلب البلدة القديمة، وترد على محاولة الاحتلال فرض التقسيم الزماني في المسجد الأقصى وعدوانه على المرابطات والمرابطين على أبوابه.

ورغم أن الانتفاضة قد جاءت متأخرة ومعزولة لدور السلطة الفلسطينية في حصار خيار المقاومة أمنيًّا ومجتمعيًّا، لكنها في نهاية المطاف لم تنجح في منعها، وكان "الكارلو" السلاح الذي أذل عنفوان الاحتلال وجنوده.

وأعلن الاحتلال في حينه حربا ضروسا ضد المخارط الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وما كانت سوى إعلان حرب على التصنيع اليدوي الفلسطيني لرشاش "الكارلو" المُصنع يدوياً في الضفة المحتلة، ويرى الفلسطينيون في الكارلو استمرارا لانتفاضة القدس.

سلاح الفقراء الكارلو سلاح يدوي بدائي الصنع، أطلق عليه خلال الانتفاضة الأولى "سلاح الفقراء" نظراً لانخفاض سعره، وبات رمزاً من رموز المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي خاصة خلال انتفاضة القدس.

طوّر الفلسطينيون نسختهم الخاصة " الكارلو" عن بندقية كارل جوستاف السويدي الأصل، واستخدموه في الانتفاضتين الأولى 1987 والثانية عام 2000 ولكنه لم يكن واسع الانتشار كما حدث خلال انتفاضة القدس، حيث استخدم في مقاومة الإسرائيليين في عمليات فردية وأخرى مزدوجة.

برز سلاح "الكارلو" بشكل واضح في عمليات إطلاق النار التي كان أبرزها للشهيد عماد عقل، ففي الرابع من مايو/آيار 1992 استخدم عقل بندقية كارلو غوستاف ضد قائد قوات الاحتلال في قطاع غزة الجنرال يوسيف آفنيبغد.

كما استخدم " الكارلو" في عمليات فلسطينية نوعية عدة منها تلك التي ضربت مركزا تجاريا قرب وزارة الدفاع الإسرائيلية وسط "تل أبيب" مساء 8 يونيو/حزيران 2016، وخلفت مقتل 4 إسرائيليين وإصابة 6 بجروح، ونفذها الشابان محمد وخالد مخامرة من بلدة يطا في قضاء الخليل.

واستخدم أيضا في عملية أخرى في فبراير/شباط 2016 من قبل ثلاثة شباب في باب العمود بالقدس، وأسفر عن مقتل مجندة وإصابة عدد من الجنود، إضافة إلى عملية أخرى في الشهر نفسه بمدينة القبيبة قرب من القدس.

واليوم وبعد 6 سنوات من الحرب على الكارلو، أعاد الشهيد محمود كميل سلاح الكارلو إلى الواجهة من جديد، وبعد أسابيع من عودة السلطة للتنسيق الأمني مع الاحتلال، والذي رأى مراقبون أنه لم يتوقف يوما.

واليوم يعود الكارلو من قلب "قباطية" الشهداء والمقاومة إلى أبواب الأقصى، فهل ستكون بداية لموجة جديدة من الغضب ثأرا للأقصى والمقدسات!