Menu
10:47"باب الخليل".. من بوابة فتح القدس إلى مجمع سياحي تهويدي
10:45الاحتلال اعتقل 1300 مواطن وأصاب 15 طفلًا بالعيسوية منذ منتصف 2019
10:43الأمم المتحدة تُعيّن النرويجي تور وينسلاند خلفًا لميلادينوف
10:42الاحتلال يعتقل 6 شبان من نابلس وسلفيت
10:4010 وفيات و935 إصابة بكورونا في غزة خلال 24 ساعة
10:38خياران أمام حماس إذا وصلت الأمور لحد فقدان السيطرة
10:36الصحة: فلسطين أصبحت ضمن الكارثة الصحية بعد ازدياد إصابات كورونا
10:33أول تعليق من حماس على العقوبات الأمريكية على تركيا
10:32ارتفاع عدد الوفيات والإصابات في "إسرائيل" جرّاء كورونا
10:29إصابة أسير بفيروس كورونا
10:28مشروع قانون في البرلمان التونسي لتجريم التطبيع مع "إسرائيل"
10:27ليبرمان يقترح تشكيل تحالف سياسي لإسقاط نتنياهو
10:26أكبر شحنة لقاحات لفيروس كورونا تصل "إسرائيل" اليوم
10:23صورة: 40 برلمانيا أوروبيا يوقعون عريضة تطالب بمنع دخول بضائع المستوطنات
10:21استطلاع: ثلثا الفلسطينيين يطالبون باستقالة عباس

"باب الخليل".. من بوابة فتح القدس إلى مجمع سياحي تهويدي

لم يدّخر الاحتلال الإسرائيلي منذ احتلاله مدينة القدس عام 1967، جهدًا في حربه واستهدافه الممنهج لأهم أبواب سور المدينة وأعرقها تاريخيًا وسياحيًا، في محاولة لتهويده وطمس معالمه وهويته الإسلامية تمهيدًا لتحويله إلى مجمع سياحي تلمودي.

وباب الخليل ثاني أكبر الأبواب وأجملها في سور القدس بعد باب العامود، ويقع في الحائط الغربي للبلدة القديمة، وعُرف في العصر الإسلامي المبكر باسم باب محراب داود، وباب داود في فترة الفرنجة، واليوم يعرف بباب الخليل أو باب يافا.

بُني الباب من حجارة مماثلة لأبواب البلدة القديمة، تتميز بحجمها الضخم ولونها المشابه للون الرمال، يبلغ ارتفاع المدخل 6 أمتار، ويرتفع السور ستة أمتار أخرى، يتكون من فتحة مدخل يعلوها عقد حجري مدبب، فيما يحتضن صدر العقد نقشًا كتابيًا تذكاريًا كتب عليه اسم السلطان العثماني سليمان القانوني الذي بنى هذا الباب.

ويشكل المدخل الرئيس للمدينة وتاريخها العريق، ويطلق عليه باب الفتوحات الإسلامية أو "الغزاة"، حيث دخل منه الخليفة عمر بن الخطاب حين فتح القدس.

وهو الأكثر استعمالًا من المشاة والسيارات، وتم توسعة ساحة ميدان عمر بن الخطاب، التي تعد من أشهر الميادين في البلدة القديمة، أمامه ليرتبط مع منطقة التسوق خارج باب الخليل.

وفي تسعينيات القرن الماضي، بدأ الاحتلال بشق شارع جديد قرب الباب، وكشفت حفرياته أسفل الباب عن آثار بيزنطية، وفي عام 2007 أقام الاحتلال سوقا تجاريًا ضخمًا من باب الخليل حتى مقبرة مأمن الله الإسلامية غربي القدس.

واستكمالًا لسياسة الاحتلال في استهداف معالم القدس وهويتها الإسلامية، تعترم بلدية الاحتلال تنفيذ مشروع استيطاني سياحي جديد وصف بأنه "عملية تجميل كبيرة"، لأحد أهم الوجهات السياحية بالمدينة، متمثلة في باب الخليل.

استهداف مستمر

الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول إن بلدية الاحتلال تستهدف منذ سنوات طويلة باب الخليل بشكل كبير وخطير، وتعمل على تغيير معالمه وطابعه العربي الإسلامي، عبر عدة مشاريع تهويدية لا تزال في طور التجهيز والتنفيذ.

ويوضح أن الاحتلال أنشا سابقًا مسارات جديدة تُوصل بين باب الخليل وحارة الشرف وحائط البراق بهدف جذب السياح والمتطرفين لأجل الاستماع إلى روايات مضللة من أدلاء ومرشدين يهود عن تاريخ المدينة ومعالمها الإسلامية والمسيحية.

وكثيرًا ما كانت تشهد فترة الأعياد والمناسبات اليهودية عرض رسومات مضيئة على سور الباب ومحيطه، تروي روايات ملفقة ومزورة حول القدس وتاريخها وحضارتها.

ويشير إلى أن بلدية الاحتلال تعتزم اليوم تنفيذ مشروع سياحي ضخم في المنطقة، إذ أنهت لجان التخطيط عملها ووضعت الخرائط والأمور اللوجستية، وبدأت بتهيئة المكان ووضع المعدات والجرافات لأجل تنفيذ هذا المشروع خلال العام 2021.

ويتضمن المشروع إقامة ساحات وأسواق ومجمعات تجارية وسياحية، ومتحف تحت الأرض، لوصول السياح الأجانب واليهود إلى باب الخليل من خلال عدة ساحات قريبة.

ووفق أبو دياب، فإن حكومة الاحتلال رصدت ميزانية بقيمة 40 مليون شيكل، لتنفيذ أكبر عملية تغيير معالم ضخمة في المنطقة.

وكان الاحتلال استولى على عشرات المحلات التجارية بالمنطقة، لأجل إقامة مجمع تجاري يهودي، بالإضافة للكثير من العقارات المقدسية.

وفي عام 2018، وضع الاحتلال مخططًا لإقامة قطار تحت الأرض، يبدأ من الساحل الفلسطيني حتى قرية لفتا المهجرة غربي القدس وصولًا إلى داخل البلدة القديمة وحائط البراق، لكنه لم ينفذ حتى الآن، بحسب أبو دياب

ويبين أن ما تسمى "شركة تطوير شرقي القدس" تُشرف على تنفيذ المشروع الاستيطاني الجديد في باب الخليل، كما غيرها من المشاريع التي تستهدف تهويد المدينة.

تغيير المعالم

ومن شأن هذا المشروع، تغيير كافة المعالم الحضارية والتاريخية للمنطقة على وجه الأرض وتشويهها تمامًا، وخاصة ميدان عمر بن الخطاب، وإيجاد ساحات لجذب المزيد من الإسرائيليين والسياح وإبعادهم عن أبواب وأسواق البلدية القديمة، وإيجاد أسواق بديلة مستحدثة، ومنعهم من التعامل مع التجار العرب.

ويؤكد أبو دياب أن المشروع الجديد يعتبر جزءًا من سياسة تهويد القدس وتاريخها بالكامل، وتضييق الخناق على المقدسيين، وخنق اقتصادهم.

ويوميًا تشهد منطقة باب الخليل تواجدًا لآلاف السياح الأجانب واليهود المتطرفين، رغم انتشار فيروس "كورونا" في القدس، باعتبارها أهم مناطق الجذب السياحي في المدينة.

أما أستاذ العمارة الهندسية في جامعة بيرزيت جمال عمرو، فيقول إن الاحتلال بدأ بتنفيذ عملية تهويد واسعة النطاق بالقدس، تجري على قدم وساق لأجل حسم قضية المدينة نهائيًا، مستغلًا هرولة بعض الدول العربية نحو التطبيع.

ويضيف أن الاحتلال يعمل على تهويد باب الخليل عبر مشاريعه الاستيطانية والسياحية، كونه يحتل أهمية تاريخية ومعمارية كبيرة، وقيل عنه تاريخيًا أن "كل من غزا وفتح القدس دخل من هذا الباب".

ويبين عمرو أن الهدف من المشروع الاستيطاني الجديد إقامة المزيد من المجمعات السياحية والتجارية والشقق السكنية بالمكان، حتى يكون مزارًا سياحيًا لآلاف السياح واليهود.