تحدث الأمين الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى عبر فصلين في كتابه الجديد للقضية الفلسطينية، وظروف ولادة مبادرة السلام العربية في قمة بيروت 2002.
وتحدث موسى في كتابه عن تطورات القضية الفلسطينية، والانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس أو الضفة على القضية الفلسطينية، ومؤتمر أنابوليس للسلام، ثم الانقسام العربي العمودي في ظل العدوان على غزة عام 2009، وموقف إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما من القضية.
وأشار إلى التعنت الإسرائيلي الذي كان مستمرا بل متصاعدا، وكذلك الجمود الذي يشل "عملية السلام"، متمثلا بإدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، والتي لم تقدم إدارته أي مبادرة سياسية لمعالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث ظلت نظرتها إلى الانتفاضة الفلسطينية على أنها "حالة عنف"، تعالج بإجراءات أمنية فقط.
وأشار في كتابه إلى مقالة الصحفي الأمريكي توماس فريدمان، بصحيفة "نيويورك تايمز" ومخاطبة بوش للحكام العرب، ومن ثم لقاء الصحفي الأمريكي بالأمير عبد الله ولي العهد السعودي آنذاك، وما تمخض عن اللقاء من إعلان مبادرة السلام التي عرفت بعد مصادقة الدول العربية عليها بـ"المبادرة العربية للسلام".
وأضاف أن "الأمير عبد الله وضع تجربة السادات مع السوريين نصب عينيه، فقرر عدم التشاور أو التنسيق معهم قبل صياغة المبادرة مخافة أن يطلقوا النار عليها قبل الإعلان عنها. لم يعلن السوريون غضبهم من ذلك صراحة، لكن مجهودهم الرئيسي في نقد المبادرة خلال اتصالاتهم انصب على عبارة "التطبيع الكامل"، التى وردت فيها، كرد من العرب على إنسحاب "إسرائيل" إلى حدود الرابع من يونيو 1967".
وقال: "الحقيقة أن موقف سوريا أضاف إلى المبادرة ولم يضعفها، ولست أرى أن سوريا كانت معارضة لفكرة المبادرة في ذاتها، كما أؤكد أنها كانت حريصة على عدم الصدام مع السعودية بهذا الشأن".
وبين موسى رد الفعل الإسرائيلي والأمريكي على المبادرة وكيفية تطبيقها، إلى جانب التحفظ على بعض الفقرات الواردة فيها.