Menu
13:45"التعليم العالي" توقع اتفاقية لتمويل صندوق إقراض الطلبة بـ 300 ألف دينار
13:44نتنياهو يعد العدة لخوض انتخابات جديدة
13:39حماس تعنى الزعيم السوداني الإمام الصادق المهدي
13:35هيئة الأسرى: فصل الشتاء معاناة تتجدد وتشتد على الأسرى
13:32الصحة: 18 وفاة و1906 إصابات جديدة بكورونا
13:30الإعداد لمخطط عربي يعترف بسيادة الاحتلال على الأقصى
13:20الأورومتوسطي: آلاف من طالبي اللجوء محتجزون بجزر الكناري
13:18كورونا.. أكثر من 60 مليون مصاب عالميا ودول تسجل أرقاما قياسية
13:15"أونكتاد" يتحدث عن خسائر غزة جرّاء حصار الاحتلال
13:14لماذا طلبت البحرين من نتنياهو تأجيل زيارته لها؟
13:11وزير الصحة إلاسرائيلي: خلال خمسة أشهر ستصلنا ​​كميات كبيرة من لقاحات كورونا
13:07وفاة زعيم حزب الأمة السوداني الصادق المهدي متأثرا بإصابته بكورونا
12:59الأحرار: استمرار الاحتلال بمنع إدخال مستلزمات "كورونا" لغزة لن يولد إلا الانفجار
12:57الجهاد تُهنئ المحرر الأخرس بالحرية والانتصار
12:56الشيخ: الصدق والواقعيه هي اقرب شيء الى عقول الناس دون استخفاف او تبسيط او مراوغات بشعارات كذابه

هذه نصيحتي للرئيس عباس : المقاومة القوية للاحتلال هي شرط ضروري حتى للذين يريدون علاقة مع بايدن

بقلم /بسام ابو شريف

تقول التجربة الملموسة : ان القيادة الرسمية الفلسطينية لن تخرج عن اطار تفكيرها وممارساتها السياسية والمالية والأخلاقية السابقة ، وتؤكد التجربة ” العسل المر ” ، مع السلطة انها حتى وان قالت لاتستطيع أن تتخذ المواقف السليمة الا لفظيا ، فقد فقدت هذه القيادة كافة مقومت ترجمة أي موقف متصادم مع الاحتلال لأنها ألقت بسلاحها ، وهدرت عوامل القوة التي كانت تمتلكها ، لا بل حطمت العوامل الكامنة التي يمكن تحت نفس الظروف انهاضها لتنهض الجماهير مستعيضة عما فقدته من عناصر القوة ، التي كانت متوفرة خلال ممارسة المقاومة المسلحة للاحتلال ، لذبلك لم نستغرب لجوء السلطة الى قرار اعادة العلاقة مع الاحتلال ، وهذا يعني الخضوع للاحتلال تحت عنوان التنسيق ، ولا نبالغ نحن بذلك بل نقول الأقل لنستدل .

وللتدليل نقول : بدون هذا لايستطيع الرئيس محمود عباس ” مثلا ” ، أن يغادر فلسطين الى أي مكان طالما أن قراره لايعني شن المقاومة الشعبية ، التي ستزوده بقوة لايملكها الآن لفرض حرية التنقل له ولغيره ، وبدون ذلك لايستطيع الرئيس محمود عباس أن يحصل على الضرائب المجموعة والجمارك لأن ما وقعه ابو علاء في باريس ، هو ” تسليم رقابنا للعدو المحتل ” ، وهلم جرا .

ولا يختلف تفكير وتصرف السلطة بعد لقاء الأمناء العامين ، والتوجهات التي أقرتها قمة التنظيمات ، فالسلطة وأعني هنا تحديدا الرئيس محمود عباس – يتخبط في ” مكانك راوح انتظارا لغودو ” ، وهو يعيش بسبب تراكم العجز نتيجة التخلي عن سلاح المقاومة ، والمقاومة الشعبية حالة من الانفصام ، وهو من ناحية يؤكد تمسكه بالثوابت الاستراتيجية ، والتزامه برفض صفقة القرن ، والتصدي لها ، وايمانه المطلق بحقوق الشعب الفلسطيني .

ومن ناحية اخرى يجد نفسه منساقا دون حول نحو أحضان الادارة الاميركية ، والسبب واضح وجلي ، ولا يحتاج الى عمليات جراحية – السبب هو العجز عن المواجهة – والعجز هنا نابع عما فعلته السلطة على مدى عشر سنوات ، فقد أضعفت نفسها الى حد الاذلال بضربها ومنعها أي نشاط مقاوم ضد الاحتلال ، والمبرر هو أن شارون كان قد وعد باتمام الانسحابات من الضفة ان قامت السلطة بدفن ” الارهاب ” ، كليا ، وهذا ما يفسر مقابلات ابو مازن التلفزيونية التي قال فيها : ” اننا نفتش الحقائب المدرسية لأطفال المدارس لمنع حمل السكاكين ” .

ابو مازن ، كان يريد أن يقول لاسرائيل ” منعنا ” الارهاب ” ، أي المقاومة وعليكم أن تنسحبوا حسبما وعدتم ، لكن الواقع الذي لمسه الجميع ، ورآه الجميع ، ودفع ثمنه الشعب الفلسطيني ، هو أن هذا ” العدو الخبيث والكاذب – خدع ابو مازن ” ، أو فرض عليه بسبب اضعافه لنفسه ( أي السلطة ) ، بمنعه المقاومة ، وملاحقة أجهزة الأمن للناشطين ، واعتقال الوطنيين المحتجين أشعل بشكل غير مسبوق عملية مصادرة الأراضي ، والتوسع الاستيطاني  ففي زمن ابو مازن – منذ اغتيال ابو عمار – قامت اسرائيل بالتوسع الاستيطاني 85 % من مجمل الاستيطان !!

أي أنه بدلا مما وعد به شارون الرئيس محمود عباس من انسحابات جرى توسع استيطاني خطير ، ومصادرة عشرات الآلاف من الدونمات ، وكرست لدى العدو قرار اعنقال 15 – 25 فلسطيني ( طفل أو فتاة أو رجل أو امرأة ) ، كل يوم وتم هذا على مدى عشرسنوات مما يعني أن ما تنشره هيئات رعاية الأسرى ، هو مجمل من يبقى في السجون تحت ظلم الأحكام الجائرة ، أو تحت بند الاعتقال الاداري انما حجم الاعتقالات على مدى عشر سنوات يشير الى أن الشعب الفلسطيني بأسره قد اعتقل ، وأفرج عنه خلال هذه الفترة ، فاذا كانت قوات الاحتلال قد اعتقلت خلال عشر سنوات مئتين وخمسين الفا من الفلسطينيين ، وأفرجت عن مئتين واربعين الفا منهم بعد اهانة وضرب وتحقيق لبضعة أيام ، فانه يعني التالي : –

كل معتقل لديه عائلة من خمسة أفراد كمعدل ، وربما أكثر ” في المخيمات والقرى ” ، فهذا يعني أن اعتقال ثلاثمئة الف فلسطيني خلال عشر سنوات يعني اعتقال عائلاتهم ، وهذا يعني مليون ونصف مليون فلسطيني ، هذه هي سياسة ابقاء بسطار جندي الاحتلال فوق رقاب المواطنين ، وما هو أكثر من هذا لاضعاف روح المقاومة – ربما أن هذه الاعتقالات تمت بالتنسيق مع السلطة …. وكيف لاتتحول السلطة الى حالة هزيلة وضعيفة في ظل خطوات كهذه ، هي بمجملها اضعاف لنفسها في وجه العدو .

لقد أصبح مبرر السلطة بالوجود هو قرار العدو ، فهو يريد من ينوب عنه بضرب القوى المقاومة ، وبحماية اسرائيل منهم ، وهذا ما تقوم به السلطة ، وعندما أيقنت السلطة أن نهجها أدى الى صفقة القرن … أي شطب القضية الفلسطينية ، وشطب اسم فلسطين في وزارة الخارجية الاميركية – التي كانت تراهن طوال الوقت عليها – ( وهذا يعبر عن كمية من الجهل والسذاجة والخضوع ) ، رفضت الصفقة …. ( حلاوة الروح ) ، هذا تعبير شعبي عن رفض السلطة لصفقة القرن ، فقد تصرفت كالديك المذبوح الذي ينتفض حتى بعد أن تقطع رقبته على يد الجزار، لكن حلاوة الروح لم تعن ، ولا تعني أن السلطة تخلت عن نهجها ، وأنها قررت أن تقاوم ، فهي أعجز عن ذلك ، وتحول هذا العجز الى نوع من فلسفة الموقف الذي ينادي بالنضال الدبلوماسي فقط ، وهذا أيضا موقف ساذج لكنه واقعيا نابع من عجز السلطة لأنها أضعفت نفسها الى الحد الذي لايمكنها حتى بالامساك بقشة النجاة من الغرق .

العودة للعلاقة مع اسرائيل ، كانت الطريق الوحيد للقول لبايدن ان السلطة مازات موجودة وزيادة حدة الخلاف مع حماس ، هي وسيلة اخرى لطرق باب بايدن ، وتسريب مقصود عبر جبريل الرجوب بأن الخلاف المستعصي ، هو مسألة السلاح من يحكم السلاح ، ومن يتخذ قرار الحرب والسلام ، هل هو محمود عباس أم أعضاء الشركة التي ستتقاسم الدولة غير الموجودة ؟!

وتسريب ” نقطة الخلاف الكبيرة ” ، أي مسألة السلاح هي أيضا رسالة اعتماد للرئيس الاميركي الجديد بايدن ، لماذا تتخذ السلطة هذا الموقف …. يعني لماذا يتخذ الرئيس محمود عباس هذا الموقف ؟

والجواب على هذا السؤال سهل ، فالرئيس محمود عباس لا يؤمن بأن الكفاح المسلح هو طريق تحرير أرضنا من الاحتلال ، وان العمل السياسي والدبلوماسي والتحرك الشعبي “الأنيق ” ، هو طريق ازالة الاحتلال ، وهذا الايمان لدى الرئيس محمود عباس ، وهذه القناعة أدت الى نتيجة شبيهة بما حصل ” حسب النكتة القديمة ” ، للأرمني الذي ذهب الى المطهر لكنه نسي الكلمة العربية الطهور – واستخدم كلمة يخصي – النتيجة لهذا الموقف أن شعلة المقاومة أخمد نفسها استنادا لمراهنة سياسية على جهة هي عدوة ، وعلى الأقل منحازة تماما للعدو ، وهنا تترابط الأمور : –

سلطة ضعيفة ، وعاجزة أصبح مبرر وجودها التنسيق مع اسرائيل ، ولعب دور حامي اسرائيل والاحتلال من المقاومة الشعبية …. اعادة العلاقة مع اسرائيل ، وخلق خلافات حول تطبيق اتفاق الأمناء العامين أصبحت رسائل اعتماد يحاول الرئيس محمود عباس ايصالها للرئيس بايدن ، وستبرز عقبات في وجه توجه ابو مازن نحو علاقة جديدة مع بايدن ، وأول عقبة هي ممن يحيط بالرئيس من رؤساء أجهزة عملوا باخلاص مع ترامب ومديرة مخابراته ، فولاء هؤلاء لترامب حتى ، وان خرج من البيت الأبيض لأن لترامب قادة اسرائيليين يدينون بالولاء .

مرة اخرى سيعود الرهان على أن تحصل السلطة على شيء من ادارة بايدن ، ولايعني كلامنا أنه لن يكون هنالك فارق بين صفقة القرن التي فرخها ترامب ، وبين نهج اوباما في الشرق الأوسط ( المتوقع أن يتبناه بايدن ) ، لكن ما لم تحققه ادارات  متعاقبة لن يتحقق على يد هذه الادارة ، والسبب هو أنها ادارة منحازة لاسرائيل ، وعوامل الضغط في الآخر هي لصالح اسرائيل الكبرى ، وليس لقرارات الأمم المتحدة.

ان أي تفكير كتفكير الرئيس محمود عباس لايمكن أن يأتي بأي ثمار للشعب الفلسطيني الا اذا حصلت المعجزة ، وفهم الرئيس محمود عباس أنه اذا أراد أن يحصل للشعب الفلسطيني مكسبا من هذه الادارة ، أو أي ادارة عليه أن يركز كل الجهد ليصبح قويا ، والقوة لا تأتي الا بالمقاومة ، والمقاومة الشعبية بكافة أشكالها ، وأمامه مثل الانتفاضة الاولى حيا ، وليسجل الرئيس محمود عباس قاعدة ذهبية جدلية ومنطقية ( ان أمامه دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية مطلب لن يعدل ميزان القوى لأن اقامة الدولة تحتاج الى قوة موازية للقوة التي تستطيع أن تهزم اسرائيل ) ، اسرائيل بكل أطيافها وأحزابها ترفض فكرة اقامة دولة فلسطينية.

وأكد لي هذا شمعون بيرس قبل أن يصبح رئيس دولة – ونقلت رسالة للأخ الشهيد ياسر عرفات الذي اكتشف بالتجربة خداع العدو ، وكون اوسلو كمينا لمنظمة التحرير ، وتحويلها الى هيئة للكناسة والحراسة ( ونهب أموال الشعب في حال فساد من يحكم ) .

ان أراد الرئيس محمود عباس أن تعيد واشنطن له الاعتبار ، وأن تتحرك حسب أسس مؤتمر مدريد عليه أن يكون قويا – ولا قوة للسلطة دون مقاومة الاحتلال ، وبهذا الشكل المنطقي تصبح المقاومة النشطة للاحتلال والاستيطان طريقا حتى للذين لا يؤمنون بالكفاح الشعبي .

ان أراد الرئيس محمود عباس أن يفتح بايدن أبواب البيت الأبيض له عليه أن يقود مقاومة طاحنة لمدة عام كامل – انتفاضة شعبية حتى يصل الى مسمع البيت الأبيض أن هنالك شعب فلسطيني مازال موجودا ، ولم ” يخصى ” ، كما خطط لذلك نتنياهو ، وترامب ، وعملائهما في السلطة