Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح

الرسائل الإسرائيلية واستحالة التسوية السياسية

أرض كنعان/ بيروت/ أهمّية الموقف الأميركي أنّه يضع حدّاً لكلّ المناخات التي يعمل محور الممانعة منذ حوالي الشهر تقريباً على تعميمها من أنّ المجتمع الدولي تراجع عن مطلب إسقاط النظام السوري، وأن لا حلّ بمعزل عن هذا النظام الذي استعاد توازنه وحضوره.

والهدف من وراء نشر هذا المناخ محاولة ضرب معنويات الثوّار في اللحظة التي يشنّ فيها محور الممانعة هجمة غير مسبوقة على مواقع المعارضة في محاولة لتحقيق إنجازات على الأرض تسبق لقاء القمّة بين الرئيسين الأميركي والروسي، هذا اللقاء الذي بدأ الحديث عنه قبل أكثر من شهرين على انعقاده وكأنّه "سيشيل الزير من البير"، وأنّه محطة حاسمة على مستوى الأزمة السورية، فيما اللقاء سيكون أكثر من عادي، وما قبله لن يختلف عمّا بعده، ومجرّد رقم إضافي على القمم بين الجانبين، والأيام ستثبت ذلك، والدليل لقاء كيري-لافروف.

ويندرج رهان محور الممانعة على لقاء أوباما-بوتين في سياق إيهام هذا المحور نفسه بأنّه سيشكّل محطة على طريق إنهاء النزاع الذي لم يعد يقوى على الاستمرار فيه، لأنّ الوقت لا يلعب إطلاقاً لصالحه، ما جعله أشبه بالغريق الذي "يتعلق بحبال الهوا"، خصوصاً أنّه لو "بدّها تشتّي كانت غيّمت"، وبالتالي ما استحال منذ اندلاع الثورة لم يعد ممكناً لا اليوم ولا غداً، وكلّ المؤشرات تثبت أنّ الحسم غير وارد وأنّ الصراع سيبقى مفتوحاً إلى حين تقرّر واشنطن تزويد المعارضة بالسلاح الذي يمكّنها من قلب الطاولة نهائيّا.

ويبدو أنّ ما لم تتنبّه إليه موسكو أو غيرها أنّه لا يوجد أيّ شخصية في المعارضة السورية من وزن أنور السادات أو ياسر عرفات باستطاعتها، حتى لو أرادت، مدّ اليد إلى النظام من أجل تسوية سياسية، هذه المعارضة التي قد تجد نفسها أقرب إلى عقد اتّفاقية سلام مع إسرائيل ومصافحة بنيامين نتنياهو على مصافحة بشّار الأسد، الأمر الذي يرجّح إبقاء الصراع مفتوحاً حتى يتمكّن أحد الطرفين من الحسم، وكلّ كلام آخر هو للاستهلاك السياسي-الإعلامي الذي يستند إلى إنجازات ميدانية وهميّة في عمليات كرّ وفرّ لا تنتهي.

وجاءت الضربة الإسرائيلية لتزيد من إحراج محور الممانعة، كون عدم ردّه يعني سقوط كلّ نظرية ما يسمّى بتوازن الرعب، خصوصاً أنّ الهجوم استهدف الثلاثي إيران (تدمير السلاح الإيراني) وسوريا (قصف قلب العاصمة السورية) و"حزب الله" (قطع طريق التسلّح على الحزب) في الوقت نفسه، علماً أنّ الرسائل الإسرائيلية من وراء الضربة تكمن في الآتي:

أوّلاً، التذكير بالخطوط الحمر الممنوع تجاوزها، هذه الخطوط التي عمل النظام السوري نفسه على مدى خمسة عقود بالمحافظة عليها في دمشق وبيروت.

ثانياً، رسالة واضحة إلى طهران بأنّ بلوغها النووي سيعرّضها لهجوم مماثل وفقاً للقاعدة نفسها: ممنوع تجاوز الخطوط الحمر في السلاح النوعي لـ"حزب الله"، وفي الكيماوي السوري، وفي النووي الايراني.

ثالثاً، عدم الرهان على أيّ تمايز أميركي-إسرائيلي في القضايا الاستراتيجية والمصيرية بالنسبة لتل أبيب، حيث أثبتت الضربة الأخيرة أنّ الولايات المتحدة على استعداد لإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل من أجل تدمير المفاعل النووي الإيراني متى رأت ذلك مناسباً، أو أنّ الخطر بات داهماً.

رابعاً، توجيه رسالة إلى محور الممانعة مفادُها أنّ أيّ محاولة لخربطة المساعي السلمية لن تكون نتيجتها أقلّ من إسقاط النظام السوري، هذه المساعي المتصلة بمحاولة واشنطن تحقيق تسوية فلسطينية-إسرائيلة على أساس المبادرة القطرية للسلام التي ترتكز على المبادرة العربية، مع فارق إدخال مسألة تبادل الأراضي بين الجانبين بغية إعادة تحريك هذه المبادرة وإنعاشها، لأنّ من الأهداف الأميركية في هذه المرحلة إحياء هذا المسار في ظلّ ظروف موضوعية مؤاتية للغاية بين إسرائيل وتركيا، وبين الأخيرة والأكراد، فضلاً عن وضع داخليّ فلسطيني وحاجة أميركية لتحقيق اختراق في أبرز وأقدم ملفّ صراعيّ في المنطقة، والأهمّ كون الطرف الذي يعمل دوماً على نسف المحاولات السلمية منشغلاً بالمعركة السورية التي تحوّلت بالنسبة إليه إلى وجودية، وهو يحاذر أو بالأحرى لا يملك ترفَ فتح جبهة إضافية من وزن المواجهة مع إسرائيل.

والدليل كلام السيّد حسن نصرالله الذي أحبط جمهور الحزب بعدما كان ينتظر منه إعلان "الحرب الشاملة"، هذه الحرب التي استعاض عنها بجرعة معنويات من قبيل استعداده لاستلام "أيّ سلاح نوعيّ"، وتقديمه "الدعم المعنوي والمادي لتحرير الجولان".