يعاني سكان وتجار البلدة القديمة بالقدس المحتلة من ممارسات المستوطنين واستفزازاتهم ونصب الغرف الخشبية في الأسواق والطرق والأزقة، تزامنا مع عيد العرش اليهودي.
ويستغل المستوطنون الأعياد اليهودية للتضييق على سكان وتجار البلدة القديمة، وزيادة وتيرة اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال.
وتشهد أحياء البلدة القديمة طيلة ما يسمى عيد العرش اليهودي حالة من الاحتكاك اليومي والاستفزاز بين السكان والتجار والمستوطنين، تزامنا مع الاغلاق الشامل المتواصل منذ نحو 20 يومًا.
وينصب المستوطنون الغرف الخشبية يوميًا قبل وبعد عيدهم الذي يستمر أسبوعًا، حيث تنتشر في طرقات وأزقة البلدة المقدسية.
وتزامن الاغلاق الشامل الذي فرضته حكومة الاحتلال مع الأعياد اليهودية، ما أدى إلى استغلال المستوطنين الأمر ليصولوا ويجولوا في أزقة وحارات البلدة ومحيط الأقصى، وخاصة بعد اغلاق الاحتلال المحلات التجارية بذريعة الاجراءات الوقائية للحد من انتشار كورونا.
من جهته، يؤكد عضو لجنة تجار القدس حبيب حروب " أرض كنعان " أن الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال حول البلدة القديمة وعدم السماح لغير سكانها من دخولها بحجة الاجراءات الوقائية للحد من انتشار كورونا، أدى إلى تفريغها من المواطنين والتجار، وتدمير الاقتصاد الفلسطيني بالبلدة.
ولفت إلى أن الاحتلال يتصرف بعنصرية واضحة، ففي الوقت الذي يمنع المقدسيين والتجار من الوصول للبلدة القديمة، يسمح لآلاف اليهود من دخولها، دون مراعاة لأي اجراءات وقائية، كما يسمح لتجار غربي القدس بفتح محالهم التجارية دون أي شروط أو مخالفات.
وقال إن الاحتلال يستهدف تجار القدس من ناحية فرض الإغلاق الشامل ومنع معظم المحلات من فتح أبوابها من جهة، وفرض المخالفات بحق السكان والتجار بآلاف الشواكل من جهة أخرى.
وبين أن المستوطنين استغلوا إغلاق المحال التجارية لنصب أكثر من 10 غرف خشبية لأداء طقوسهم التلمودية في سوق الدباغة بالبلدة القديمة بالقدس، احتفالا بعيد العرش اليهودي.
استغلال الاغلاق
إيهاب زغير من سكان شارع الواد في البلدة القديمة يقول إن المستوطنين استغلوا إغلاق بوابات البلدة والمحلات التجارية للتجول بحرية في الشوارع والأحياء، بينما يحملون سعف النخيل ويؤدون طقوسهم التلمودية عند مداخل بوابات المسجد المبارك.
وقال زغير إن المستوطنين نصبوا غرفًا خشبية في سوق الدباغة وحي القرمي وعقبة الخالدية وغيرها، مما أدى إلى إغلاق الطرق والسوق أمام المارة.
وبين أن قوات الاحتلال تسمح للمستوطنين باقتحام ساحات المسجد الأقصى، بينما تحرر مخالفة للمقدسي القادم من حي رأس العامود بسلوان -أقرب الأحياء للأقصى-بحجة أنه ابتعد عن منزله أكثر من 1000 متر.
معاناة سنوية
ويعاني التاجر سامي سلهب في كل عام من ممارسات المستوطنين بعيد العرش اليهودي، حيث يقومون بنصب خيمة أو غرفة خشبية قبل بدء العيد وبعده بثلاثة أيام، فوق محله في سوق الخواجات بالبلدة القديمة بالقدس.
ويتوجه سلهب إلى شرطة الاحتلال لتقديم شكوى ضد المستوطنين في كل عام، ويطالبهم بازالة الغرفة من فوق محله، ولكنها لا تكترث أو تحرك ساكن.
ويوضح أن مستوطني "مستوطنة غليتسيا" يعتدون على العائلات القاطنة خلال عيد العرش في حي القرمي بالبلدة القديمة بالقدس، بينها أحياء صب لبن والرجبي وشويكي وإدريس، ويغلقون الطريق أمامهم لدى خروجهم أو دخولهم لمنازلهم، ويواجهون صعوبة بالوصول لبيوتهم طيلة وجود تلك الغرف الخشبية.
من جانبها، أوضحت إحدى سكان البلدة القديمة بالقدس عايدة صيداوي أن المستوطنين أغلقوا الطرق في عقبتي السرايا والخالدية بالغرف الخشبية التي نصبوها فوق الطرق المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة وعربات المسنين والمرضى، دون اكتراث لوضع السكان والتضييق على حياتهم اليومية.
ولفتت إلى أن المستوطنين يحملون أغصان النخيل في عيد العرش ويتحرشون بالسكان لدى مرورهم بالشوارع والحواري والأزقة، ويؤدون طقوسهم التلمودية بصوت مرتفع، ما يشكل ازعاجًا للسكان.
وأشارت إلى أن المستوطنين يقتحموا بوابات الأقصى في العيد، رغم وجود الحواجز الحديدية والشرطة الإسرائيلية، بينما إذا اقترب أي مقدسي من الحواجز أو البوابات يتعرض للتوقيف والتفتيش والتدقيق في هويته، وبالتالي منعه من دخول المسجد.