Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح

” اللوبي ” الصهيوني والانتخابات الرئاسية والتشريعية الأمريكية

بقلم / د. كاظم ناصر

النظام السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية شديد التعقيد قائم على أساس التحالفات وتقاطع المصالح، ويـتأثر سلبا وايجابا بالتطورات المحلية والدولية، وبجهود النخب السياسية والصناعية والثقافية التي تشكل ما يسمى بمجموعات الضغط ” اللوبيات Lobbies ” العاملة في الداخل الأمريكي، حيث تنتشر مكاتبها بأعداد كبيرة في العاصمة الفيدرالية واشنطن، وتعمل لترويج أفكار وطروحات في قطاعات السياسة والصناعة والزراعة والتجارة والثقافة هدفها الأساسي هو التأثير على صنّاع القرار وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي، والوزراء، وأعضاء الكونغرس بشقيه النواب والشيوخ، ووسائل الاعلام والإعلاميين، وكبار رجال الدين وقادة المجتمع المدني.
توجد في أمريكا 350 منظمة مرتبطة بالحركة الصهيونية أو موالية لها من بينها نحو 67 ” لوبي”، أي منظمة سياسية تعمل مباشرة لصالح الكيان الصهيوني من ضمنها “ لجنة الشؤون العامة الأمريكية”، اختصارا ” أيباك ” التي تعتبر الأكبر والأهم بين ” اللوبيات ” العاملة في الولايات المتحدة، وأكثرها تأثيرا في توجيه السياسة الأمريكية المؤيدة لإسرائيل، حيث يصل عدد المنتسبين إليها إلى 100000 يهودي أمريكي، وتقدر ميزانيتها السنوية بما يزيد عن 100 مليون دولار يقدمها لها متبرعون يهود، ويحضر مؤتمرها السنوي ما لا يقل عن 15000 شخصية صهيونية تمثل اليهود في ال 50 ولاية أمريكية، ويلقي فيه رئيس وزراء إسرائيل، والرئيس الأمريكي، أو نائبه، وبعض الوزراء، وأعضاء من الكونغرس، وشخصيات إعلامية ودينية وثقافية معروفة خطبا رنّانة يتبارون فيها بمدح دولة الاحتلال وتأييدهم ودعمهم لها.
” إيباك ” تلعب دورا مهما في توجيه السياسة الخارجية الأمريكية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والعالم العربي من خلال ما تقدمه من دعم لمرشحي الرئاسة والكونغرس وحكام الولايات .. معتمدة بذلك على الدعم الذي تتلقاه من أعضاء الجالية اليهودية .. التي تعتبر الأكثر ثراء في المجتمع الأمريكي، حيث يسيطر اليهود على 12% من الاقتصاد الأمريكي، وهم قوة انتخابية منظمة تشارك في الانتخابات الفدرالية والمحلية بنسبة تتجاوز 90%، ويدلون بأصواتهم حسب ما تمليه عليهم قياداتهم المحلية ومصالح إسرائيل، ولهم تأثيرهم الفعال في كلا الحزبين الجمهوري والديموقراطي، ولهم أيضا حضور إعلامي وعلمي وثقافي قوي، وتربطهم علاقات مميزة مع المسيحية الصهيونية خاصة الكنيسة الانجيلية، ويتبرعون بمئات الملايين لمرشحي الحزبين الجمهوري والديموقراطي للرئاسة والكونغرس لضمان دعمهم لإسرائيل في حالة قوزهم. فقد تبرعوا بما يزيد عن 100 مليون دولار لحملة ترامب الانتخابية عام 2016؛ فأحدهم الصهيوني شيلدون أديلسون، ملك كازينوهات القمار الذي تقدر ثروته ب 37 مليار دولار، تبرع لحملة ترامب السابقة ب 20 مليون دولار، وأعلن قبل أسبوعين عن تبرعه بمبلغ 50 مليون دولار لحملته الانتخابية الرئاسية الحالية، أي انه زاد تبرعه السابق ب 30 مليون دولار إكراما لترامب على انحيازه التام لإسرائيل.
” إيباك ” تتصدى أيضا لأي مرشح ينتقد إسرائيل حتى لو كان يهوديا؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر، دفعت أكثر من مليوني دولار لتشويه سمعة عضوة الكونغرس إلهان عمر ومنع إعادة انتخابها، وانتقدت برني ساندرز اليهودي التقدمي الذي خاض السباق للترشح لمنصب الرئيس عن الحزب الديموقراطي، وشنت ضده حملة شعواء ساهمت في انسحابه من السباق لأنه اتهمها بتضليل الشعب الأمريكي، ورفض حضور مؤتمرها الذي عقد هذا العام، وانتقد خلال حملته الانتخابية سياسات إسرائيل العنصرية التوسعية، وطالب بتطبيق حل الدولتين.
اللوبيات السياسية الصهيونية العاملة في الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة ” أيباك ” تتصدى بشراسة لكل من ينتقد سياسات إسرائيل التوسعيّة، وتمكّنت من التأثير على الانتخابات الرئاسية وانتخابات الكونغرس بشقيه النواب والشيوخ خلال الستين عاما الماضية، وحققت نجاحا ملاحظا في إيصال مؤيدي إسرائيل إلى البيت الأبيض والكونغرس، وأثرت على قراراتهم المتعلقة بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وبالصراع الفلسطيني الإسرائيلي والنزاعات القائمة في المنطقة العربية.
ولهذا فإن دعم ” أيباك ” والمنظمات الصهيونية الأخرى لسياسات ترامب العدوانية المتعلقة بالعالم العربي، ومحاولاتها لإبقائه في البيت الأبيض حتى نهاية عام 1924 ليس مستغربا، ويدل دلالة واضحة على مدى تغلغل الصهاينة في إدارته، وغلى رغبتهم في أن يظل الخادم الأمين لدولة الاحتلال، ومنفذ مخططاتها لتصفية القضية الفلسطينية وإرغام معظم الدول العربية على التطبيع معها، دون مقابل خلال فترته الرئاسية الثانية إذا نجح في الانتخابات!