لم يمهل فيروس كورونا أشد مناصري وداعمي القضية الفلسطينية في القارة السمراء طويلا، ليطوي برحيله حياة سخر معظمها لأجل مساندة الحق الفلسطيني ومجابهة الفصل العنصري.
ووافت المنية يوم الإثنين، مؤسس متحف فلسطين في كيب تاون بجنوب أفريقيا "أنواح ناجيا" عقب إصابته بفيروس كورونا المستجد، مؤخرًا.
ويعتبر "ناجيا" من رواد المجتمع المحلي والعمل المدني والمنظمات الإنسانية في جنوب أفريقيا، وحمل فلسطين في قلبه وعمل لأجلها بعقله وجهده عمرًا مديدًا.
ولا ينسى عضو مكتب العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باسم نعيم، منذ زار ناجيا عام 2012، حجم الاهتمام البالغ الذي أبداه الأخير تجاه القضية الفلسطينية وخاصة حصار قطاع غزة، الذي كانت له مساهمات بارزة في محاولات كسره.
ويؤكد نعيم على أن "ناجيا" كان من الجالية المسلمة النشطة في مجال نصرة القضية الفلسطينية، وساهم بشكل كبير بإطلاق عديد من القوافل لمساندة أهل غزة في مواجهة حصارهم.
ويقول نعيم: إن "شعب جنوب افريقيا متعاطف بطبعه مع شعبنا وقضيتنا، وقد كان ناجيا من الشخصيات المرموقة في كيب تاون، المدينة التي تعتبر مركز الأنشطة المساندة لفلسطين والمناهضة للفصل العنصري".
ويؤكد أن الراحل كان يعشق فلسطين، ويعمل ليل نهار لمسنادة القضية الفلسطينية على حسابه الشخصي، وقد تبرع بملايين الدولارات في سبيل ذلك.
ويذكر نعيم عندما زار متحفه عام ٢٠١٢ وكان حريق هائل قد التهم جزءا منه، قبيل التحضير لافتتاحه، مشيرا إلى أنه كان يتهم الصهاينة بإحراقه.
لكن ذلك لم يفقد ناجيا عزيمته لمساندة الحق الفلسطيني، وقد برز على المستوى الإعلامي كأنشط الناس المساندين للحق الفلسطيني. يقول نعيم.
وكان ناجيا قال وقت افتتاح المتحف عام 2016 إنّه لن يكون آخر مشاريعه لدعم القضية الفلسطينية، بل يخطط لإقامة مشاريع أخرى استراتيجية، مشددا على أن هذا العمل واجب على كل إنسان حر يؤمن بالعدالة.
وواجه مشروع ناجيا عراقيل عدة أبرزها معارضة جهات امتنع عن تسميتها، لكنه أوضح أن مشروعه يقع على بعد أقل من كيلومترين من "متحف الهولوكست اليهودي" بكيب تاون.
وحاول مؤيدو "اللوبي الصهيوني" في جنوب إفريقيا عرقلة المشروع عبر القضاء، لكن محاولاتهم جميعهًا باءت بالفشل.
وتبرع ناجيا بالجزء الأكبر من تمويل المشروع، هو عبارة عن مركز متكامل مكون من 9 طوابق، يتكون من قاعة لمعرض فلسطيني يضم لوحات وصور توثق القضية الفلسطينية.
وتقدم نعيم لذوي الراحل وشعبه بالتعازي الحارة، معتبرا أن فلسطين خسرت بوفاته مناضلا عنيدا ملتزما في سبيل الحق الفلسطيني.