بقلم: مصطفى ابو السعود
ليس شرطاً أن تكون كبير السن أو ضخم البنية وشواربك "نص متر" ويقف عليها الصقر كي يكون لك هيبة أو تقف أمام مختار الحارة و(تخلعه كف) وتقول له (لا).
هكذا تُعلمنا الوقائع القادمة من بطن التاريخ وفي القرآن (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله).
ما سبق ينطبق على غزة حيث الحصار يطبق أنيابه على مفاصل الحياة عن أهلها للعام الرابع عشر بحجة إنهم وفق التصنيف الدولي الظالم (إرهابيون)، وعليهم إن أرادوا الحصول على صك الغفران أن يعترفوا ب" اسرائيل "
ورغم أن غزة من حيث مساحتها صغيرة وإمكانياتها صفر فلا نفط ولا فوسفات ولا مناجم ذهب ولا حديد، لكن الله حباها برجال أقوى من الحديد ضربوا مختار الحارة أكثر من كف، صحيح إنهم لم يقتلوه، لكنه صار يمشي خَجلِاً بعدما كان منتصب القامة يمشي بين مخاتير البلد.
أحدث كف يتلاقاه الإحتلال هو " قصد السبيل" من انتاجات مقاومة غزة " والذي أثلج صدور قوم مؤمنين حيث التطور الهائل في قدرات المقاومة كما جاء في برنامج "ما خفي أعظم".
ويمكن ملاحظة ما جاء فيه :
1_اسلوب الإغراء والتهديد الذي يمارسه الأعداء عبر التاريخ كي تنزع غزة سلاحها مقابل وعد بكسرة خبز مبللة بالمهانة، سلموا سلاحكم ولكم ما سألتم، لكن أهل غزة يؤمنون بأن " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم".
2_ الإيمان بأن رزق الله عزوجل لا تمنعه السدود " فمن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب"، فمن كان يظن أن رزق الله للمقاومة سيكون من عمق البحر وبعد 100 عام من غرق سفينتين بريطانيتين حملت أسلحة لقتل أهل فلسطين؟
3_ حفظ الله للمجاهدين الذين استخرجوا الأسلحة من عمق البحر في مهمة أشبه بالمعجزة نظراً لوسائل المراقبة الصهيونية لبر وبحر وسماء غزة، لكن لله كلمة (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سداً وأغشيناهم فهم لا يبصرون).
4_إن ديدن الأعداء شراء ذمم من يستطيعون لإستخدامهم في تحقيق أهدافهم الدنيئة ضد الأبرياء والمجاهدين، وكما قال الله عزوجل "وفيكم سماعون لهم" لكن وعد الله أقوى " والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين".
5_جاء في ذكرى اتفاقية اوسلو ومع هرولة عربية نحو التطبيع وكأن القسام يقول لا ترهبنكم اسرائيل فنحن وبرغم قلة امكانياتنا، نتقدم في كافة المجالات.
ما خفي أعظم يؤكد أن الارادة إن توفرت سيحقق الرجال ما يصبون إليه، وهو درس لكل من ظن أن "اسرائيل" حوت ضخم يبلع كل ما يقابله، بل إنها سهلٌ إزالتها من الوجود، فهي أوهن من بيت العنكبوت وهم ليسوا على قلب رجل أو فكرة واحدة بل هم " تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى" هذا جزء كلام الله لا كلامي، وما خفي أعظم.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة أرض كنعان الإخبارية