بقلم / حاتم خليل السطري
منذ توقيع اتفاقية أوسلو في سبتمبر 1993 والدعوات الفلسطينية لالغاء الاتفاقية مستمرة، كان آخرها ما تردد في خطابات الامناء العامون لفصائل العمل الوطني الفلسطيني المنعقد في بيروت، وفي هذا لنا وقفه وماذا تعني اتفاقية أوسلو في نقطتين: الأولى على مستوى التمثيل الفلسطيني والثانية: على مستوى القضية الفلسطينية:
أولا: على مستوى التمثيل الفلسطيني:
تم انشاء منظمة التحرير الفلسطينية كممثل للفلسطينيين في 1964، ومع ذلك بقي الفلسطينيون في حالة دفاع عن هذا التمثيل ومحاولة فرضه لسنوات طويلة، وتعرض التمثيل الفلسطيني لتحديات كثيرة منها:
- في عام 1973 عُقد اجتماع دولي في جنيف لحل القضية الفلسطينية ولم يسمح لمنظمة التحرير الفلسطينية المشاركة فيه كممثل للشعب الفلسطيني.
- في عام 1979 تم توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية وتجاوزت الاتفاقية منظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني.
- بعد الخروج الفلسطيني من لبنان 1983 تحدث الرئيس الامريكي ريغان مخاطبا العالم والعرب عن انتهاء منظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني وقال عبارته الشهيرة (باي باي منظمة التحرير).
- في 1985 اضطر الرئيس عرفات توقيع الاتفاق الاردني الفلسطيني لتقاسم التمثيل الفلسطيني في محاولة لفك العزلة عن منظمة التحرير.
- في عام 1987 بشكل واضح ومباشر قامت بريطانيا بزيارات مكوكية للأراضي الفلسطينية المحتلة في 1967، بغرض ايجاد قيادة بديلة لمنظمة التحرير.
- في عام 1990 عقد مؤتمر مدريد للسلام بوفد من الداخل الفلسطيني، بعد رضوخ منظمة التحرير لعدم تمثيلها للشعب الفلسطيني في المؤتمر.
كل هذا الهراء والتنكر لمنظمة التحرير كممثل شرعي للفلسطينيين انتهى بتوقيع منظمة التحرير لاتفاقية أوسلو في 1993، واعتراف اسرائيل بمنظمة التحرير كممثل للفلسطينيين.
فهل يُعقل ان ننسحب من هذه الاتفاقية ونعود لمربع الصراع على أحقية منظمة التحرير في تمثيل الشعب الفلسطيني!
ثانيا: على مستوى القضية الفلسطينية:
- بداية نود التنويه بأن منظمة التحرير الفلسطينية كانت في كل تحركاتها الدبلوماسية منذ صدور قرار مجلس الأمن 242 وحتى توقيع اتفاق اوسلو في 1993 تسعى لتعديل قرار 242 بما يضمن الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني دون جدوى.
- قبل اتفاق أوسلو لم يكن أي حديث جدي عن( حقوق سياسية) للشعب الفلسطيني، وبعد اتفاق أوسلو كل الحديث تحول حول الدولة الفلسطينية، واعترفت الامم المتحدة بالدولة الفلسطينية، وحتى اسرائيل لا ترفض مسمى الدولة الفلسطينية.
- اتفاقية أوسلو هي عبارة عن اتفاق يمثل في مجمله اطار سياسي لحل القضية الفلسطينية معترف به إسرائيليا وعربيا ودوليا.
فهل من الحكمة اغلاق هذا المدخل لحل القضية الفلسطينية دون وجود مدخل سياسي واضح لحل القضية الفلسطينية، وفي ظل عنجهية أمريكية وإسرائيلية وتراخي عربي.
- لماذا لانستفيد من السلوك الاسرائيلي حول أوسلو، والمتمثل في تفريغ المضامين الجيدة للفلسطينيين في الاتفاق والتمسك بكل ماهو يصب في المصلحة الإسرائيلية، عبر التمسك بكل ماهو مفيد لنا. والتراخي في القضايا الأمنية.
- رغم كل ما يقال عن اتفاقية أوسلو ألا انها تحتوي على اعتراف إسرائيلي واضح بأن (الضفة الغربية وقطاع غزة كتلة جغرافية واحدة)، وهو ما سعت اسرائيل لتدميره منذ عام 2000 عبر الغاء الممر الأمن وبناء الجدار العازل، والتمسك الفلسطيني في هذا البند وفي الظرف الحالي ممكن أن يكون مدخل لإفشال مخطط تصفية القضية الفلسطينية، عبر ايجاد قواعد اشتباك مستمرة ومنسقة بين الضفة والقطاع لإجبار اسرائيل على عودة الربط بين غزة والضفة كما كان قبل عام2000.
- نود التنويه هنا أن من أسباب الرفض الفلسطيني لاتفاقية أوسلو هو (تحميل السلطة الفلسطينية أكبر من حجمها)، فالسلطة هي مرحلة انتقالية لها مهام واضحة.
- العلاقة بين الفصائل والسلطة كان من المفترض أن تكون منذ البداية علاقة تكامُلية، يحكمها التطلع للمستقبل.وليست علاقة تنافسية.
- تحمل اتفاقية أوسلو في طياتها كل ما مثير للجدل على المستوى الفلسطيني ، لكن ليس من الحكمة مغادرة مربع أوسلو للمجهول...
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة أرض كنعان الإخبارية