يتهدد مسجد القعقاع في حي عين اللوزة ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك خطر الهدم بأي لحظة، وذلك بعدما أخطرت بلدية الاحتلال الإسرائيلي الأهالي بهدمه، بحجة البناء دون ترخيص.
ويتخوف أهالي عين اللوزة من تنفيذ طواقم بلدية الاحتلال عملية هدم المسجد الوحيد بالمنطقة، والمبنى منذ عدة سنوات ليخدم نحو 7 آلاف من سكان الحي.
وتصعد سلطات الاحتلال من اعتداءاتها وانتهاكاتها بالقدس المحتلة، مستهدفة المنازل بعمليات الهدم وتشريد سكانها، ناهيك عن الاعتقالات والمداهمات والاعتداء على الشبان والفتية، وتحرير المخالفات، وحتى المقدسات الإسلامية لم تسلم من تلك الاعتداءات.
استهداف ممنهج
المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول لوكالة "أرض كنعان" إن الاحتلال يحارب أهل القدس بشتى الوسائل بهدف إفقادهم الأمن العائلي والاجتماعي، واستهداف وجودهم بالمدينة، لذلك يهدم المنازل والمحال التجارية والمساجد، ولا يعطي أية تراخيص بناء.
ويوضح أن سكان عين اللوزة اضطروا إلى بناء مسجد القعقاع المهدد بالهدم، لرفض بلدية الاحتلال استصدار تراخيص بناء له، والآن تريد هدمه، وهو ما يشكل استهدافًا ممنهجًا وواضحًا لدور العبادة.
ويشير إلى أن المسجد بُنى على أرض خاصة بدعم من سكان الحي، والاحتلال أعطى اليوم أمر إداري بهدمه، مضيفًا "الاحتلال يريد محاربتنا في ديننا ولا يريد أي مقومات لوجودنا بالقدس".
ومنذ عدة سنوات، والمسجد معرض للهدم، بالإضافة إلى خمسة مساجد أخرى في بلدة سلوان. وفق أبو دياب
ويسعى الاحتلال- بحسب أبو دياب- إلى هدم حي عين اللوزة بالكامل، فهناك نحو 118 منزلًا مهددًا بالهدم في المنطقة القريبة مما يسمى بمشروع "الطريق الأمريكي" الذي بدأ العمل على إقامته لربط المستوطنات بالقدس.
ويلفت إلى أن أهالي سلوان رفعوا عدة قضايا بمحاكم الاحتلال بشأن وقف هدم المنازل ومسجد القعقاع، لكنها رفضت كل الاستئنافات المتعلقة بذلك، وأعطت بلدية الاحتلال أمر هدم المسجد.
ويبين أنه بحسب القانون الدولي لا يجوز للاحتلال تغيير الواقع بالقدس وطابع أي منطقة، ولا يجوز هدم أي منزل ولا مكان للعبادة، معتبرًا التعدي على المساجد يشكل تصعيدًا خطيرًا، واستفزازًا لمشاعر المسلمين، وكذلك استخفافًا ليس فقط بأهل القدس بل بالأمة جمعاء.
ويطالب أبو دياب العالم الإسلامي والمؤسسات الدولية كافة بالتدخل العاجل لوقف اعتداءات الاحتلال بالقدس، واستهدافها لمنازل المقدسيين ودور العبادة.
شروط تعجيزية
وأما عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان خالد أبو تاية، فيقول لوكالة "أرض كنعان" إن طواقم بلدية الاحتلال سلمت الأهالي أمر هدم إداري للمسجد المكون من طابقين بمساحة 110 متر مربع، بحجة البناء دون ترخيص.
ويوضح أن الطابق الأول بنى قبل ثماني سنوات على أساس مرافق للمسجد ومسجد للنساء، إلا أن بلدية الاحتلال فتحت ملفًا في المحاكم ضده، وجرى التعامل معه من قبل أهالي المنطقة.
ولضيق مساحة المسجد، قرر أهالي الحي بناء طابق ثاني قبل نحو عامين، واليوم يؤكد أبو تاية أن المسجد بات مهدد بالهدم بأي لحظة، لكن نحاول بكافة الطرق وقف عملية الهدم.
وتفرض بلدية الاحتلال شروطًا تعجيزية ومبالغ طائلة إزاء حصو المقدسيين على إجراءات الترخيص، والتي تمتد لسنوات طويلة، وذلك بهدف تقليص الوجود الفلسطيني بالقدس،
ويشير أبو تاية إلى أن سلطات الاحتلال تصعد من ممارساتها واعتداءاتها وتضيق الخناق بشكل متواصل على بلدة سلوان وأحيائها، لإجبارهم على الرحيل والهجرة.