أرض كنعان/ بغداد/ كشف ناجون عراقيون من مجزرة الحويجة بمحافظة كركوك والتي وقعت الثلاثاء الماضي أن الهدف من ذلك الهجوم كان شن حرب طائفية، مؤكدين أن قوات "سوات" التابعة لرئيس الوزراء نوري المالكي التي استهدفتهم انهالت على المعتصمين بـ"الشتائم ذات الطابع المذهبي".
ويروي أحد المصابين في مجزرة الحويجة يدعى برهان الجبوري قائلاً: "وقعت اشتباكات بين مراتب الجيش والشرطة المحلية إثر ملاسنة بين المتظاهرين والجنود، فحدث تضارب بالأيدي، وبما أن منطقتنا منطقة عشائرية فقد لجأ المتظاهرون إلى أقربائهم وأبناء عشيرتهم الذين هبوا لنجدتهم، ولكن الجيش بدأ بإطلاق النار، وحشدت قوات (سوات) عناصرها ومعها قوات الفرقة القذرة وهي الفرقة المستقدمة من جنوب العراق بالناصرية، ومعها دبابات وصواريخ، فحاصروا ساحة الاعتصامات ثم بلدة الحويجة، وعندها بدأ الهجوم على السكان المدنيين".
وتابع المصاب العراقي: "نحن مسالمون ولا نمتلك أية أسلحة، عندما هاجمونا هدمنا الخيم وأخذنا عصيها لمواجهة الجيش، وكانت تلك العصي هي الأسلحة الوحيدة بأيدينا للدفاع عن أنفسنا، كنا نطالب بحقوقنا لا أكثر، فأنا خريج كلية منذ أربع سنوات جالس في بيتي من دون وظيفة، وبرقبتي 14 نفرًا من العائلة، فكيف أعيشهم؟".
وأضاف الجبوري: "شاهدت عشرين شخصًا يزجون في بيت قيد الإنشاء بالبلدة، وسمعت قائدهم العسكري يأمر جنوده بقتلهم، وكان بينهم عدد من الجرحى، وتوسلت إلى أحد الجنود ألا يقتل صبيًّا في العاشرة من عمره، ولكنه نفذ أمر ضابطه وقتله غدرًا وهو لم يكن مسلحًا ولا حول له ولا قوة".
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط تصريحات مدير مستشفى أربيل الدكتور روند مشير حويز أن "ثلاثة من الجرحى يعانون مضاعفات، منهم أحد المصابين الذي يعاني ضيق التنفس، وأجرينا له عملية فتح صدر، وآخر يعاني قطع شريان ساقه وقد نحتاج إلى عملية بتر إذا لم تفد معه العلاجات، وآخر حدثت له مضاعفات بسبب إصابته بالصدر أيضًا"، مضيفًا أن "هناك ثلاث حالات أصيبوا بطلقات في الرأس حولناها إلى مستشفى رزكاري؛ لأنهم يحتاجون إلى رعاية خاصة هناك".
وكان مصدر قيادي رفيع المستوى قد كشف في وقت سابق أن "من بين 51 جثة تحولت إلى مستشفى كركوك أثناء الأحداث الدامية بالحويجة كان هناك بين 20 - 25 جثة قتل أصحابها بطلقات في الرأس أو الحلق" حسبما نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن المصدر.
من جانبه، قال مكي حمود صالح الذي أصيب بثلاث طلقات نارية: "كنت بالساحة وسمعت ضابطًا يأمر جنديًّا بإطلاق النار علينا وقال له: أطلق عليهم واقتلهم.. هؤلاء الناس (السنيين) لكن الجندي عصى أمره ولم يطلق النار، فما كان من الضابط إلا أن قتل الجندي".
وتابع المصاب قوله: "جاء الوزير محمد تميم وبقي معنا للتفاوض إلى حدود الساعة الثالثة والنصف فجرًا، ولكن ما إن غادر الوزير حتى بدأت قوات (سوات) بمحاصرة الساحة وبدأ إطلاق النار، لقد كانت فعلاً مذبحة لم أر مثلها في السابق وأمام عيني أعدموا عدة أشخاص ميدانيًّا، حتى إن سياراتهم كانت تدوس على الجثث الملقاة هناك".