أرض كنعان / طالب مركز عدالة في رسالة أرسلتها المحامية سهاد بشارة، وزارة الصحة الإسرائيلية بتوفير مراكز فحص "كورونا" في أحياء مخيم شعفاط وكفر عقب، سواء وفق نظام "افحص وسافر" (drive in) أو من خلال افتتاح عيادات ومراكز للفحص في العيادات القائمة.
وجاء هذا الطلب على ضوء الارتفاع الكبير في عدد المصابين بالفيروس بهذه الأحياء الواقعة خلف جدار الفصل العنصري، وبحسب معطيات بلدية الاحتلال من يوم 13.8.2020، وصل عدد المصابين الجدد بفيروس "كورونا" في شرقي القدس خلال 24 ساعة إلى 188 مصابًا.
وبحسب الخبراء، هذه الأرقام مرتفعة جدًا وتشير إلى انتشار واسع للفيروس ويحتاج إلى عناية خاصة ورقابة مشددة، إذ تعاني أحياء مخيم شعفاك وكفر عقب من نقص في عدد الفحوصات وإتاحتها، بسبب وجودهم خلف جدار الفصل.
وأوضح مركز عدالة أن مخيم شعفاط يضم 5 أحياء يسكنها نحو 80,000 فلسطيني، تقع ضمن مساحة 1.1 كم مربع، وبحسب المعطيات الواردة حتى تاريخ 13.8، يحوي 133 إصابة فعالة بفيروس "كورونا".
وأشار إلى أن التقديرات تشير إلى عدد أكبر من المذكور، وكذلك يتواجد 30 مصابًا بالفيروس في المستشفيات للعلاج، وتوجد في المخيم عيادة مواحدة تابعة للأونروا، لكنها لا تستطيع إجراء فحوصات "كورونا"
وأضاف البيان "وفي منطقة كفر عقب، يسكن نحو 70 ألف فلسطيني في أحياء كفر عقب وسميراميس والمطر وزغير، على نحو 1.45 كم مربع، وصل عدد المصابين بالفيروس إلى 175 يوم 13.8 بحسب معطيات بلدية القدس".
ولفت إلى أن عيادة واحدة تعمل في المنطقة فقط تابعة لصندوق المرضى كلاليت، والتي تجري عددًا قليلًا من فحوصات "كورونا" لمؤمنيها فقط، في حين يتبع عشرات آلاف السكان الآخرين لصناديق مرضى أخرى ولا تتوفر لهم أي إمكانية فحص أو رعاية طبية ملائمة.
وأضاف المركز أنه على الرغم من ضرورة أن تنال هذه الأحياء الرعاية القصوى والحلول الجدية وبالغ الاهتمام من وزارة الصحة بسبب الوضع الصحي الخطير، إلا أنها لم تقدم لهم حتى إمكانية إجراء الفحوصات المناسبة، ما يزيد من خطر انتشار الفيروس ويهيئ بيئة ملائمة لتفشيه بشكل واسع وأكثر خطورة.
وبين مركز عدالة أن ما يزيد من صعوبة الفحوصات هو المكان الجغرافي لهذه الأحياء، فبسبب وقوعها خلف الجدار، يصعب على السكان الذهاب إلى مراكز الفحص في القدس بسبب الحواجز العسكرية، التي تزيد من إمكانية العدوى بسبب طول المسافة ومدة الانتظار في الطريق.
وأكدت الرسالة على ما جاء في المراسلات السابقة مع الوزارة الالتماس الذي تقدم في نيسان/ أبريل الماضي، أن الاكتظاظ الكبير في هذه المناطق من شأنه أن يزيد من سرعة انتشار الفيروس.
وقالت المحامية سهاد بشارة من المركز إن "تجاهل السلطات الإسرائيلية، وعلى رأسها وزارة الصحة، للوضع الخطير في أحياء شرق القدس ينذر بكارثة، بسبب سرعة تفشي الوباء، إذ يساهم الاكتظاظ وسياسات الإهمال المتعمدة طوال سنوات خلت في انتشار الفيروس بشكل سريع وخطير".
وتابعت أن "المحكمة العليا قالت في قرارها السابق في الالتماس الذي قدمه مركز عدالة إن على وزارة الصحة مواصلة العمل وفق الظروف والمتطلبات في هذه الأحياء، وهذا ما لم تفعله وزارة الصحة حتى اليوم منذ بدء الموجة الثانية لانتشار فيروس كورونا".