أرض كنعان/ الميادين/ أن يقول السناتور الأميركي جون ماكين أن سورية اخترقت الخطوط الحمراء بالسلاح الكيماوي فهذا يعني أن الحملة ضد سورية في الكونغرس الأميركي ستتصاعد..
ماكين الذي قاتل في فيتنام واعتقل وعذب بعد أن سقط من الطائرة التي كان يقتل بها المقاومين الفيتناميين، كان من دعاة الحرب على افغانستان، ومن العاملين على اجتياح العراق، والمؤيدين للتدخل العسكري في ليبيا، والمطالبين بقصف طهران، وهو الذي قال من قلب تل أبيب عام ألفين وثمانية أي قبيل العدوان الدموي الإسرائيلي على القطاع أن هذا هو الوقت المناسب لإعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل.
حين يقول ماكين إن سورية اجتازت الخطوط الحمراء، فإنما يذكر الرئيس باراك اوباما، بقوله قبل فترة إنه إذا استخدم الرئيس الأسد السلاح الكيماوي فإن قواعد اللعبة ستتغيرمن هذا المنطلق، يمكن فهم الإرباك الأميركي؛ فتارةً يؤكد مسؤول بأن مادة السيرين استخدمت على نطاق ضيق، ومرة ثانية يقول الأميركيون أن لا شيء يؤكد تماماً استخدام الكيماوي، ولا بأس إن انضمت بريطانيا إلى جوقة المتهمين فهذا كان موقفها قبيل اجتياح العراق.. تذكرون أن الاجتياح كان بذريعة سلاح الدمار الشامل وتبين أن الأمر كذبة، اعترفت بها القيادة الأميركية آنذاك.
هذا بالضط ما يدفع موسكو لكبح جماح التأجيج الدولي، هي أكدت مراراً مقولة النظام بأنه لن يستخدم الكيماوي إن وجد، وهذا سيرغي لافروف وزير الخارجية يقول إن مؤسكو تؤيد بدء التحقيق الفوري بأي أدلة فعلية لاستخدام مثل هذا السلاح، ولكنها أي موسكو تريد أن تكون شريكاً بالتحقيق، فثمة شكوك سورية - روسية بأن تكون المعارضة أو داعميها استخدموا أو قد يستخدمون هذا السلاح.
تدرك موسكو ومعها دمشق أن المقصود الآن قد يكون التمهيد لتدخل عسكري مباشر أو إقامة مناطق عازلة أو قد يراد منه وقف اندفاعة الجيش السوري ضد مقاتلي المعارضة والنصرة أو التأثير على الموقف الروسي نفسه، وذلك فيما روسيا تصف بالجريمة الكبيرة اختطاف مطرانيين مسيحيين.
المؤسسة العسكرية الأميركية تبقى حذرة لادراكها بأن ثمن أي تدخل عسكري قد يكون باهظاً، ولذك نصح وزير الدفاع الأميركي قبل يومين بعدم التسرع بالاتهام.
يبقى أن الاشارة مهمة إلى أن التصريحات الأميركية والبريطانية تأتي فيما استقبلت واشنطن عدداً من المسؤولين العرب، وفيما كان تشاك هيغل نفسه يجول على عدد من الدول الخليجية بائعاً للسلاح أو ممهداً لشيء آخر.
سلاح السارين يتلف الأعصاب كما هو معروف ولعل الكلام عنه اليومهو بالضبط للتأثير على هذه الأعصاب.