Menu
07:37كورونا في أميركا.. أرقام قياسية مهولة بالإصابات في يوم واحد
07:35قوات الاحتلال تقتحم قري وبلدات في القدس ونابلس
07:33كريستيانو رونالدو يتعافى من كورونا
07:31تعرف على القائمة المحدثة لأسعار الخضروات والدجاج في أسواق غزة
07:26حالة المعابر في قطاع غزة صباح اليوم
07:25أسعار صرف العملات في فلسطين
07:14الرئيس عباس يعلق على الزلزال بمدينة إزمير التركية.. ماذا قال؟
07:13طقس فلسطين: إنخفاضات متتالية على درجات الحرارة
21:22تفاصيل جديدة عن منفّذ هجوم نيس بفرنسا
21:20الأوقاف بغزة تغلق مسجدين في محافظتي غزة ورفح
21:19حماس تُعلن تضامنها مع تركيا بعد الزلزال الذي تعرضت له مدينة "إزمير"
18:37وفاة شاب غرقًا في خانيونس
18:26حشد تطالب شركة جوال بتخفيض أسعار الخدمات للمشتركين
18:11زلزال قوي يضرب ولاية إزمير التركية
18:10الحركة الإسلامية بالقدس تدعو لإحياء الفجر العظيم ورفض أوامر الهدم

الأسير محمد مرداوي .. معاناة المرض أكبر من أن تفكر بالحرية

أرض كنعان/ محمد ابو عمشة /أن تكون أسيراً في السجون الاسرائيلية تحاط بسلسلة كبيرة من القيود يضعها السجان لانتزاع كل ما  يمتُ للحرية بصلة ، يحجب عنك الهواء النقى .. أشعة الشمس ضوء القمر رؤية النجوم في السماء المظلمة تعيش في زنزانة اقسى سقفها متران .. أكبر امنياتك أن تحصل على ساعة واحدة في اليوم لتمشي في ساحة " الفورة " معاناة ترسمها لوحة الأمل بالحرية والصبر على الآلام...

أما وأن تكون أسيراً ومريضا فلهذه القصة معاناة وحكايا من الألم التي تبدأ مع أول حبة " أسبرين " تحصل عليها لإسكات الوجع دون جدوى ، تتفاقم حالتك ولا تعد تهتم بالحديث عن الحرية أو عن ذكريات الماضي بقدر اهتمامك كيف ستحصل على علاج يبقيك على قيد الحياة .. تزداد همومك معاناتك تشعر نفسك أنك أصبحت عبئاً جديداً على زملائك يضاف الى همومهم داخل الزنزانة .. تخاف ان تتوجع تخفى آلامك تربط على جرحك متحملاً الوجع تخاف ان تطلب عرضك على الطبيب ، لأنك لن تجد الطبيب يداوي حالتك ويكشف عن مرضك ،، لأنك ببساطة ستجد وحشاً جزاراً لا يتورع أن يعذبك يهينك يجعلك حقلاً لتجارب أدويته ويعطيك علاجاً ليس لمرضك ... أنه  لا يحمل من معاني الطبيب إلا رداءه الابيض الذي يخفي خلفه شبح الموت القادم ..

الأسير المريض محمد عدنان سليمان مرادوي واحد من الأسرى الفلسطينيين الذين يعانون من قهر المرض وظلم السجان ، الذي ولد في  قرية عرابة قضاء جنين عام 1979م سجن عام 1999م بسبب نشاطه في تشكيل خليه مقاومة لحركة الجهاد الإسلامي ، اعتقل وحكم عليه بالسجن 28 عام قضي منهم 14 عاماً متنقلا بين السجون، ويتواجد الآن متنقلاً بين سجن "ايشيل" و"نفحة" وما يمسى بمستشفى سجن الرملة .. يعاني من أمراض مزمنة منذ عدة أعوام منها التهابات حادة فى الرئة و ارتفاع ضغط الدم وجود ماء على الرئتين، خضع لعملية استئصال جزء من الرئة اليسرى  بعد ان اصابها العطل نتيجة الإهمال الطبي التي تمارسه سلطات السجون الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطنيين ...

لقد أصبح الخطر محدق به وأصبحت حياته مهددة بالموت ... لم تنتهى معاناة فمنذ حوالي شهرين تدهورت حالته الصحية نتيجة إعطاؤه علاج خاطئ ليس لمرضه فقد كان حقلاً لتجارب الطبيب ، وأصبح بعدها يتقيأ دماً .. تم نقله الى مستشفي سجن الرملة من خلال وسيلة المواصلات (البوسطة) التي لا تشبه أى وسيلة مواصلات فهي عبارة عن عذاب أخر يضاف إلي معاناة الأسير و تتعمد ادارة السجون أن تسلك طريق أطول للوصول الى المستشفي لتزيد من ألامه ... مكث الأسير  ثلاث أيام داخل المستشفي وقيود وأغلال بالأيدي والأرجل مكبلة فلا تدع له حراك  بالرغم من ضعف وهذلان جسده الذي أذابه المرض ووجه تتخلله الهموم والآهات والصمت والتنهيدات وأنفاس قاربت على الانتهاء ..

تحدثت أم الأسير عبر الهاتف والألم يعتصر قلبها رغم محاولاتها اخفاء أوجاعها لكن صوتها حال دون فضحها وهي تقول بدأت أشعر بخوف شديد على حياة محمد خاصة بعد أن بدأت أرى زملاءه يتساقطون الواحد تلوا الأخر في مشهد يدمي القلب فقد استشهاد الأسير أشرف أبو ذريع وعرفات جردات ومؤخراً الأسير ميسرة أبو حمدية ، لقد أصبحت كل أمنيتي أن أري ابني يموت بيننا لا أن يأتى محمولاً على النعش ، وتكمل حديثها .. كنا نتمنى الحرية له ليكمل بقية حياته يعيش يتزوج نرى أطفاله بيننا يلعبون يكبرون ، لقد تحول الامر بالنسبة لي وكأنه كابوس أعيشيه كل ليلة لا بل كل لحظه أشعر بالخوف من رن جرس الهاتف أو طرق الباب اظن انه رسول يخبرني بأن محمد قد لحق بزملائه الشهداء ..

وتضيف الأم الصابرة أنها في كل مرة كانت تزوره داخل السجن تشعر بأن ابنها للموت أقرب من الحياة ، ومؤخرا منعت من الزيارة بسبب ايقاع العقوبة الجماعية على أسرى "ايشل" ونقلهم الى سجن " نفحة الصحراوي " بعد قيام الأسرى بالاحتجاج على استشهاد زميلهم أبو حمدية ومنذ ذلك الوقت والأخبار التي تصلنا تؤكد أن الحالة الصحية لمحمد قد تدهورت بشكل كبير فهو لا يقوى على العزل والعقاب فكيف لمريض ان يتحمل ما تقوم به ادارة السجن .

وتقول مستهجناً لقد منع حتى المحامي من زيارته فى الفترة الأخيرة وعندما طلب من ادارة السجون الملف الطبي الخاص بالأسير وعرضه على أطباء خارج السجون لتشخيص حالته الصحية وقالت منعنا أيضا نحن من زيارته ولم نراه منذ ما يقارب الشهرين، ولكن أبلغونا زملاؤه فى السجن أن محمد حالته الصحية متردية وصعبة للغاية ..

سيطر الصمت عليها لدقائق قليلة ... وأكملت حديثها وقلبها يحترق على فلذة كبدها قائلة أتمني الآن أن أسمع خبر يفرح قلبي ويخبرني بالإفراج عن محمد ... فالوقت يمضي والساعات تنقضي وما زالوا أبنائنا فى قفص الانتظار وقيود الأغلال تلتهم الأيدي والأرجل والمرض يتغلغل أجسادهم .

وختمت الأم حديثها بالدعاء لكل الأسرى بأن يفرج كربهم ويعيدهم الى أهلهم سالمين غانمين ، وعندها قطعتها بالقول ماذا تطلبين من الجهات المعنية ؟؟ صمت طويلاً والحيرة تبدو على صوتها وابتسمت لقد سئمنا مناشدات المسؤولين الذي لا يفعلون شيئاً تجاه معاناة أبنائنا ولكن أناشد كل والإفراج عنهم قبل فوات الأوان.