أ. ابتسام ابراهيم خليل
ليس مصادفة أو ارباكاً من الاحتلال عدم رغبتها في التصعيد مع الجبهة الجنوبية (قطاع غزة) لأن عملها الآن متوجه لتقوية العلاقات الاقتصادية وبناء وتهيئة الموانئ البحرية المحاذية للبحر المتوسط وطول البحر الأحمر، لإقامة مناطق تجارية حرة بمحاذاة موانئ اللاذقية وبيروت وحيفا والاسكندرية أو خيار ثاني بورسعيد ، وطبعا ميناء غزة والتي تسعى على مساومة المقاومة على بناؤه مقابل عدم التدخل في الضفة الغربية وتحت ذرائع أخرى بالاتفاق مع بعض الدول المتنفذة للاحتلال، وبناء مناطق صناعية ومراكز تجارية وترفيهية، والتي ستكون في بداية الامر تحت سلطة البلدان التي تقع فيها والتي ستصبح فيما بعد تحت الإدارة المركزية الاقليمية والتي تضم البلدان (مصر، الاردن ، اسرائيل، لبنان (الموارنة، سوريا) والمحافظة على الظروف التي تسهل العملية وتمهيد الطريق أمام العملية التنفيذية وكما رأينا في مرفأ بيروت وكيف تم تفجيره وكأنه حالة عرضية ومن ثم تدخل فرنسا في عملية الترميم لكي تنفذ المخطط الهندسي في الميناء كما هو مخطط مع الموارنة في لبنان، وميناء غزة ليس ببعيد عما يحدث فهي الخطة التالية في عملية الترميم والتجديد من خلال العديد مت الدول والذي من خلاله يمكن ربط الاقتصاد الإسرائيلي والاردني والسعودي وتعتبر اسرائيل أن ميناء غزة سيحقق ثورة اقتصادية في المنطقة بأسرها ومركز جذب للاستثمارات الاجنبية ومن المحتمل أن تحقق ذلك من خلال الدول المتنفذة للاحتلال من غير ما تظهر بالصورة، ومن هنا تبدأ اسرائيل في ترميم الموانئ للوصول لمنطقة تجارية حرة من غير أن يظهر الطابع الاستعماري الاقتصادي ومن ثم تظهر عندما تتمكن من الدول التي ستساعدها في تطبيق المخطط الجديد في المنطقة ومن خلال نفس الدول صاحبة السيادة، وعليه اسرائيل تحاول وقف أي حروب من أجل تنفيذ المخطط الاقتصادي.
عند دخول المقاومة بجميع أشكالها بالمطالبة بحقوقها واسترداد السيادة المائية، ودخول تركيا في العديد من القضايا المائية أيضا سيربك الاحتلال في تنفيذ المخطط، والعمل على ارباك أي دولة تدخل في المتوسط من غير أي اتفاقية مبرمة مع تركيا لسد الطريق على المخطط الكبير في الموانئ البحرية والتي يسعى نتن ياهو تنفيذه من خلال العديد من الدول ومن ثم السيطرة المطلقة على جميع الموانئ المستهدفة، ووضع خطة واضحة المعالم من المقاومة سيظهر المخطط ويسقطه في قاع البحار، وعقد الاتفاقيات مع الدول الصديقة (رغم الحصار) على ترميم موانئ غزة لتصبح خادمة للمشروع الاسلامي وسد الطريق أمام الأطماع اليهودية، سيقطع الطريق أمام الاحتلال للتقدم باتفاقياتها السرية مع الدول الاستعمارية (ولاسيما عقد اتفاق مع تركيا على ترميم موانئ غزة ولبنان وسوريا والعمل المشترك في التجارة الحرة) والوصول باتفاقيات مع الاردن. من الصعب التنفيذ في بعض الحالات ولكن حتماً سيوقف الاطماع.
أ. ابتسام ابراهيم خليل
الباحثة والكاتبة بالعلاقات الدولية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة أرض كنعان الإخبارية