Menu
12:09صورة: تعرف على آخر تحديثات الخارطة الوبائية لفيروس كورونا في قطاع غزة
12:08الخضار والفواكه الإسرائيلية ستباع بالإمارات قريبا
12:06مصادر أمنية اسرائيلية : لا نستبعد هجوم سايبر ايراني ..
12:04استطلاع إسرائيلي: تراجع لليكود يقابله صعود لحزب بينيت
12:02السلطة ترسل رسائل متطابقة حول انتهاكات الاحتلال
11:42السودان خيبتنا الجديدة: مسيرة إلغاء لاءات الخرطوم الثلاثة
11:40حماس بذكرى "كفر قاسم": مجازر الاحتلال تستدعى عزله لا التطبيع معه
11:38نشر آلاف الجنود في فرنسا والشرطة تقتل مسلحا يمينيًا
11:3796 يومًا على إضراب الأسير ماهر الأخرس عن الطعام
11:34تفاقم الحالة الصحية للأسير أبو وعر بعد أول جلسة كيماوي
11:32كابينيت كورونا: بدءًا من الأحد تخفيف القيود على الأنشطة التجارية
11:31"إسرائيل" تخشى تصعيد جديد في غزة بذكرى اغتيال أبو العطا
11:27صحفي إسرائيلي يكشف حقيقة انقطاع التيار الكهربائي عن "إسرائيل"
11:26أسعار صرف العملات في فلسطين
11:24الطقس: الحرارة اعلى من معدلها بـ 3 درجات

حالات الغرق على شواطئ غزة.. من المسؤول؟ وماذا تفعل إذا سحبك "تيار بحري"

أرض كنعان/

يعتبر شاطئ البحر، المتنفس شبه الوحيد للغزيين في فصل الصيف، للهروب من ارتفاع درجات الحرارة، وانقطاع التيار الكهربائي في منازلهم لساعات طويلة، هذا عدا عن "انخفاض تكلفة" تلك الرحلة في ظل الوضع الاقتصادي المتردي، الذي يعاني من سكان القطاع، ولكن تأتي الأنباء عن وفاة بعض المواطنين غرقاً في مناطق متفرقة في قطاع غزة، لتشعرهم بالخوف المقرون بالغضب محملين (المنقذين البحريين) والبلديات المسؤولية، بشكل مُطلق.

تواصلت "دنيا الوطن" مع المهندس أحمد أبو عبدو، منسق الإدارة العامة للصحة والبيئة في بلدية غزة، لمعرفة دور (المنقذ البحري) ومواعيد عمله، وأسباب الوفاة غرقاً، وكيفية التصرف في حال التعرض لوقف يفقدك السيطرة على جسدك خلال السباحة.

ما طبيعة عمل (المنقذين البحريين) في مدينة غزة؟

تبدأ أعمال موسم الإنقاذ البحري خلال فترة الصيف، تقريباً من شهر 5 إلى نهاية شهر 10، لدينا في غزة 20 برجاً ونقطة إنقاذ بحري، يتم عمل صيانة وإعادة تأهيل لهم بشكل دوري، فالأبراج الموجودة في مدينة غزة، هي أفضل الأبراج الموجودة على مستوى القطاع.

الأبراج الموجود في غزة مبنية بعناية، بشكل يحافظ على مهام وخواص المنقذ البحري، ومجهزة بشكل كامل بحيث لا يضطر المنقذ البحري، أن يترك مكانة ولو للحظة واحدة لأي سبب من الأسباب، ومزودة بمكبرات الصوت؛ ليستطيع المنقذ بث التعليمات للمواطنين خلال السباحة. 

لدينا ما يقارب الـ 120 إلى 140 منقذاً بحرياً موزعين على أبراج الإنقاذ، من خلال موظفي البلدية، ومن خلال المشاريع الممولة من صندوق البلديات، وهناك مساهمات في بعض الأعداد من وزارة الحكم المحلي، ينتشرون ما بين الساعة الـ 8 صباحاً إلى الساعة الـ 8 مساءً، ومنذ أربع سنوات لم تُسجل أي حالة غرق في نفوذ مدينة غزة، أثناء وقبل دوام المنقذين البحريين.

عادة ما تتم حالات الغرق ما قبل أو ما بعد دوام ( المنقذين).. فما الحل برأيك؟

ما قبل دوام المنقذين، نحن في بلدية غزة لدينا فريق طوارئ يكون متواجداً في (النادي البحري) ومزود بكل أدوات ومعدات الإنقاذ البحري، بالإضافة لسفينة أو مركبة خاصة بالإنقاذ، هذا الفريق ينزل إلى شاطئ البحر من الساعة السادسة صباحاً، ولكن لا نقوم بالإعلان عنه للجمهور.

فريق الطوارئ، يكون موجوداً لمراقبة الشاطئ، ومراقبة من يقوم بالسباحة قبل دوام المنقذين، حيث تم تشكيل هذه الفرقة، لأن هناك بعض الجهات، وبعض الأفراد غير ملتزمين بتعليمات البلدية بالسباحة بعد الساعة الثامنة.

هذا الموسم حدث لدينا 4 حالات غرق، قبل دوام المنقذين، وتم بحمد الله إنقاذهم، كان آخرها أول أمس، وتم نقل الحالة إلى العناية المركزية، نظراً لأن وضعها شديد الخطورة، وتم إنقاذه من قبل فرقة الطوارئ، التي تعمل قبل الساعة 8 صباحاً.

هناك بعض المواطنين يفضلون السباحة فجراً، أو يكون البعض قد خيم على الشاطئ من الليل، ويذهب للسباحة مبكراً، هذا الامر به خطورة كبيرة جداً، لأنه لا يوجد منقذين بحريين، وقد أرسلنا تعميماً للجهات الحكومية، ووزارة الأوقاف، بضرورة التزام المواطنين بالسباحة أثناء دوام المنقذين.

وصلتنا الكثير من الاستفسارات، لماذا لا يبدأ دوام المنقذين من الساعة السادسة صباحاً، نحن لا نستطيع أن نضع أكثر من ثلاثة (شفتات)، ولن يكون الأمر فعالاً بشكل كبير، فلا يوجد الكثير من المواطنين، يسبحون مبكراً.

ربما بلدية غزة هي البلدية الوحيدة التي شكلت فريق طوارئ قبل الساعة الثامنة صباحاً، وبعد الساعة الثامنة، يصدر تعميم لكل أبراج الإنقاذ، ويتم انتشار المنقذين على شواطئ البحر، وفي المساء يتم إخراج المواطنين من البحر عبر مكبرات الصوت، والبقاء على الشواطئ، والانتباه إلى أسرهم وأطفالهم.

طبعاً، لدينا لجنة الطوارئ، ووحدة الإنقاذ البحري المكونة من 20 برجاً، ومركبة خاصة بالإسعاف، ومركبة خاصة بالإنقاذ البحري في أوقات الذروة، بالإضافة إلى مقر مجهز بكافة الأدوات والمعدات (مقر النادي البحري).

ما أسباب غرق المواطنين بقطاع غزة بالعادة.. وهل الغرق مقتصر على المبتدئين ومن لا يجيدون السباحة.. أو ربما محترف يدخل إلى عمق البحر ثم يفقد السيطرة؟

في البداية.. ليس شرط ألا يغرق من يعرف بمهارات السباحة، البحر متقلب في ظرف ثانية واحدة قد يحدث به تغيرات، لا يستطيع أن يتعرف عليها سوى المتمرس والماهر في ظروف البحر، ومن يعرف حركة الرياح والتيارات الهوائية وحركة التيارات المائية.

هناك بعض المناطق يكون فيها تيارات سحب، وتيارات شد، وهناك بعض (الدوامات)، أي شخص عادي يمارس هواية السباحة في المسابح أو في البحر، لا يكون على علم بهذه التيارات، لا يعرفها سوى الشخص ذي الخبرة والمتمرس وغالباً ما يكون صياداً.

وليس شرطاً أن تكون تيارات السحب و(الدوامات) في عمق البحر، ولكن تكون عادة على الشواطئ، وليس شرط أن يكون الغرق مقرون بعدم معرفة كيفية السباحة، بالعكس هناك الكثير ممن غرقواً يجيدون مهارة السباحة، غالباً ما تكون للمستوى العمري الأقل من 15 سنة، وأحياناً تكون قريبة من الشاطئ وأمام أعين العائلات، ولكن لا يكونون على علم بأن هذا الشخص يغرق، المنقذ من يعرف أن هذا الشخص يُعاني من فقدان السيطرة على جسده نتيجة (تيار سحب) وقد يغرق في أي لحظة.

عادة ما يتغير حال البحر في ثانية واحدة، بناء على تغير التيارات الهوائية والمائية، لذلك على المواطنين اتباع إرشادات المنقذ البحري، وعادة ما تضع البلديات (رايات) بألوان مختلفة تدل على حال البحر في هذه المنطقة، كممنوع السباحة، أو مسموح، أو احذر هناك تيارات مائية، وتتغير هذه الرايات من وقت لآخر حسب وضع البحر، ورؤية المنقذ البحري عبر برج المراقبة.

ما مدى تجاوب المواطنين مع تعليمات المنقذ البحري؟

حسب مشاهدتنا اليومية، ونتيجة الكشوفات الميدانية، نتيجة استجابة المواطنين لتعليمات المنقذ البحري من 85 إلى 90%، بمجرد أن يعطي تعليمات على مكبر الصوت تكون الاستجابة عالية، وإن نزل المنقذ لشاطئ البحر، وأطلق صوت (الصافرة) يتم أيضاً الاستجابة.

في حالة لم تتم الاستجابة، يبدأ المنقذ بالتحدث مع شخص بعينه، الشخص الذي يرتدي اللون كذا، تحرك على اليمين، يشعر الشخص بأنه منبوذ ولا يسمع التعليمات، وبالتالي يُجبر على سماع التعليمات والتحرك.

حتى الآن لم نواجه أي صعوبات كبيرة في الاستجابة من المواطنين، لأن الأمر يتعلق بأرواحهم، ويعرفون أن المنقذ البحري يريد أن ينقذهم، وهو أدرى في جو وظروف البحر، فغالباً تكون الاستجابة عالية.

هل قابلتم خلال عملكم شخصاً يحاول أن يُغرق نفسه بشكل مُتعمد؟

بصراحة لا.. حتى الآن لم نواجه ظروفاً مشابهة، لا أعتقد أن هذا أمر يقوم به أفراد من مجتمعنا، أي شخص ينزل إلى البحر تعرض لموقف غرق ليس أقل من ثلاث مرات أو مرتين، فهو يعرف جيداً معنى الغرق.

ما نصيحتك للشخص الذي يشعر أنه يغرق أو فاقد للسيطرة خلال السباحة؟

إذا شعر الشخص خلال السباحة باختلاف الظروف التي تحيط به، وأنه فاقد السيطرة على جسمه، وعلى نفسه، غالباً يجب أن يعطي إشعار معيناً حتى ينبه المحيطين به أو من ينظر إليه بأنه يغرق.

 

وعليه ألا يستمر في محاولة المقاومة، ويفقد طاقته في محاولة مقاومة التيار المائي الذي يسحبه، يجب أن يرفع يده من المياه، وأن يعطي إشارة للمحيطين به بأنه يغرق، ويحتاج للمساعدة.

وأمر آخر في حال كان يعرف السباحة أو لا يعرف، لا يضع كل طاقته في مقاومة التيار البحري أو التيار المائي، الذي يقوم بسحبه، غالباً يجب أن يحافظ على هدوئه، وعلى طاقته، وأينما يقوم التيار بسحبه عليه أن يسبح معه، ويحاول أن يخرج من أقرب نقطه، يشعر أن بها قوة سحب أقل.

أما محاولة مواجهة التيار والسباحة عكسه، سوف يستنفد طاقات الشخص، ويجب أن يحافظ الشخص على هدوئه وانضباطه وراحة نفسيته، ويعطي إشارة لمن يحيط به بأنه يغرق حتى يأتي المنفذ لإخراجه، هذا للشخص الذي لا يجيد السباحة، أما من يجيدها فغالباً يتعامل مع الأمر بشكل أكثر حكمة، ويحاول أن يخرج مع التيار، لحين أن يصل لنقطة معينه، يخرج خلالها من التيار.

هل لكم دور في قضية ضياع الأطفال على شاطئ البحر؟

نواجه قضية ضياع الأطفال بشكل يومي، كل يوم نتعامل مع 10 حالات ضياع أطفال، الطفل الذي يكون على الشاطئ غالباً يتحرك ويبتعد عن الأسرة لـ 3 أو 4 أمتار، وبما أن الأماكن في البحر متشابهة يضيع، ويظل يمشي بشكل عشوائي، ويعتقد أنه قريب من أسرته.

والأمر يختلف من طفل لآخر، هناك طفل يبدأ بالبكاء بعد ساعة، وآخر بعد ساعتين، ويكون قد قطع مسافة ثلاثة إلى أربعة كيلو مترات على شاطئ البحر، وعندما يبكي يعرف المواطنون المحيطون به أنه طفل ضائع، ويتم إحضاره إلى برج المراقة.

والأبراج تُعمم بوجود طفل واسمه وصفاته وملابسه، وأسرته تتوجه إلى برج الإنقاذ وتأخذه، وإذا أصبحت الساعة 8 مساءً ولم نجد أسرته بعد، يتم توجيهه للنادي البحري، ويبقى لدينا في النادي، لحين وصول أسرته.

هذا الأمر موجود بشكل يومي، طوال فترة الصيف، لأكثر من 10 حالات يومياً.