Menu
21:22تفاصيل جديدة عن منفّذ هجوم نيس بفرنسا
21:20الأوقاف بغزة تغلق مسجدين في محافظتي غزة ورفح
21:19حماس تُعلن تضامنها مع تركيا بعد الزلزال الذي تعرضت له مدينة "إزمير"
18:37وفاة شاب غرقًا في خانيونس
18:26حشد تطالب شركة جوال بتخفيض أسعار الخدمات للمشتركين
18:11زلزال قوي يضرب ولاية إزمير التركية
18:10الحركة الإسلامية بالقدس تدعو لإحياء الفجر العظيم ورفض أوامر الهدم
18:07اشتية: على أوروبا ملء الفراغ الذي تركته أميركا بتحيزها لإسرائيل
18:00بالصور: حماس تدعو للانضمام إلى حملة مقاطعة البضائع الفرنسية
17:58خلافات لبنانية إسرائيلية بشأن ترسيم الحدود البحرية
17:57لا إصابات في صفوف الجالية الفلسطينية بتركيا جراء زلزال إزمير
17:55إصابة شاب بالرصاص المعدني والعشرات بالاختناق في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية
17:54الاحتلال يعتدي على المواطنين قرب باب العامود
17:53وفاة شاب غرقا في بحر خانيونس
17:52الخضري: خسائر غير مسبوقة طالت الاقتصاد الفلسطيني بسبب الاحتلال و"كورونا"
عمر حلمي الغول

نبض الحياة.. انتهى عهد الطائف..

بقلم / عمر حلمي الغول

شكل زلزال مرفأ بيروت في الرابع من آب/ أغسطس محطة انعطافية نوعية في مسيرة وصيرورة تطور الدولة اللبنانية، وحسب ما أعلن  الرئيس الفرنسي، مانويل ماكرون، في مؤتمر صحفي في ختام زيارته السريعة للبنان اليوم الخميس (6/8/2020) للتضامن مع الشعب اللبناني: “ما قبل 4 أغسطس ليس كما بعده، إذ أن وقع الإنفجار كان كبيرا، وهو اشبه بالصاعقة لقيامة لبنان أقوى مما كان.” وأثناء جولته في العاصمة بيروت، وتحديدا في منطقة الجميزة، قال للجماهير اللبنانية المحتشدة للقائه لتعبر عن سخطها ورفضها للنظام اللبناني:” لست هنا لتقديم الدعم للحكومة أو النظام، بل جئت لمساعدة الشعب اللبناني.” وأضاف ” أنا هنا وسأقترح عقدًا سياسيًا جديدًا بعد ظهر اليوم (يقصد أثناء لقائه مع الرؤساء الثلاثة : عون وبري ودياب في قصر بعبدا)، وسأعود في الأول من أيلول لمتابعته.” وجزم قاطعا ” إن لم يستمع لي المسؤولين سيكون هناك مسؤولية أخرى من قبلي تجاه الشعب.” تلويح واضح بالعصا الغليظة، وقطع مع ما هو قائم.

وللتخفيف والتلطيف من لغة الإملاءات السياسية قال زعيم فرنسا ” لا يمكنني أن احل مكان الحكومة والرئيس، إلآ أن المسؤولية على هؤلاء كبيرة، وهي بإعادة بناء ميثاق لبناني جديد، وحان وقت تحمل المسؤولية.” وكأن لسان حال الرئيس ماكرون يقول أمامكم ثلاثة أسابيع حتى مطلع أيلول القادم لوضع صيغة ميثاق جديد، مختلف تماما عما تتعاملون به منذ العام 1989. بتعبير آخر انتهى وولى عهد ونظام لبنان السياسي المستند إلى وثيقة إتفاق الطائف، الذي وقع عليه أمراء الحرب الأهلية اللبنانية في 30 أيلول / سبتمبر 1989 في مدينة الطائف السعودية، وتم إقراره بقانون بتاريخ 22 تشرين أول / أكتوبر 1989، منهيا بذلك صفحة الحرب الأهلية، وفتح صفحة النظام السياسي القائم حاليا، والذي انتهت صلاحياته، وآن آوان دفنه، وبناء نظام سياسي جديد يرتكز على النقاط، التي عرضها الوصي الفرنسي على الزعماء اللبنانيين، وهي: أولا إعلان بيروت مدينة منزوعة السلاح من ميليشيا حزب الله؛ ثانيا تفكيك جميع مخازن ومؤسسات الحزب من بيروت والضاحية الجنوبية؛ ثالثا تسليم مطار بيروت لقوات مشتركة دولية برئاسة ألمانيا؛ رابعا انتشار اليونيفيل في بيروت وجبل لبنان، وتثبيت طرادات بحرية قبالة بيروت وصولا للجنوب؛ خامسا تفكيك جميع منظومة الصواريخ والأسلحة للحزب في الجنوب، وتسليم المراكز لليونيفيل؛ سادسا إستقالة مجلس النواب وعلى رأسهم نبيه بري والحكومة، وإجراء انتخابات سريعة ينتج عنها انتخاب رئيس للجمهورية فورا؛ سابعا طرد لائحة بالأسماء الأمنيين المشبوهة انتماءاتهم وتطهير الأجهزة الأمنية؛ ثامنا في حال رفض المسؤولين هذة المطالب سيصدر قرار عن مجلس الأمن خلال 10 ايام يقضي بتكليف حلف الناتو تولي فرض الأمن في لبنان.

من قراءة النقاط الواردة يتضح ان الوصاية والانتداب الفرنسي أولا والغربي الرأسمالي ثانيا عادت إلى لبنان باتت الممر الإجباري، أو في طريقها للعودة. ومن الأفضل من وجهة نظر ماكرون للزعماء الحاليين تسليم أوراق النظام بهدوء. ولن يكون مسموحا لهم لعب اي دور لاحقا، وإن سمح له بدور ما، فهو بالضرورة دور ثانوي وشكلي. وهو ما يعني عمليا أيضا انتهاء عهد حزب الله كقوة مهيمنة وفاعلة في المشهد اللبناني، واعتقد انه سيُعطى فرصة كي يسلم سلاحه ومخازنه بهدوء، أو الذهاب لحرب متعددة الأطراف تشارك بها إسرائيل وحلف الناتو وبإشراف فرنسي أميركي. لا سيما وان إعادة هيكلة النظام اللبناني عميق الصلة بالصراع الدائر في المنطقة العربية، وهو جزء من معادلة تقسيم النفوذ الجديد بين الأقطاب الدولية. أي ان زيارة الرئيس ماكرون للبنان لم تكن من باب الصدفة، أو التضامن مع الشعب اللبناني، بل كانت زيارة معدة سلفا، وقبل الانفجار، وتم الترتيب لها مسبقا. ولم يعلن ما أعلن عنه ماكرون على الملأ وداخل الغرف المغلقة من باب الترف، أو حسابات شخصية، أو معزولة عن ما يدور بين الأقطاب العالمية المتنافسة على النفوذ في العالم.

لكن وحسبما أعتقد، لن يقبل حزب الله، ولا إيران من خلفه القبول بالتسليم بالشروط والإملاءات الفرنسية الناتوية، وبالتالي سيدخل لبنان مرحلة شد الأيدي، وعض الأصابع بين القوى المتصارعة. بيد أن استشراف المعادلة القادمة في الداخل اللبناني وفي المحيط العربي والإقليمي لن يكون في مصلحة إيران وحزبها، لأن القطاع الأوسع من اللبنانيين حتى داخل مدن وقرى الجنوب اللبناني والضاحية بيروت لن يتورطوا مع حزب الله في أية معركة جديدة، وسيتردد الكثير من مقاتلي الحزب في الاشتراك في الحرب القادمة، ليس رفضا لخيار المقاومة، ولا استسلاما للوصاية الفرنسية الناتوية الجديدة، ولكن كفرا بما أفرزته التجربة القائمة، ورفضا للكثير من الخطايا والأخطاء التي ضربت مرتكزات الحياة في المجتمع اللبناني. لبنان الجديد قادم لا محالة، ويسير بخطى حثيثة ليرى النور قريبا جدا.

oalghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة أرض كنعان الإخبارية