أرض كنعان/ غزة/ اعتبر النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني يحيى موسى موقف رئيس السلطة محمود عباس من زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أرودغان إلى غزة أنه "يأتي ضمن إستراتيجية عباس في التضييق على غزة وحصار حركة "حماس"، حفاظًا على شرعيته "القلقة"، داعيًا الشعب الفلسطيني إلى "تجاوز هذا الرجل والسير في مشروعه التحرري لأنه أصبح "خارج التاريخ".
وكان عباس، الذي يزور تركيا بالتوازي مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لها، قد طلب من أرودغان تأجيل زيارته إلى غزة لحين إتمام المصالحة، كما طلب كيري من أرودغان الطلب نفسه، وهو ما رفضه رئيس الحكومة التركية وأصر على زيارة القطاع في الموعد المحدد.
وقال الدكتور يحيى موسى، عضو المجلس التشريعي عن حركة "حماس" تعقيبًا على سعي عباس والولايات المتحدة منع إتمام زيارة أردوغان لغزة: "موقف "أبو مازن" كان واضحًا تمامًا أنه جزء من حصار حركة "حماس" والتضييق عليها ودفعها إلى الزاوية باستمرار، لأن "حماس" أخذت جزءًا من شريعة حركة "فتح" لقيادة الشعب الفلسطيني، ودائمًا أراد أن يسحب الشرعية ويحاول أن يرمم شرعيته بطريقة أو بأخرى".
وأضاف موسى في تصريحات لـ "قدس برس": "هذا نهج مستمر في أعمال ونشاطات عباس منذ فوز "حماس" في الانتخابات التشريعية عام 2006، إلى هذه اللحظة، ومن هنا كل قضية لها علاقة بالتعاون مع "حماس" وتعزيز شرعيتها أو تعزيز شرعية غزة؛ يقف "أبو مازن" منها موقف المعادي، حتى وصل الأمر أن يكون جزءًا من حصار غزة والحرب عليها وتعميق الانقسام في الساحة الفلسطينية والدفع دائما باتجاه عدم التئام اللحمة بين غزة والضفة الغربية".
وأشار إلى أن رئيس السلطة محمود عباس يعيش "أزمة ضعف الشرعية"، ويعتبر أن شرعيته هي شرعية قلقة ويخشى على ذهاب هذه الشرعية في ضوء الثورات العربية والتغيرات الإقليمية "وتحلل وتفكك مشروع حركة "فتح" كمشروع تحرري وانتقاله إلى أن يكون مشروعًا ملحقًا أمنيا بالاحتلال، ولذلك هو يحاول أن يرمم هذه الحالة بأي صورة حتى لو كان ذلك بالوقوف ضد شعبنا الفلسطيني، وهذا سيكون عاملا جديدًا في تفتيت شرعية "أبو مازن" وعاملا ضد أن يكون قائدًا لشعبنا الفلسطيني".
وأضاف أن محمود عباس "أصبح خارج السياق، والأصل أن نتعامل معه باعتبار أنه خارج التاريخ لأن متطلبات التحرر تتجاوز "أبو مازن"، وهذا لا يعني أن نشطب حركة "فتح" لأنه لا يمكن شطبها، إذ إنه مطلوب أن تكون حركة "فتح" جزءًا من المشروع التحرري الذي لا بد أن تتبناه وتعمل لأجله حركة "حماس".
وتابع: "لذلك عباس يحاول أن يستخدم ما في يده من أوراق قديمة، وهي: أن منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد في إطار الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي، ويريد أن يستخدم هذه الالتزامات العربية والالتزامات الإقليمية والدولية ضد حركة "حماس" لمنع أي زيارة لقطاع غزة ويحاول سحب هذه الشرعية والضغط على "حماس".
أما فيما يتعلق بالضغط على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لمنع زيارته إلى غزة، قال النائب الفلسطيني: "الشعب التركي من خلال الشخصية التركية لا تقبل الابتزاز ولا تقبل الإملاءات وعندهم كرامة وطنية عالية جدًا واعتزاز بالذات، ولذلك ما صدر عن نائب أردوغان بالأمس (إن ما قام به وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يمثل مخالفة، وهو أمر بعيد عن اللباقة الدبلوماسية) يعبر عن هذه الروح. لا أعتقد أن القيادة التركية ستستجيب لمثل هذه الضغوطات".
وأضاف: "القيادة التركية عندها استقلالية وعندها قناعة بدعم الشعب الفلسطيني وفك الحصار عن غزة وتركيا بلد كبير لا يمكن أن يتم التعامل معها بهذا الشكل، لذلك أتصور أن رد الفعل التركي سيكون تجاه تأكيد الزيارة والاستمرار فيها وعدم الاستجابة للضغوط الأمريكية".