بقلم / محمد عطافي الحسنات
قد يستذكر الناس في بداية النكسة وحتى منتصف السبعينات موشي ديان .. وزير دفاع المميز بالعين الواحدة .. ولكن بصيرته امتدت بما تبقي له من بصر علي جذورنا وتاريخنا … في الفترة من يونيو ٦٧ حتى يونيو ٧٤ التي قاد فيها المؤسسة العسكرية .. كانت طائرته تنزل في ساحل غزه الشيخ عجلين عجلين تل العجول المغراقة دير البلح وينقل الآثار منها وعلي رؤوس الأشهاد .. ومما نقله عده عجول ذهب حجم كبير وبعض المقتنيات وتعد بمئات القطع .. واستغل المناطق المجاورة للمواقع العسكرية في الخليل وبيت لحم وشمالا في جنين وطولكرم وطوباس واستخدم عقله البارع في علم الآثار ليستحوذ علي الدلائل والبراهين التي تثبت أقدميه شعبنا في العهود البيزنطية والأشورية والرومانية والكنعانية وما قبل الميلاد وكل ذلك للأسف كان بمعية ومساعده فقراء العقول منا والوجهاء الذين كان همهم إرضاء الإدارة المدنية الحاكمة والحفاظ ع مواقعهم الاجتماعية .. والجدير بالذكر أن ابنته ياعيل دايان قامت بسرقة الثوب المطرز الفلسطيني وحولته إلي زى لمضيفات شركه العال الإسرائيلية للطيران .. وتم نقل آلاف الأثواب الفلسطينية من خلال أسواق البيع المستخدم وقد تجاوز العدد في متحفها الخاص لأكثر من أربعة آلاف ثوب بعضها من الحقبة العثمانية .. تم الاستيلاء من ديان الأب .علي سبع آلاف قطعه بالأحجام المختلفة من المناطق المحتلة في حزيران ١٩٦٧علي طول الخارطة وفي وضح النهار مستغلين جهل الناس بالبعد التاريخي للأمر وسطوه الاحتلال المفروضة آنذاك
مؤخرًا انتبه البعض للحجر الذي تم سرقتة من بيت لحم وعليه نقوش .. أقول إن الواقعة مكررة آلاف المرات وحديث د حنان عشراوي أنه تزييف للحقائق وقرصنه وبلطجة هدفها تزوير لا يعفي القيادة والمؤسسة الفلسطينية من مسؤوليتها اتجاه هذا الملف واعتبار محاولات الطمس تعدي ع التاريخ والدليل الساطع ع عمق وجودنا والمفروض من المطبخ السياسي توجيه الإعلام لفضح الممارسات بدلا من الحفلات الراقصة في الوقت الذي نحن فيه أحوج للحفاظ ع ثقافتنا وهويتنا القومية والوطنية الضاربة في عمق الأرض ..
اعتبار ما تم سرقته من مخزون شعبنا في الأراضي التي احتلت عام ٦٧ حتى يومنا من المطالبات الرسمية لإعادتها ورفع الأمر لليونسكو المسؤول عن الأماكن الثقافية والأثرية في الأمم المتحدة .. الحديث يدور عن عده متاحف في “إسرائيل” أهمها المتحف الإسرائيلي الذي أقيم ع أنقاض تله الشيخ بدر وهي بجانب الكنيست والمحكمة العليا وفيها مافيها من معالمنا .. وشخصيتنا وثقافتنا وتم تأسيسه عام ١٩٦٥ ومتحف مزار الكتاب ويضم ٥٠٠ ألف قطعه ولقد تم زيارة مليون سائح له عام ٢٠١١ حسب إحصائياتهم …
المتاحف العشرة التي تغط بكنوز شعبنا العربي الفلسطيني الممتدة لآلاف السنين .. تجلب دخلا لإسرائيل في حدود ٢٣مليار شيكل سنويًا وهو دخل ٤،٥٥مليون سائح وتعتبر سياحة للتراث الديني وللدولة بشكل عام .. الحيز للمتاحف لدي السائح تتجاوز ٥٥%من اهتمامه حسب استطلاعات للرأي هناك …
فلسطينيا .. مطلوب توثيق كل ماهو موجود متحرك وغير متحرك وإبلاغ اليونسكو بذلك والعمل ع تشكيل فريق بحث اثري مطعم بقانونيين دوليين .. وبمتابعه فلسطينيه رسميه وشعبيه وبمشاركه عالميه . ووضع هذا الملف أمام المجتمع الدولي ومؤسساته القضائية .. إن الآثار والتراث هوية قوميه وطنيه بامتياز لا تقل عن الأرض نفسها .. وهي الشاهد علي حقنا الشرعي في الوجود وأمه بلا ماضي هي بلا حاضر ولا مستقبل، لذلك سنقوم بالتعاون مع المثقفين في عمل مبادرات هامه تساهم في الحفاظ ع إرثنا وإرث الأجداد .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة أرض كنعان الإخبارية