Menu
23:47منخفض جوي الأربعاء.. هذه تفاصيله
23:45وفاة عميل "FBI" الذي قبض على صدام حسين
23:43"الأوقاف" تغلق 3 مساجد في شمال غزة بسبب "كورونا"
23:40سفارة فلسطين بالقاهرة تصدر تنويها للعالقين بالجزائر والراغبين بالعودة لقطاع غزة
23:39المباحث بغزة تكشف تفاصيل إلقاء القبض على قتلة المواطن الحداد
23:35تظاهرات ضد نتنياهو في أنحاء متفرقة بإسرائيل
23:34أبو حسنة يوضح آلية عودة طلاب "الأونروا" إلى مقاعد الدراسة في قطاع غزة
23:33تفاصيل اتفاق "اتحاد المعلمين" مع "التربية والتعليم": انتظام صرف الرواتب.. ولجنة لمعالجة ملفات غزة
23:31صحة غزة "قلقة" من تزايد إصابات كورونا.. وتحذر من العودة للاغلاق الشامل
23:29قيادي بالجهاد: ضغوط كبيرة تستهدف المصالحة.. ويوجه رسالة لـ"فتح" بشأن الانتخابات
15:19السفير العمادي يعلن موعد والية صرف المنحة القطرية 100$ للاسر الفقيرة بغزة
12:44فورين بوليسي: محمد دحلان يد الإمارات الخفية في اتفاقيات السلام ودوره مرتبط بالانتخابات الأمريكية وتجاوز لعبة الانتقام
12:43توضيح من التنمية بغزة حول موعد صرف شيكات الشؤون والمنحة القطرية
11:34الجزائر: فرنسا استخدمت عظام مقاومينا في صناعة الصابون
11:31قيادي بـ "الجهاد": لم نشعر بأن هناك جدية بتنفيذ مخرجات اجتماع بيروت رام الله
أحمد المدلل

الحلقة(٢) يوسف الصديق ...أسوة الدعاة

بقلم / أحمد المدلل

                  الحلقة(٢)والاخيرة  

دخل يوسف -عليه السلام-  السجن ظلماً وبهتاناً وزرواً ... ولكنّ الله -تعالى- أراد أن يُبعده عن الفتنة بخروجه من بيت العزيز وإبعاده عن امرأة العزيز ... استطاع يوسف عليه السلام ان يحوّل محنة  السجن الى فرصة كبيرة لتطهير النفس وتزكيتها ومدرسة للدعوة الى الله سبحانه وتعالى  ...  انها نفس الحال التى يعيشها الدعاة  والاحرار داخل أقبية السجون على مدار التاريخ الانسانى  ، ينسون عذابات السجن وآلامه وينطلقون نحو وجه الله بمزيد من الايمان والوعى والثبات ليخرجوا رموزا للشعوب يتقدمون الصفوف بكل اصرار واقتدار  ...   دخل مع يوسف  السجنَ فَتَيان من خَدَم العزيز؛ حيث كانت التهمة الموجهة لهما المؤامرة على الملك، فرأى كلٌّ منهما رؤيا في منامه، وطلبا من يوسف -عليه السلام-  بما علّمه  الله تعالى ان يفسر لهما تلك الرؤى ... حيث أن أيام السجن ولياليه وزنازينه وأبوابه المغلقة والمعيشة اليومية تعطى الأسير الصورة الواضحة والمعرفة الكاملة عن صاحبه نتيجة قربه منه ... وقد تقرب الفتيان من يوسف نتيجة   أخلاقه العالية الكريمة وإحسانه ... فأخبرهما بأنّه ترك ملة الكفر والشرك التى عليها القوم فى مصر ، واتبع  ملّة آبائه ابراهيم واسماعيل واسحق من قبل ... وأنّ كلّ ذلك من فضل الله -تعالى- عليه، وإحسانه وكرمه، ودعا الفتيان إلى الله -عزّ وجلّ- بعد أن بيّن لهما أنّ فضل الله -تعالى- عليه عظيم جداً ... وكان تفسير الرؤى التي رآها الفتيان أنّ أحدهما سيخرج من السجن ويصبح قريباً من الملك وساقياً خاصا له فى الخمر  ... وأنّ الآخر سوف يُقتل ثمّ يُصلب ... وقال يوسف -عليه السلام- للذي سيصبح قريباً من الملك أن يذكره أمام الملك بالخير ... فنسيَ الفتى ذلك، حتى رأى الملك رُؤيا جاء فيها أنّ سبع بقرات نحيفات يأكلن سبع بقرات سمينات ... ورأى أيضاً سبع سنابل خضراء وسبع سنابل يابسات ... وطلب من قومه ومن حوله من الكهنة أن يفسّروا له ذلك ... واحتاروا فيما بينهم ولم يستطيعوا تفسير رؤيا الملك ... حتى وصل بهم الحال أن قالوا   " أضغاث أحلام"  ... ثمّ ذكر ساقي الملك يوسفَ عليه السلام، فجاؤوا به إلى الملك، وفسّر حلمه؛ بأنّ الخير والخصب والمطر سيصيبهم مدّة سبع سنين متواليات ...  فسّر البقر بالسنين ... لأنّ البقر تثير الأرض المليئة بالزرع والثمار فتنموا  السنابل الخضراء ... وأرشدهم إلى إدّخار ما يحصدوه في السبع سنوات واستهلاك حاجتهم منه فقط مع عدم الإسراف ... وذلك للاستفادة من الحصاد الذي تمّ ادّخاره للسنوات العجاف الشديدة الجدباء التي وُصفت في الآيات بالبقرات العجاف، ثمّ أخبرهم يوسف -عليه السلام- بأنّ بعد ذلك يُصيبهم الخير والغيث ... ويحصل الناس على ما كانوا يحصلوا عليه في العادة من الزيت والسكر واللبن ... وغير ذلك من النّعم والرزق ... عندما سمع الملك تفسير يوسف -عليه السلام- للرؤيا التي رآها سُرّ سروراً عظيماً وأراد أن يُخرجه من السجن ... ولكنّ يوسف -عليه السلام- رفض ذلك حتى تتبيّن براءته التامّة من الاتهام الذي نُسب إليه، والظلم الذي أصابه ... وقالت امرأة العزيز بأنّها فعلت ذلك ليعلم زوجها بأنّها لم تُفسد فراشه وأنّ الذي حصل منها المراودة فقط ... وبعد ذلك سمع الملك من يوسف -عليه السلام- وعَرف منه الصلاح والحِنكة، والثقة وقرّبه اليه وكلّفه بوزارة مال الدولة، والتصرّف في أرض مصر كيفما يشاء ... وبذلك علا شأن يوسف -عليه السلام- وأصبح وزيراً للمال ونائبا للملك كما تقول بعض الروايات ... 
  النتيجة الطبيعية لمن يتعلق بحبل الله ويصبر  على ما يلاقيه من إبتلاءاتٍ ومحنٍ وفتن ويحتسب ذلك عند الله ...  ويتكرر هذا الأمر فى التاريخ القديم والحديث وفى نهايات الثورات والمقاومة خير مثال ... وينتهى قطار المحن بيوسف الى فتنة المُلك وقد جمع الله شمله بأبويه وإخوانه الذين غدروا به وظنوا أنه قد غاب عن الحياة ، وقد أرادوا امراً وأراد الله غيره فكان ما اراد الله ، وقد عفا عنهم وقربهم اليه وقد أصبحوا صالحين... وفى لحظةٍ صافيةٍ يظللها الإيمان وتحيطها السكينة والطمأنينه يقف يوسف مع نفسه وقفة صدق وإخلاص ووفاء  ليعترف أنّ ما وصل اليه من الحكم والمُلك  لم يكن بذكاءه ولا بمهارته أو جهده وجهاده وإنما الفضل فيه يعود الى خالقٍه وخالقِ كل شئ الى ربه ومولاه الذى حفظه ورعاه ... الى الله سبحانه ... وأقصى أمنياته ورجاءه أن يُثبته الله على دينه  وألا تفتنه حياة الملوك والحكام وأن يَلقى الله ربّه ومولاه وهو على دين التوحيد - الاسلام - وأن يُلحقه الله بإخوانه من الأنبياء والمرسلين  " ربّ قد آتيتنى من المُلك وعلّمتنى من تأويل الاحاديث ، فاطرِ السمواتِ والأرضِ أنت ولِىِّ فى الدنيا والآخرة ، توفّنى مسلما وألحقنى بالصالحين"  صدق الله العظيم ....

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة أرض كنعان الإخبارية