Menu
23:12برشلونة يُعلن عن رئيسه المؤقت ومجلس الإدارة
23:10تفاصيل رسالة الرئيس عباس للأمين العام للأمم المتحدة
23:09الخارجية: 11 إصابة جديدة بفيروس كورونا بصفوف جالياتنا
20:42الحية يكشف تفاصيل زيارة وفد حماس للقاهرة
20:25كهرباء غزة تصدر تعليمات ونصائح مهمة للمواطنين استعدادا لفصل الشتاء
20:24بيان من النيابة العامة حول الحملات الالكترونية
20:21قائد جديد لشعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي
20:20الاحمد: ننتظر رد حماس منذ بداية أكتوبر.. ولا اجتماع للأمناء العامين قبل إصدار مرسوم الانتخابات
20:18ابو حسنة: استئاف العملية التعليمية لطلبة المرحلة الاعدادية بمدارس الاونروا بغزة بدءا من الاثنين المقبل
20:14صحيفة اسرائيلية: كهرباء غزة و"التنسيق الخفي" بين إسرائيل ومصر وقطر والفلسطينيين..!
20:13السلطة الفلسطينية تنوي مقاضاة إسرائيل لترخيصها شركات اتصال بالضفة
20:12بري: ليس وارداً بأن تفضي مفاوضات الترسيم للتطبيع.. والحكومة اللبنانية سترى النور قريباً
20:10الأوقاف بغزة تغلق ثلاثة مساجد بخانيونس بسبب ظهور إصابات بفيروس كورونا
20:09بعد مشاركته في لقاءات القاهرة.. حماس: عودة القيادي الحية إلى غزة ودخوله للحجر الصحي
14:08لهذا السبب .. "حزب الله" يعلن الاستنفار و يستدعي عددا من عناصره
فايز ابوشمالة

يا فلسطين، لا تفتحي جرحاً دفنته الأيام

بقلم / د. فايز أبو شمالة

الدماء التي تنزف في ساحات المعارك ليست ملكاً لأصحابها، وإنما ملك لكل الشعب الذي يخوض حربه ضد عدوه بكل ما يملك من حياة، وفي المعارك الوطنية لا يلتفت المصاب إلى نفسه، ولا يتحسس جراحه، وإنما ينظر إلى من حوله، ويتابع مجرى الأحداث، ويهتم بنتائج المعركة التي يخوض غمارها.

لقد واجه الشعب الفلسطيني عدوه قبل ثورة 1936 بسنوات، وأثناء معارك 1948، وما بعدها، ومع انطلاقة الثورة الفلسطينية 1965، وما بعدها من معارك حتى انتفاضة الحجارة 1987، ومن ثم انتفاضة الأقصى، وحتى يومنا هذا، فالتضحية قدر الشعب الفلسطيني الذي ابتلي بالصهيونية، وصارت المواجهة جزءاً من شخصيته الوطنية.

لقد مثلت انتفاضة الحجارة 1987 حدثاً وطنياً بمعنى الكلمة، وقلبت موازين القوى على الأرض، ومارس الشباب الفلسطيني فعل المقاومة باندفاع وبراءة ومصداقية وانتماء، ونفذوا بدقة الأوامر والتعليمات التي صدرت إليهم من قياداتهم في الخارج، وقاموا بتنفيذ عملياتهم النضالية ضد المستوطنين الصهاينة وضد العملاء وفق توجيهات قياداتهم، وقد عبرت سنوات طويلة على مناضلي تلك المرحلة، فمنهم قضى نحبه، ومنهم من لا يزال خلف القضبان، ومنهم من تحرر من الأسر وشاغلته الدنيا بهمومها، ومنهم من لا يزال يمضغ ذكرياته بمرارة وأمل.

ولا ينكر عاقل أن لكل مرحلة نضالية من عمر الشعب الفلسطيني إيجابيات وسلبيات، والشعوب في تقييم تجاربها تأخذ بالإيجابيات وتطورها، وتتفادى السلبيات، وتحاول أن تعالجها، فإن لم تستطع، فإنها تحاول أن تدفنها أو تتجاوزها، أو تنساها، ولاسيما إذا كانت متعلقة بالأشخاص، فالأحداث الوطنية التي تجري ليست فردية، ولا يتحمل مسؤولية الخطأ فيها شخص بعينه، وإنما تقع المسؤولية على صاحب القرار الذي اجتهد في حينه وفق ما توفر لديه من معلومات.

لقد صدمت فلسطين كلها بالاعتداء على المناضل جبر القيق في قطاع غزة، والذي شارك في انتفاضة الحجارة قبل ثلاثين عاماً، ونفذ أوامر القيادة بدقة، لقد جاء الاعتداء على القيق في الزمن الذي يصطف فيه الشعب الفلسطيني خلف قضيته الوطنية، وخلف موقف موحد من الضم، وخلف موقف موحد من العملاء بشكل عام، فالشعب الفلسطيني قد يغفر كل الذنوب إلا ذنب من خان الوطن، وتآمر عليه، ووضع يده في يد عدوه، وإذا كان هنالك مظلوم، أو بريء تمت تصفيته أثناء انتفاضة الحجارة أو بعدها، فإن المراجعة واجبة، والمساءلة التنظيمية حق أولياء الدم، فالشهيد جبر القيق ليس الأول، وليس الآخر، وهناك العشرات بل المئات من المناضلين القدامى هم شركاء جبر القيق في مثل المهمة التي نفذوها بأوامر من قياداتهم.

الاعتداء على جبر القيق لا يخص عائلة القيق وحدها، ولا يخص تنظيماً بعينه، ولا يخص محافظة رفح، وإنما يخص كل الشعب الفلسطيني، وهو صاحب الحق في محاسبة المجرم وفق القانون، مع التأكيد على أن نبش الماضي، وفتح الجرح بعد عشرات السنين أمر مشين، يستنكره الشعب الفلسطيني بكل أطيافه السياسية والمجتمعية، وقد استنكره شيوخ عشائر الترابين، الذين نجلهم ونقدرهم ونعتز بموقفهم الشجاع من الجريمة، وقد رفضوا العبث بالاستقرار الأمني في قطاع غزة، ورفضوا أخذ القانون باليد، فنحن مجتمع مترابط الأطراف، متشابك المصالح، لا مجال فيه للانفلات، أو اختراق القانون.

ملحوظة: التقيت في غرفتي بسجن نفحة الصحراوي مع عشرات السجناء من غزة والضفة الغربية؛ المتهمين بتصفية العملاء، وقد اعترف جميعهم بأن لا عداوة شخصية بينهم وبين العميل، وإنما جاءهم أمر القيادة بتصفيته، فنفذوا المهمة بدقة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة أرض كنعان الإخبارية