بقلم/ مهند أبو غوش
(كلام مقتضب عن شعب الجبارين)
١.لو التقطنا صورة فوتوغرافية لعملية الجبارين الثلاثة، أقصد صورة مقطوعة للحظة إطلاق النار عن مسبباتها وعن مفاعيلها، لذابت الصورة وسط عشرات المشاهد المماثلة. تاريخ ممتد منذ ما قبل نهوض مهند الحلبي في صباحه الأخير على هذه الأرض، حتى لحظة النصر التام.
ولا أحمق يضلل نفسه ويظن أنه قريب او أن الصراع منتهٍ الآن.
٢.لو التقطنا صورة فوتوغرافية لانتفاضة بوابات الأقصى، من حيث كونها انتفاضة محلية المفاعيل وقصيرة الأمد (امتدت هذه الانتفاضة ١٢ يوما قبل أن تحقق انتصارها التام على اسرائيل.. كل إسرائيل، بمخابراتها واعلامها وسياسييها وأمريكتها وإماراتها وسعوديتها) لما اختلفت مثلا عن انتفاضة يوم الأرض في المثلث والجليل سنة ٧٦، او انتفاضتي الخليل وبيرزيت في سنوات الثمانينيات.
مشاهد متناثرة هنا أو هناك في سياق الهزيمة العربية التي لم تتحقق بفضل النهوض الفردي/ الانتفاض الموضعي/ رسم ابتداء الشق في زجاج اندحارنا الذي لم يتحقق تماما منذ ١٩٤٨، في سياق انتصار المشروع المضاد، الانتصار غير الناجز وغير السهل، حتى اللحظة
٣.لكنه السياق..
تقول الأسطورة أن سيزيف محكوم بحمل الصخرة نحو قمة الجبل. وتحدث كامو عن اللحظة الحاسمة، حين يقترب سيزيف من القمة فتتدحرج الصخرة عن كتفيه نحو قاع السفح، لحظة الوعي بالعذاب تلك.
كم سيزيف حمل البلطة او السكين ومات على الجدار الحديدي من دون ان يظفر بنصر ولو مؤقت؟
لكنه السياق:
يمر الجبارون بالاسوار المحتلة. بالأزقة التي تنوء تحت وطأة البساطير. تختلج قلوب اربعة:
قلب محمد الجبارين
وقلب محمد الجبارين
وقلب محمد الجبارين
وقلب البلدة القديمة.
يحك الشوق طرف الزناد، باطن الشاهد
يطرقون بدمهم جدران السياق
يفركون باطن السبّابة بالشوق
ينز الدم من الصدغ المهشم
يشهد الناس المعراج (يغنون له أيضا في عرس بعيد)
تشتعل انتفاضة البوابات
تنسحب إسرائيل
تخرج أم الفحم عن بكرة أبيها في الفجر لحفل الحناء.
شمس على القبة.. شموس في الصدور، شموس فوق المقبرة، شمس لا تزول موشومة على جدران القلوب: انتصرنا في سياق الهزائم المتكررة. انتصرنا في المجزرة، كان هذا انتصارا يستحق الاحتفاء به. انتصار ابتدأ باختلاجة قلب في زقاق ظُن أنه مفضٍ نحو الهزيمة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة أرض كنعان الإخبارية