Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح
مشاريع الاستيطان

آلاف المشاريع الاستيطانية تُحاصر القدس وتُكرسها “عاصمة للاحتلال”

أرض كنعان / على مدار 53 عامًا، لم يتوقف الاحتلال الإسرائيلي للحظة عن تحقيق أطماعه الاستراتيجية في مدينة القدس المحتلة ومسجدها الأقصى المبارك، سعيًا منه لتغيير هويتها العربية الإسلامية، وتهويد فضائها ومعالمها الحضارية والتاريخية.

وكثف الاحتلال من اعتداءاته وإجراءاته التعسفية في المدينة، من خلال هدم المنازل، ومصادرة الأراضي والاستيلاء على العقارات، وسحب الإقامات، وتهويد المدينة، وبناء الكنس والمدارس الدينية، وشق الطرق والشوارع الاستيطانية التي تُقطع أوصالها وتُحولها لكنتونات صغيرة، ناهيك عن استهداف المسجد الأقصى.

ومنذ احتلالها عام 1967، يُسابق الاحتلال الزمن لجعل القدس “عاصمة يهودية”، عبر إقامة آلاف المشاريع التهويدية والاستيطانية، والتي تُضفي صبغة تلمودية عليها، تطمس كل ما تبقى من معالم وآثار تؤكد على عروبتها وحضارتها.

تغيير الهوية

الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول لوكالة “صفا” إن الحرب الإسرائيلية منذ احتلال القدس عام 67، لم تضع أوزارها، بل استعرت قوتها وزادت وتيرتها، وتغيرت أساليب السيطرة على أراضي المدينة وعقاراتها بقوة السلاح.

ويوضح أبو دياب أن الاحتلال انتقل إلى تغيير هوية المدينة العربية الإسلامية والسيطرة على الحضارة والتاريخ والثقافة، بحيث شرد آلاف العائلات المقدسية بعد هدم منازلهم والاستيلاء على ممتلكاتهم وعقاراتهم.

ولا زال الاحتلال ينبش تحت الأرض ويُزور الآثار العربية، ويُسخر كل إمكانياته وأدواته لإضفاء صبغة يهودية عليها ولجعلها مدينة مغايرة عن حقيقتها العربية الإسلامية.

ويضيف أبو دياب أن الاحتلال عمل على مدار 53 عامًا على “عبرنة” عشرات الشوارع والأحياء وتغيير هويتها وثقافتها العربية، ناهيك عن تواصل عمليات هدم عشرات آلاف المنازل، ومنع إعطاء تراخيص للبناء، بالإضافة إلى منع حرية العبادة.

وحول المسجد الأقصى، يؤكد أن الاحتلال زاد من تغوله على المسجد، من خلال فرض التقسيم الزماني ومحاولة فرض التقسيم المكاني، واقتطاع أجزاء منه لصالح مشاريعه التهويدية.

كما منع الرباط والاعتكاف ومصاطب العلم، ومنع المواطنين من دخول المسجد وأبعدهم عنه بهدف فرض وقائع جديدة فيه وفرض سيادته المطلقة عليه.

ويسعى الاحتلال بشتى الوسائل إلى تحقيق هدفه الاستراتيجي في هدم المسجد الأقصى، وبناء “الهيكل” المزعوم مكانه، وقد قطع شوطًا كبيرًا في ذلك. وفق أبو دياب.

ويشير إلى أن الاحتلال يُسارع الخطى من أجل تغيير الوجه الحضاري والمعماري للمدينة من خلال محاصرتها بآلاف المشاريع الاستيطانية والتهويدية، وإغلاق الأفق، وتشويه معالمها وتراثها وفضائها.

وبحسب أبو دياب، فإن حكومة الاحتلال صرفت أكثر من 500 مليار شيكل على تهويد القدس منذ احتلالها، وأقامت جمعيات استيطانية خاصة بذلك، عملت على طرد المقدسيين والاستيلاء على منازلهم وأراضيهم.

وأقام الاحتلال أيضًا آلاف القبور الوهمية في محيط البلدة القديمة وسلوان، وأكثر من 26 حفرية جنوب المسجد الأقصى، بالإضافة إلى إقامة 9 متاحف توراتية تُروج للرواية التلمودية، كما غير الكثير من المناهج التي تجسد قضية القدس والقضية الفلسطينية.

ويؤكد أن القدس لا تزال تتعرض لهجمة غير مسبوقة لمحو اسمها وتاريخها وجغرافيتها ومسحها من الذاكرة العربية الإسلامية، لافتًا إلى أن الاحتلال يعمل حاليًا على جعل عدد المقدسيين أقلية بالمدينة لا تتجاوز 10% من إجمالي عدد سكانها.

والمطلوب فلسطينيًا وعربيًا، بحسب أبو دياب، وضع خطة استراتيجية شاملة لدعم القدس ونصرتها وإنقاذها من براثن الاحتلال وإجراءاته العنصرية قبل فوات الأوان.

حرب شاملة

وأما الكاتب المقدسي راسم عبيدات فيقول إن القدس تتعرض اليوم لحرب شاملة تشنها دولة عنصرية بكل أجهزتها ومؤسساتها السياسية والأمنية بالتعاون مع الجمعيات التلمودية والتوراتية والاستيطانية التي تعمل كذراع تنفيذي للسيطرة على أراضي وعقارات المقدسيين.

والهدف من ذلك طرد وتهجير المقدسيين واقصائهم عن مدينتهم، وتحويل الأقلية التي تتبقى منهم ضمن حدود ما يعرف بـ “بلدية القدس” إلى جزر متناثرة في محيط إسرائيلي واسع، وفي استهداف شامل للإنسان المقدسي، وبما يطال كل مقومات وجوده وصموده.

ويشير إلى أن الحرب على المقدسيين من بعد إعلان ما تسمى بـ “صفقة القرن”، ونقل أمريكا لسفارتها إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة للاحتلال، ومع انتشار جائحة “كورونا”، وفرت لحكومة الاحتلال فرصة نادرة في ظل حالة فلسطينية متشظية، وانهيار غير مسبوق لنظام رسمي عربي، وانشغال العالم في مجابهة “كورونا”، لكي يرفع الاحتلال من سقف ووتيرة “تغوله” و”توحشه” على المقدسيين.

ولم تتوقف جرافات الاحتلال وآلياته عن مصادرة الأرض الفلسطينية، وكانت تعمل على مدار الساعة من أجل ترسيم “حدود مدينة القدس”، وبما يعزلها عن محيطها الجغرافي والديمغرافي الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة.

ويضيف أن الاحتلال يريد فرض وقائع جديدة، وتغيير الوضعين التاريخي والقانوني في الأقصى، كما أنه يريد أنه ينزع الوصاية الهاشمية على المسجد، بعد تنفيذ مخططات ومشاريع الضم.