بقلم/ د. احمد المدلل
لا يزال الغموض هو سيد الموقف فى سبر أغوار فيروس covid 19 المستجد ولا يزال لغزا محيرا ، الفيروسات عموما ليس لها علاج ولكن من الممكن انتاج لقاح للفيروس وهو فيروس مخفف ولكن لم يستطع أحد حتى الان ان يفك شيفرة فيروس covid 19 المتغير السلالات والطفرات المستمرة حسب بعض الابحاث التى اعتمدتها منظمة الصحة العالمية الى هذه اللحظة لا يزال الوضع صعبا.
وقد تستمر أزمة كورونا حتى عام ٢٠٢٥ حسب الخبير العالمى طلال ابو غزالة فى برنامج على قناة روسيا اليوم يوم الاثنين 22/4 وقد تاكد هذا الاستشراف من خلال تقرير منظمة الصحة العالمية الاربعاء 22/4 على لسان مديرهاغيبريسوس" لا زلنا فى المراحل الاولى من التصدى لفيروس covid19 .
أمامنا طريق طويل وسيكون هذا الفيروس معنا لفترة طويلة" ،لكن يأبى القدر الا ان يكون للاسلام بصمة فى مواجهة الأسقام والأوبئة التى تصيب البشر ان كانت نفسية أو جسدية من خلال القران أو السنة النبوية أو الماثور من التاريخ الاسلامى ولقد كان لعلماء المسلمين فى الطب وغيره من العلوم الفيزيائية والانسانية أثرا كبيرا فى النهضة الاوروبية الحديثة.
ولقد تحدث عن هذا الكثير من علماء وفلاسفة ومؤرخى الغرب ،لذا ليس غريبا والبشرية تعانى وباء كورونا ان يتحدث الاطباء فى كل مكان عن ضرورة الوقاية والتى قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم" درهم وقاية خير من قنطار علاج" وأن خطورة هذا المرض فى انتشاره ،وكما صنفته منظمة الصحة العالمية وباء او جائحة فهناك سمات مشتركة بين الاوبئة وهى سرعة الانتشار وان استمرار التقارب الاجتماعى والاحتكاك يزيد من عمر المرض ،وبما أن الفيروس مكون بدائى ولم يتوصلوا الى علاج او لقاح فلا بد من مواجهته بطرق بسيطة بدائية كالتالى:
أولا : عدم الدخول او الخروج من البلد الذى استشرى فيه الفيروس حتى لا ينتقل الى بلاد اخرى وهذا ما اقره الرسول صلى الله عليه وسلم فى حديث أسامة بن زيد رضى الله عنه "اذا كان الطاعون بارض وانتم خارجها فلا تدخلوها وان كنتم فيها فلا تخرجوا منها" .
ثانيا: الصعود الى المناطق المرتفعة: عندما انتشر الطاعون فى الشام فى عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه وكان ابو عبيدة بن الجراح واليا عليها فقد اوصى عمر بن الخطاب فى رسالة بعثها الى ابى عبيدة انكم فى اسفل الجبال فخذ الناس من الوديان الى الاعالى ولكن أبا عبيدة اعتبر ان الطاعون رحمة من الله وهو يريد ان يموت شهيدا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ان المطعون شهيد ولم يجب على رسالة عمر ومات من الطاعون ومات عدد كبير من الصحابة ووصل عددهم الى ثلاثين الفا . ولما تولى عمرو بن العاص رضى الله عنه خطب فى الناس قائلا: " أنتم وقودها فتفرقوا وتجبلوا " ،واذا تأملنا اعراض فيروس كورونا كما كشفت التقارير الطبية اهمها :
١- ارتفاع درجة الحرارة وهى من الأعراض الاساسية المؤشرة على وجود الفيروس ( انتم وقودها) ودرجة الحرارة تقل كلما ارتفع الانسان عن مستوى البحر وتقل أكثر وأكثر على سفوح الجبال التى تنخفض فيها درجات الحرارة وهذا ينعكس على المصاب .
٢- ضعف المناعة" فتجبلوا"ارتقاء الجبال فيه من الهمة والارادة وتعبير عن تحدى نفسى للمرض وما يسمى العلاج بالايحاء من خلال زيادة طاقة الانسان ويقوى من فاعلية جهازه المناعى وكلما قويت ارادة الانسان تغلب على المرض ( الفيروس) مهما كانت قوته اما النفس المهزومة ضعيفة الارادة تستكين للمرض ( الفيروس) وقد تموت بالايحاء ولقد استخدم علماء وفلاسفة من السلف العلاج بالايحاء وهذا يحتاجه المريض .
٣- وصعود الجبال يساعد على تحفيز القلب للعمل بصورة أفضل ويقلل من خطر الاصابة بامراض القلب فيزيد ضربات القلب مما يعزز تدفق الدم فى جميع انحاء الجسم وكذلك تنشيط الدورة الدموية والحفاظ على صحة الاوعية الدموية وانتاج كرات دم حمراء اكثر مما يقلل من خطر الاصابة بالسكتات الدماغية والجلطات التى تحدث فى المراحل المتقدمة للفيروس Advanced case كما تعمل على اتساع الرئتين وتزيد من التنفس بعمق بزيادة كمية الاكسجين وتقليل ثانى اكسيد الكربون الذى يزيد من الحموضة فى الدم مما يضعف مناعة الجسم وهى حقيقة علمية عرفها عمرو بن العاص رضى الله عنه قبل ان يعرفها أطباؤنا .
ثالثا -- " وتفرقوا" العزل والتباعد الاجتماعى وهو العلاج الأنجع لمواجهة انتقال الفيروس سريع الانتشار وهذا ما افادنا فى قطاع غزة انه ليس هناك تواصل بيننا والعالم الخارجى .. كما أن الاجراءات والخطوات والنداءات العاجلة للمؤسسات الحكومية كانت سببا رئيسيا فى تقليل الاصابات .
الفيروس لا يزال فى أوجه ولا بد من استمرار اتخاذ كل وسائل الحيطة والحذر ... ويزيد القلق بسبب الاستهتار وما نراه فى قطاع غزة فى الاسواق والشوارع والمحلات ووسائل النقل مما يتطلب مزيدا من التوعية والارشاد وشهر رمضان فرصة للمشايخ والدعاة ان يُطَعّموا دروسهم الدينية بواجب وفرض على المواطنين اتباع اجراءات وارشادات وزارة الصحة وتوجيهات الداخلية ونداؤنا الى وزارة التنمية والمؤسسات الخيرية توخى الامانة والصدقية والشفافية باعلى درجاتها لتغطية حاجات الناس وما يعوضهم قوت عيالهم بسبب انقطاع سبل العمل والارتزاق .